DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإسلام مع أهل الديانات الأخرى

الإسلام مع أهل الديانات الأخرى

الإسلام مع أهل الديانات الأخرى
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير لعل ما شهدته مدينة الاسكندرية يوم الجمعة 11 رمضان من موجات التظاهر داخل وخارج مسجد (اولاد الشيخ) بمنطقة محرم بك المجاور لكنيسة مار جرجس بسبب عرض مسرحي من انتاج الكنيسة يسيء للاسلام ونبيه ومقدساته. حيث تزعم المسرحية ان الاسلام انتشر بحد السيف، وانه دين يستعصي على الفهم، وان المسلمين همج ويهدفون الى تدمير الكنائس، وغيرها من المشاهد والعبارات التي تهدد الوحدة الوطنية.. المسرحية المسماة (كنت أعمي والان ابصرت) من انتاج واخراج وتمثيل شباب كنيسة مارجرجس برعاية القسيس واو غسطينوس فؤاد وانطيوس فهمي. وكانت الموجة الكبرى باحتشاد اكثر من ثلاثة الاف مواطن من ابناء محرم بك والاحياء المجاورة امام كنيسة مارجرجس بشكل سلمي.. مطالبين السلطات بالتدخل لحماية الدين والعقيدة الاسلامية من هذا العبث وتقديم المسئولين عنه للمحاكمة.. مرددين شعارات: بالروح والدم نفديك يا اسلام. ولقد تفاجأ العالم من ذلك الحدث الذي برهن ان التطرف والغلو موجود في سلوك وفهم كل ديانة. وان ما حصل من بعض المسيحيين المتطرفين ليس مقرا في فهم جميع المسيحيين، وان تزامن في وقت الانتخابات التشريعية لمجلس الشعب فالهدف سياسي لا ديني، فمن اجل التكتلات عرضت هذه المسرحية، والغريب انها كانت معروضة قبل سنتين ولم تجد هذا الضجيج. ومن خلال قربي من مصر والمصريين اعرف ان التواصل والتسامح هو الجو السائد الذي يحتضن المصريين جميعا، فالطائفية لا تلعب دورا في قيام النزاعات والصراعات بينهم، فالمعايشة والمواطنة والسلم والخلق هو الذي عرفه المصريين فيما بينهم،، ولعل ما حصل من التطرف واهانة الاسلام هو من الخارج.. نعم من الخارج فهناك اطراف يهمها اشعال الطائفية المقيتة بين المسلمين والنصارى، فالاسلام الذي حاولوا تشويهه هو الاسلام الذي امر بالدفع بالتي هي احسن والحكمة.. فعلاقة المسلمين بغيرهم علاقة تعارف وتعاون، وبر وعدل، يقول الله سبحانه وتعالى في التعارف المفضي الى التعاون والتآلف والسماحة والمحبة: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ويقول في الوصايا بالبر والعدل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين). فمن الجوانب المهمة في حياة الانسان هو اسلوب التعامل مع الآخرين لدعوتهم الاسلام. ولو اردنا ان نلخص اسلوب الاسلام وطريقته في تنظيم علاقات الانسان بالآخرين، وفي معالجة روابطه الاجتماعية، ما وجدنا خيرا من كلمة التسامح التي هي تعبير عن المبدأ الشامل الذي يستوعب دقائق التشريع وتفاصيله في مجال الدعوة الى الاسلام. فنجد مبدأ (التسامح) في القرآن الكريم يتمثل في الآيات الكريمة المتفرقة التي تدعو الى (العفو) و(الصفح) و(الاحسان) و(ودفع السيئة بالحسنة) و(الاعراض عن الجاهلين) وغير ذلك من المعاني التي تلتقي بالتسامح وتنطلق منه، فمبدأ (التسامح) يمثل (الاسلوب المسالم الوديع الذي يواجه به الانسان اعتداء الاخرين عليه واساءتهم الى حقوقه). فهو يهدف الى ان يجعل من الانسان المعتدى عليه انسانا مثاليا تنبع الرحمة من قلبه لتنطلق في حياة الاخرين محبة وسلاما، ويتدفق الخير من روحه ليفيض على مجتمعه نعمة بالخير والبر. فالتشريع الاسلامي جاء ليكون من غاياته العظيمة تفادي التنازع والتخاصم بين افراد الانسان، وابعاد روح الحقد والبغضاء والعداوة عن نفوسهم لتحل محلها روح المحبة والتآلف والتعاطف والاسلام يأمرنا بحسن معاملة اهل الكتاب ودعوتهم الى الاسلام بالتي هي احسن. قال تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).. ويخطئ كثيرا ممن يصور علاقة