DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فهمي هويدي

الأمة بحاجة لمشروع نهضوي ينطلق من مرجعية الإسلام

فهمي هويدي
فهمي هويدي
أخبار متعلقة
 
أكد العلماء والمفكرون المشاركون في أعمال المشروع البحثي لتجديد الخطاب الديني في مصر الذي عقد بمركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية. أن الأمة تواجه تحديات خطيرة وتمر بمرحلة تاريخية استثنائية تفرض عليها العمل الجاد والدؤوب لبناء نهضتها بالعلم والمعرفة والتطوير والتجديد وفتح باب الاجتهاد والحرية وتصحيح المسار والأخذ بالنظم الديمقراطية والاعتماد على الذات حتى لا يتحكم فيها اعداؤها ويعبثوا بمقدساتها ومعتقداتها تحت زعم تجديد الخطاب الديني. وفي كلمتها قالت الدكتورةهالة مصطفى مديرة المركز وأستاذ العلاقات الدولية ان الغرب يطرح مفهوم تجديد الخطاب الديني كأداة لتغيير المجتمعات الإسلامية وفق المنظومة الغربية بهدف مصلحي يحقق الهيمنة والسيطرة الغربية على كل مقدرات الأمة في حاضرها ومستقبلها وهذا يفرض على العلماء والمفكرين في هذه الأمة مسئولية كبيرة تتطلب اليقظة والحذر وطرح الرؤى والاجتهادات التي تنطلق من الداخل ووفق القناعات الوطنية والقومية والدينية. الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة أوضح أن مشكلة الأمة في غياب المشروع الحضاري النهضوي الذي يجدد طاقة الأمة ويبني نهضتها الشاملة فمازلنا نعيش منذ أكثر من قرنين أسرى التفكير البالي والرؤى المريضة ونتحدث عن نفس القضايا دون أن نتوقف عن الاجترار والتكرار فيأتي من يتحدث عن تجديد اللغة الآن بعد سلامة موسى بعقود طويلة فهذه القضايا تثار تحت ضغط الحملات الاستعمارية. وقال: علينا أن نحذر المواقف التي تقود إلى حالة الاحتراب الأهلي الذي يهدد مستقبل الأمة من أزمة الانفعال والغفلة والانفعال المضاد والانفصال فدخول الأمة في مرحلة التراجع الفكري يجعلها تدخل في مرحلة ضياع الهوية فلا تجمع أو تصنع أو تطرح وتتحول إلى عبء كبير والفكر النهضوي الذي يتجدد دائما في الأمة تحت خط النار والتجديد هنا يعني اعتبار الإسلام هو المرجعية في أنماط السلوك فمنذ أكثر من قرنين ومحاربة الإسلام لا تتم بطريقة مباشرة عن طريق محاربة العقيدة والإسلام كدين وانما عن طريق تغيير الأوضاع الاجتماعية وأنماط السلوك للناس بطريقة تجعلها تتعارض مع أحكام الشرع واستخدام أساليب الترويج والدعاية والإغراء وإثارة نوازع التقليد والمحاذاة.. ومن آفات الأمة أيضا تسييس الدين والتغريب والتبعية وما ينتج عن ذلك من أزمة هوية تهدد كيان الأمة. الدكتور بشير نافع أستاذ التاريخ بجامعات لندن أكد أن تاريخ الفكر الإسلامي في الكتابات التي تكتب بالإنجليزية يشهد مراجعة شاملة للتحقق من مسألة مدى صحة أن النهضة الإسلامية وعملية النهوض الحديثة قد بدأت مع الحملة الفرنسية والواقع أن الفكر الحديث المعاصر كله سلفي سواء الحركات السياسية أو القادة والمفكرين والشخصيات الإصلاحية الكبيرة أو الجمعيات الإصلاحية. فكل الحراك الاجتماعي والديني الذي حدث في بداية القرن 19 كان تحت تأثير السلفية. فهمي هويدي المفكر الإسلامي المعروف قال: