بحضور عدد كبير من الأدباء والمثقفين ومحبي الأدب الإسلامي أقام المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، الملتقى الشهري للأدباء الشباب الذي يديره المسئول الإعلامي بالمكتب محمد شلال الحناحنة. وقد بدأ الملتقى بقصائد شعرية ألقاها مجموعة من الشعراء الشباب منهم معاذ آل زيد، نزار شهاب الدين، سليمان الزمامي.
وكانت قصيدة الشاعر معاذ آل زيد عبارة عن معارضة شعرية لأبي نواس في وصف القهوة، وفيها يقول:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
صفراء تضحك فيها الشمس تحسبها
تبراً يذاب ومسكاً عقه الماء
أباحها الشرع لا سكر وعربدة
فما لها ولماء العين أكفاء
ترغي وتزبد فوق النار في غضب
كأنها ولهيب النار أعداء
فالشاعر يصف لنا القهوة وكيفية صنعها وصفاً ممتعاً، مع أنه في المطلع استخدم أسلوباً إنشائياً، لكنه سرعان ماتخلص من الإنشائية ليبتكر صوره الشعرية الخاصة مقارناً بين القهوة التي أباحها الشرع على عكس خمر أبي نواس المحرمة.
وقد سجل في قصيدته الكثير من الجمل البلاغية المميزة، والقصيدة بشكل عام تذهب باتجاه المنحى الإسلامي، حيث المقارنة بين الحلال والحرام، والحرص الشعري على الانتصار للحلال.
أما الشاعر نزار شهاب الدين في قصيدته (لماذا أسافر عند بعيداً) فقدم تجربة تفعيلية بسيطة في لغتها وإن كانت محتفظة بالإيقاع المقفى، فهو يكتب على الشكل التفعيلي لكنه يتمسك بنظام القافية، وهي بشكل عام تتناول البعد عن الوطن بأسلوب يحمل قدراً من السخرية، والبعد عن الطرح الشعري العميق.
وبنفس اللغة البسيطة، لكن وفق أسلوب العمود الشعري جاءت قصيدة (صرخة الجرح) للشاعر سليمان الزمامي حاملة صيغة ذاتية في الخطاب الشعري. فقد بدأ الشاعر منكسراً محبطاً، لكنه بالتدرج حاول أن يتغلب على هذا الانكسار.
ولم يكن الشعر وحده فارس الأمسية، فقد كان للنثر حضوره. فقرأ عبدالستار الألفي قصة بعنوان (تسافر) وقرأ محمود حسين قصة (متاهة قصيرة) وقرأ منذر محمود قصة (حرص الكبار) إضافة إلى مقالين الأول للكاتب أيمن ذو الغنى، والثاني للكاتب عبدالله بنجالي.
يذكر أن لجنة الإشراف على الملتقى تتشكل من الدكاترة حسين علي محمد، وليد قصاب، صابر عبدالدايم، وهم أساتذة الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