المسلمين بأهل الكتاب على انها علاقة قائمة على البغض والكراهية والعداء والقتال وسوء المعاملة.. قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن.. الا الذين ظلموا منهم.. وقولوا آمنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون). ومن مقتضيات هذه العلاقة تبادل المصالح، واطراد المنافع، وتقوية الصلات الانسانية، والمعاشرة الجميلة، والمعاملة بالحسنى.. والتعاون على البر والتقوى. وهذا مما دعا ويدعو اليه الاسلام البشرية قاطبة. ومن سماحة الاسلام كفالة الحرية الدينية لغير المسلمين ولهذا قرر الاسلام المساواة بين المسلمين واهل الديانات الاخرى فلهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وكفل لهم حريتهم الدينية فيما يأتي: اولا: عدم اكراه احد منهم على ترك دينه او اكراهه على عقيدة معينة يقول الله تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)، وفي هذا المبدأ من مبادئ الاسلام يتجلى تكريم الله للانسان واحترام ارادته وفكره ومشاعره، وترك امره لنفسه فيما يختص بالهدى والضلال في الاعتقاد وتحميله تبعة عمله وحساب نفسه. والتعبير هنا في هذه الآية يرد في صورة النهى المطلق (لا إكراه في الدين). ثانيا: من حق اهل الكتاب ان يمارسوا شعائر دينهم، فلا تهدم لهم كنيسة ولا يكسر لهم صليب يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتركوهم وما يدينون) بل من حق زوجة المسلم "اليهودية والنصرانية" ان تذهب الى المعبد او الكنيسة ولا حق لزوجها في منعها من ذلك. ثالثا: من سماحة الاسلام انه اباح لهم ما اباحه لهم دينهم من الطعام وغيره، فلا يقتل لهم خنزير ولا تراق لهم خمر، ما دام ذلك جائزا عندهم. ولا يتأذى به المسلمون. رابعا: لهم الحرية في قضايا الزواج والطلاق والنفقة ولهم ان يتصرفوا كما يشاءون فيها: دون ان توضع لهم قيود او حدود. خامسا: من سماحة الاسلام ان حمى لاهل الديانات الاخرى كرامتهم وصيانة حقوقهم، وجعل لهم الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق مع التزام الادب والبعد عن الخشونة والعنف يقول الله تعالى: (ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن) السماحة حتى في المجادلة والنقاش والتحدث لان دعوة الله التي حملها نوح عليه السلام والرسل بعده، حتى وصلت الى خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة واحدة من عند اله واحد، ذات هدف واحد، هو رد البشرية الى ربها وهدايتها الى طريقه وتربيتها بمنهاجه، وان المؤمنين بكل رسالة اخوة للمؤمنين بسائر الرسالات كلهم امة واحدة، تعبد الها واحدا وان البشرية قاطبة تسير في هذا الطريق. سادسا: من سماحة الاسلام انه احل الاسلام للمسلمين طعامهم والاكل من ذبائحهم والتزوج من نسائهم يقول الله تعالى: (اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين أوترا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم اذا اتيتموهن أجورهن محصنات غير مسافحات ولا متخذات اخدان. وهكذا يبدو ان الاسلام هو المنهج الوحيد الذي يسمح بقيام مجتمع عالمي لا عزلة فيه بين المسلمين واصحاب الديانات الكتابية ولا حواجز بين اصحاب العقائد المختلفة، التي تظللها راية المجتمع الاسلامي. سابعا: اباح الاسلام زيارة اهل الكتاب وعيادة مرضاهم، وتقديم الهدايا لهم، ومبادلتهم البيع والشراء ونحو ذلك من المعاملات، فمن الثابت ان الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي في دين له عليه. وكان بعض الصحابة اذا ذبح شاة يقول لخادمه ابدأ بجارنا اليهودي. هذه اخلاق الاسلام وهذا هو منهجه القائم على التسامح واحترام الاخر، فهل قرا المسيحيون بانصاف وتجرد في العالم هدي الاسلام وهدي نبيه ليعرفوا انه ليس دين عنف ولا همجية. هاني بن عبدالله الملحم - الاحساء