DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
أخبار متعلقة
 
مهنة الطب هي مهنة الرحمة والتي يحتاجها , ويجلّها كل مجتمع , ويقدر أهلها خير تقدير لا يوجد فيها متسع للعبث , أو اللعب , أو الاستغلال . مهنة اخذ صاحبها على عاتقه خدمة ناسه ومجتمعه متناسيا همومه الشخصية , وأعباءه الأسرية , والتزاماته الاجتماعية مقابل إتقان طبه. ولعظم هذه المهنة وشرفها كان لابد ان اذكر بعض شجون منسوبيها ونظهر بعض همومهم. تقول إحدى الطبيبات وهي في آخر سنة للزمالة السعودية (( اجد نفسي منتشية , ومتلهفة لخدمة ناسي ومجتمعي في مجال تخصصي الطبي ولكننا وزميلاتي نعاني من المناوبات الطويلة التي قد تستمر إلى ست وثلاثين ساعة لم اعد اشعر بالوقت ولا اعرف الراحة فلا استطيع بعدها التركيز في التعاطي مع المرضى فكيف يراني أفراد مجتمعي ويتفهمونني )) انتهى كلامها وتقول الدكتورة غادة (( نحن نساء قبل ان نكون طبيبات ولا يعني أننا نتضايق من مناوبتنا أو دوام عيادتنا أننا لا نريد ان نعمل فنحن مستعدات للعمل وما دخلنا تلك المهنة إلا نعلم شأنها لكن بيننا المتزوجات اللاتي يتركن بيوتهن وأسرهن وأولادهن ومعنا غير المتزوجات اللاتي تثار حولهن أحاديث كثيرة بسبب تلك المناوبات ولابد ان يكون هناك حل يخفف ولا نطلب الراحة )) انتهى كلامها ... مناوبات طويلة لطبيبات أين هي خصوصية المرأة في المجتمع ؟ وكيف تتساوى بالطبيب الرجل ؟ وكيف يكون تفهم مجتمعنا لطبيعة مناوباتها ؟ وما مدى معاناتها في العمل أو التغرب عن بيتها ؟ وكيف سينظر إليها زوج المستقبل ويتفهم طبيعة عملها ؟ .. ظلم في ظلم وما أشدها من معاناة !! لماذا لا ينظر المسئولون في هذا الأمر ويراعون وضع المرأة وحال الأسر وخصوصية المجتمع ويجدون حلا , أو مخرجا مناسبا يخفف من أعبائها نحن أيها المسئول عن هذا الأمر لسنا مجتمعا منفتحا أو متحررا ولا يعني ان المرأة دخلت مجال الطب وجب عليها التغرب والمعاناة والتحمل بل نحن كأفراد نحتاج الطبيبة المرأة فوجب علينا مراعاتها وتفهم وضعها ولا يمكن يا سعادة المسئول ان تخيّر بين عملها وبين حياتها الخاصة كامرأة وحياتها كعاملة . لابد من مراجعة الأنفس والعقول وإيجاد الحلول المناسبة لمثل تلك الدوامات والمناوبات الطويلة التي ستقتل مفهوم , وإحساس , وسمة المرأة في صدر الطبيبة , وفي أعين المجتمع . وهناك أمر مهم جدا وهو ان من أهم أسباب تأخر زواج كثير من الطبيبات هو طبيعة عملهن ومنه المناوبات , والدوامات الطويلة فمن المهم ان تنظر الجهة المسئولة بعين البصيرة لهذا الأمر فهو مطلب ديني , اجتماعي , وأخلاقي من باب التعاون على البر والخير وجلب المصلحة العامة ودرء المفاسد . كما ان الإمكانية النظامية متوفرة ويمكن ان تدرس جميع تلك الحالات بهدوء وإيجاب . ولا نقول داخل أنفسنا (( مالنا خص أو وش دخلنا أو ان الطبيبات هم من اختار ويتحملون)) بل نحن كلنا مسئولون عنهنّ لانهن يخدمنّ نساءنا ومجتمعنا ولا نستغني عنهن. الطبيبة المتزوجة تعاني الكثير حين تناوب فهي تضطر ان تترك أطفالها في المنزل وقلبها يخفق عليهم أو تأتي بأطفالها إلى المستشفى مع العاملة المنزلية فيمكثن في غرف الطبيبات ولا