أخيراً.. انتهت عملية ضبط الأعصاب، التي مارستها قوات أمننا الباسلة ضد عناصر الفئة الضالة بحي المباركية بالدمام، باقتحام وكر الإرهاب وتخليص الوطن من شروره وآثامه.
أخيراً.. تخلصنا وتخلص الوطن من مجموعة من أشرس الضالين، الذين ـ يعلم والله وحده ـ مدى ما كانوا يضمرون للإضرار بنا وبأمننا واستقرارنا، ولكن بفضل الله أولاً، ثم بيقظة رجال أمننا الأبطال، تم إحباط أخطر مخطط في الدمام، من قبل هذه العناصر الخارجة.
48 ساعة كانت حاسمة لإنهاء الوضع بالطريقة التي انتهى بها، لأن الاستمرار في البقاء مع الأفاعي أكثر خطورة، من التحاور معها، وبالتالي كانت النهاية منطقية، مقارنة بحجم ما كان لدى هؤلاء من أسلحة ومتفجرات، مكنتهم من الاستمرار في غيهم لهذه الفترة، وكانت النظرة الأمنية حكيمة في التعامل بحيث تكون سلامة المواطنين بالحي فوق كل اعتبار.
الظاهرة الجديرة بالاحترام والتقدير، تمثلت في هذا التفاعل الكبير من مواطني "المباركية" بالذات مع رجال الأمن، إذ اعتبروا رجال الأمن جزءا منهم، فتحوا لهم بيوتهم، وقدموا لهم الماء والغذاء، وكان لافتاً تلك الروح الجديدة لدى أطفالنا وأبنائنا، الذين هرعوا يساعدون رجال الأمن ويبتسمون لهم ويشجعونهم، ولا نكون مبالغين، إنه لأول مرة انتصرت ابتسامة طفل على مدافع الإرهابيين، وشعر رجل الأمن أن أيدي الأطفال الممدودة لهم بالماء والعصائر، كأنما تمدهم بأروع ذخيرة في الحرب على الإرهاب.
هذه الروح تجعلنا نثق في أن حربنا ضد العناصر المتطرفة ناجحة لأبعد الحدود، وتجعلنا نثق في مصداقية توجه قيادتنا، وعزمها وحسمها، لنبعد عن مجتمعنا كل الشرور والآثام، ولعل صورة ذلك الطفل وهو يقدم الماء لرجل الأمن، تكون أكبر صفعة على وجه الإرهاب القبيح، والإرهابيين الأكثر قبحاً وخبثاً.
