DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. عبدالله الغذامي

موت النقد الأدبي.. دعوى تقليدية وغريبة ومغرضة

د. عبدالله الغذامي
د. عبدالله الغذامي
اثار الدكتور عبدالله الغذامي موجة واسعة من الجدل بين اوساط المثقفين والادباء بعدما رفض المشاركة في الملتقى الاول للنقد الادبي، بحجة ان (النقد الادبي قد مات ، وانه لا يمكنه المشاركة في شيء غير موجود) فبعد ان علمت (اليوم) بأمر الخطاب الذي ارسله إلى ادارة النادي موضحا اسباب عدم مشاركته في الملتقى الذي اقامه نادي الرياض الأدبي مؤخرا، كان علينا ان نتابع الأمر وان نستطلع أراء المثقفين والادباء حول هذا الموضوع وبغض النظر عن مسألة الاتفاق او الاختلاف مع الغذامي، طرحنا السؤال على عدد من المثقفين السعوديين والعرب لمعرفة ابعاد هذه القضية الشائكة الروائي يوسف المحيميد اعتبر ان القول بموت النقد الادبي، هو من قبيل العبث، مؤكدا ان مثل هذا الكلام اشبه بالموضة التي تلتمع فجأة وسرعان ما يتم تجاوزها، وقال: اعتقد انه من العبث قول مثل هذا الكلام، عن ان النقد الادبي قد مات، او ان النص قد مات، او حتى المؤلف قد مات، فهذه مسائل اشبه بالموضة التي تلتمع فجأة ثم يتم تجاوزها، فالنقد الادبي التطبيقي سيظل مادام الابداع موجودا، شعرا او قصة او راية، صحيح ان هناك فترات زمنية يخبو فيها هذا النقد، وفترات اخرى يصبح فيها اكثر حضورا، لكنه في الواقع لم يزل موجودا، وسيبقى موجودا، وهناك اسماء في العالم العربي لا املك الا ان اشعر بالفخر بوجودها، مثل الناقد فخري صالح، والناقد فيصل دراج، وغيرهما من الاسماء النقدية المميزة، طبعا مع وجود بعض الاسماء السعودية، ولكن للاسف كثير من النقاد لدينا انصرفوا الى مسائل اخرى في النقد مثل دراسة النظرية والنقد الثقافي وخلافه، لكن في المجمل اعتقد ان النقد الادبي سيبقى موجودا، سواء في العالم العربي او حتى في البلدان الاجنبية، فالكثير من الاعمال الروائية او القصصية في الغرب تظهر بشكل قوي جدا بسبب وجود مثل هؤلاء النقاد المؤثرين في الصحف الاجنبية، فالكثير من الاعمال الروائية او القصصية في الغرب تظهر بشكل قوي جدا بسبب وجود مثل هؤلاء النقاد المؤثرين في الصحف الاجنبية. ومن جانبه يرى الناقد د.حسين المناصرة، ان كل نقد سواء كان ثقافيا او اجتماعيا، فانه يبقى في المحصلة النهاية نقدا ادبيا ما دام انه يقوم على نصوص ادبية، ويقول المناصرة لا اعتقد ابدا ان النقد الادبي قد مات، او انه سيموت مستقبلا، بل انه سيبقى موجودا بوجود الادب والابداع، فحتى في مراحل التحولات النقدية الى ما يسمى بالنقد الثقافي، او النقد الاجتماعي، سيظل نقدا ادبيا، فالتسمية من الاساس مأخوذة من النص الادبي، وعندما نكون ازاء نص ادبي، فان اي مقاربة او قراءة لهذا النص، وما يدخل ضمنها ثقافيا او اجتماعيا، سيكون في المحصلة النهائية نقدا ادبيا، لذلك فانا اختلف تماما مع القول بان النقد الادبي قد مات، او سيموت. من جهة اخرى يعتقد القاص خالد اليوسف ان وجود النقد مرهون بوجود الابداع، بل ان النقد نفسه ابداع مرتبط بالادب، وان كليهما مرتبط باللغة، وما دامت اللغة موجودة فانه لابد من ابداع ونقد، حيث يقول اليوسف: العنوان هو (النقد الادبي) وهذا يعني انه من الادب، وبالتالي فان القول بموت النقد الادبي قول مجاف للواقع تماما، فالادب لا يمكن ان يموت، وبالتالي نقد الادب لن يموت لانهما مرتبطان عبر حلقة لا يمكن فصلها. اما الناقد د. صابر عبدالدايم، فيرى ان مقولة (موت النقد الادبي) مقولة تقليدية، والجامعات كلها ملأى باقسام الادب والنقد، وهذه المقولة لا تتفق الا مع بعض الدعوات الاجنبية الداعية الى التحول، ويقول د. عبدالدايم : مع وجود الفنون الادبية مثل الشعر والقصة والرواية والمسرح والمقالة وغيرها من فنون الابداع الادبي، من الضروري ان يكون هنالك نقد ادبي يضيء مثل الفنون، ويحللها ويدرسها، وفي اعتقادي أرى ان مقولة موت النقد الادبي اصبحت مقولة تقليدية، وهي لا تتفق الا مع بعض الدعوات الاجنبية نحو التحول الى النقد الثقافي، مع ان النقد الثقافي اصلا نقد ادبي، ولذلك ارى ان الدعوة الى موت النقد الادبي هي دعوة من البعض وليس الكل، وهي تعبر عن وجهات نظر احادية وليست قاعدة عامة، لان القاعدة العامة تؤكد ان النقد الادبي موجود وسيبقى موجودا لحاجة الفنون الادبية اليه، ومن يقل ان نقد الادب قد مات، فانه يعبر عن وجهة نظر مخطئة، بل مغرضة. وفي حديثه حول هذا الموضوع اعتبر الناقد د. وليد قصاب ان هذه مقولة غريبة وغير مقبولة، وقال: ان النقد في ابسط تعريف له هو ردة فعل تجاه الأدب، وما دام الادب موجودا سيظل النقد الادبي حيا، ولن يموت الا اذا مات الادب نفسه، اما ما يقال عن النقد الثقافي او الاجتماعي، فهذا نقد اوسع من نقد الادب ويمكن ان يكون موجودا دون ان يلغي النقد الادبي، والنقد الادبي متعدد الاتجاهات والمناهج لكنه لا يمكن ان يموت على الاطلاق. اما الدكتور محمد الربيع، رئيس نادي الرياض الادبي السابق، وصاحب فكرة اقامة ملتقى النقد الادبي، فقد رأى انه يمكن ان يقبل هذه المقولة على سبيل المجاز وقال: النقد يموت اذا لم يكن هناك ادب، فالنقد مبني على الادب، واذا مات الادب فسيموت النقد لانه تابع له، لكن مادام الابداع موجودا فالنقد موجود، وفكرة موت النقد، وموت المؤلف وغير ذلك ربما تقبل بمعنى مجازي، كأن تشير الى ضعف النقد، او ضعف الابداع، او عدم وجود نقاد، اما القول بالموت الحقيقي للنقد، وانه انتهى دوره، ولم تعد هناك حاجة الى النقاد، او استبدل نقد الادب بغيره كما يقال عن النقد الثقافي مثلا، فهذه قضية انا لا افهمها اصلا، وان فهمتها فلا اؤمن بها.
د. محمد الربيع
أخبار متعلقة
 
د. حسين المناصرة