اعلم لماذا لا يخصص مكان مناسب ومريح ومجهز بكافة الاحتياجات لحضانة أطفال الطبيبات أو أطفال العاملات الأخريات المناوبات فهذا سيطمئن الأم الطبيبة قليلا , ويخفف عليها , ويريح الأب الذي قد لا يستطيع حضانة أو متابعة صغاره في المنزل وتحملهم. تعاني بعض الطبيبات كثيرا من المضايقات من بعض الأطباء العاملين في نفس المستشفى وهذا الأمر يخالف الدين قبل كل شئ , ويناقض شرف المهنة تقول إحدى الطبيبات (( لاشك ان المستشفى مدعاة للاختلاط ولكن بعض الأطباء أو حتى المرضى يجعل هذا الاختلاط مثارا للتجاوز , والتدخلات أو المضايقات سواء باللمز أو بالأسئلة الشخصية والخروج عن إطار العمل..)) انتهى كلامها.. وتذكر طبيبة أخرى (( يحدث أحيانا ان يتكلم معي احد الأطباء في العمل واجده يخرج إلى موضوعات شخصية , أو يعرض علي الزواج وهذا ما يبكيني حقا فإن كان هذا الطبيب يفهم الاختلاط فكيف بالجهّال .. وكيف يتجرأ بتجاوز الأعراف الاجتماعية ويعرض علي الخطبة شخصيا دون مراعاة لمشاعري .. وماذا يظن بي ليقول هذا )) انتهى كلامها .. وتقول الممرضة نورة (( استدعاني احد الأطباء وحادثني في العمل ثم غيّر حديثه إلى مسائل شخصية فتضايقت منه وخرجت .. ثم بدا موقفه وتقييمه لي مختلفا لاحقا )) انتهى كلامها. وتقول الطبيبة منال (( يضايقنا أحيانا بعض الأطباء خصوصا كوننا متدربات ونجد تعاملهم يختلف بحسب مواقفنا ...)) انتهى الكلام .. وتقول الممرضة سامية (( كثير من الأطباء يعرضون الزواج علينا وهم متزوجون ويريدون التعدد ولا اعرف كيف يفهمون الأمور أو ينظرون لنا ..)) انتهى كلامها. كان ذلك بعض ما جمعته من نقاشات , ورسائل وردت لي جمعتها عبر فترة . ومن المؤكد ان هؤلاء الأطباء قلة في مستشفياتنا وما يحدث هو خروج عن الدين , والأدبيات , والأخلاقيات المهنية ولا يقبلها أي مجتمع أو أسرة . ولا اعلم حقا كيف يظن هؤلاء الأطباء ويقدرون الوضع ؟ وأين الدين وشرف المهنة وكيف تظهر رغباتهم الشخصية أو مضايقات في مكان يعمل لأجل المجتمع ويجب ان يكون متماسكا .. وفي وجهة نظري المتواضعة ان الطبيبة هي امرأة ضعيفة قد تتعرض لموقف مضايقة ولا تتجرأ أن تبوح بها كشكوى للمسئول الأمين أو لأسرتها خشية من توسع المسألة وتعقيدها , وإثارة الاغبرة حولها على انه من المفروض ان تظهر قوتها وشخصيتها بعنفوان الأنثى .. خلاصة القول .. هي أن مجتمع الأطباء مجتمع علمي وراق يتعاونون فيما بينهم على رعاية المجتمع طبيا , وصحيا يقول الله تعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )) , ويتكاملون بتنوّع اختصاصاتهم الطبية في شتى فروع الطب . يتخذون فيما بينهم من القوانين والمبادئ , والوسائل , والأسباب , والأعراف ما يعينهم أن يقوموا برسالتهم تجاه مجتمعاتهم على أكمل وجه. ويجتمعون في بيئة عمل واحدة مليئة بالعمل , والنشاط , والأشخاص , والمواقف , والأحاسيس , والشجون , والهموم وغيرها فكان لتلك البيئة حدودها الدينية أولا , حدودها المهنية , حدودها النظامية , حدودها الاجتماعية , وحدودها الأخلاقية فلا إساءة , ولا تجن , ولا استغلال , ولا شبهات .. فاتقوا الله أيها الأطباء .. عفوا أيها الرجال.. [email protected]