توجيه خادم الحرمين الشريفين بالإسراع بالانتهاء من المشاريع التعليمية، يعني حرص القيادة على استغلال فائض الميزانية بالشكل الموجه له أساساً، في المواعيد المحددة من جهة، ومن جهة أخرى، يعني تلمساً لنبض المواطن واحتياجات أبناء الوطن، وحقهم المشروع في أن يكون لكل منهم مقعد جامعي، يلبي طموحه ويخدم مجتمعه بالشكل المناسب لما نعيشه حالياً من نهضة متكافئة، وقفزة متتالية في مرحلة البناء الوطني الراهنة. توجيه المليك الذي يأتي للمرة الثانية وخلال أقل من شهرين، يشير إلى نوع من المسؤولية التي يجب ان يراعيها الجميع، خاصة في الاستفادة من فائض الميزانية على الشكل الأمثل، فقد شهدت بلادنا خلال العامين الأخيرين أضخم ميزانيتين في تاريخها المعاصر والحديث. حيث كان التركيز المباشر على القطاعات الخدمية خاصة التعليم والصحة.. لأنهما أكثر القطاعات التصاقاً بحاجة المواطن ومستقبله الآمن تربوياً وتعليمياً وصحياً. المليك بهذه التوجيهات، يؤكد مرة أخرى، أن البناء الرأسي للشعوب يجب أن يتلازم مع البناء الأفقي، وأن الاستثمار الواعي الحقيقي هو الذي يدشن أيديولوجية التفوق العقلي والمعرفي، من خلال احتضان الثقافات والعلوم وتوجيهها التوجيه السليم، ولأن العقل السليم يكون أيضاً في الجسم السليم، لذا تأتي المتلازمة الضرورية والهامة، خاصة في ظل التوسع الكبير الذي نشهده في المرافق التعليمية والمحاولات الجادة لاستيعاب جميع خريجي وخريجات الثانوية العامة في منظومة التعليم العالي، وللقضاء على الشكاوى المثارة حول عمليات القبول. صحيح إننا نعاني من نقص في المقاعد الجامعية، لكن ليس صحيحاً أننا نعاني من نقص الإمكانيات، ولا من نقص في العقول، فبلدنا التي تشهد تنمية متسارعة في جميع المراحل التعليمية، لا يمكن أن تبخل أبداً على أبنائها، وأمامنا المليك الذي وجه بإنشاء جامعات جديدة للقضاء على هذه الإشكالية، ليضع كل أبنائه ومواطنيه على أول السلم في بناء المستقبل الذي نحرص عليه جميعاً.