لا يمكن ان نعلق تردي الأوضاع على التيار التغريبي العلماني لابد من أن نقف وقفة أمام مسؤولية التيار الإسلامي ليس من أجل الإدانة ولكن للوقوف على المشترك والبحث عن مخرج يسمح للأمة بالنهضة. لأن التيار التغريبي موجود في السلطة والاعلام ويملك حرية الحركة. والتيار الإسلامي له الشارع والجماهير والمطلوب الآن تجميع التغريبيين والإسلاميين حتى تستطيع الأمة النهوض. الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق أكد أن الحملة الفرنسية ليست بداية تنوير الأمة فهي لم تجد شعباً ضائعاً أو تائهاً فلم يكن في مصر وقتها مؤسسة تنويرية سوى الأزهر وابنائه هم من جاهدوا وقاوموا نابليون وجنوده. وحينما كان للفكر رأي ومكانة تقدمت الأمة فالمجتمع بحاجة ماسة إلى وظيفة دينية ليس بمعنى الحكم والسلطة وانما بمعنى تقديم المشورة والرأي والاجتهاد فعندما كان للعلماء رأي استطاع الأزهر أن يقوم بدوره ويرد الحملة الفرنسية ولكن الآن الأزهر مغيب ومعتم على دوره ومطلوب منه أن يقدم جرعة من الثقافة الدينية ويأتي به عند الحاجة وهذا أدى بنا إلى انتشار التطرف والإرهاب. وفي دراستها عن (تجديد الخطاب الديني الإسلامي في الكتابات الغربية.. ضرورة أم مناورة سياسية) أكدت الدكتورة أماني مسعود أستاذ العلوم السياسية المساعد أن المبرر الأساسي وراء مطالب التجديد في الألفية جديدة في الكتابات الغربية لغة العنف والإرهاب الذي وصفت به الكتابات الغربية والمواجهة الدينية بين الحضارتين الإسلامية والغربية حيث تدعي الكتابات الغربية أن الإسلام لا يقبل الآخر وبالتالي يجب على الإسلام والمسلمين أن يجددوا أنفسهم حتى يتلاقوا مع الحضارة الغربية. وقالت: وصلت 40 دراسة وبحثا صدرت بعد أحداث 11 سبتمبر في الغرب وتناولت مفهوم التجديد حاولت إسقاط ما حدث في التجربة التاريخية الغربية من فصل الدولة عن الكنيسة لذلك فالكتابات الغربية تسعى إلى هدم الخطاب القديم باعتباره فاسداً وبناء خطاب جديد ورغم الاختلافات في الطرح بين هذه الكتابات إلا أنها امتدت إلى القول بأن التجديد يحتاج إلى تجديد السياق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. وانطلقت الكتابات الغربية من مجموعة ضرورات تبدأ من الضرورة السيكولوجية والممثلة في إعادة بناء ذات الآخر العدوانية بما يتفق مع العولمة والحد من الخطر الإسلامي. وتناولت الكتابات الغربية مسارات التجديد في الخطاب الإسلامي فطالب على مستوى المسار المفاهيمي أن يقوم المسلمون بتجديد ما يعتنقونه من مفاهيم باعتبارها مفاهيم فكرية اجتماعية وليست دينية عقائدية مثل مفهوم الجهاد والحماس فالهدف من تطوير هذه المفاهيم إثبات أن الإسلام دين عدواني. وإيضاح الفجوة بين الموجود وما هو كائن (مثل الجهاد والعمليات الإرهابية) حيث أفرغوا مفهوم الشهادة من مضمونه باعتباره مظهراً لتديين السياقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أوصلت المسلمين إلى حالة يأس تدفعهم إلى الانتحار والموت وتعرضت الكتابات الغربية لأهمية أن يتم تغيير القادة الإسلاميين والسياسيين لخطاباتهم التي تتعارض مع الأهداف الغربية وأيضا تجديد الخطاب الديني في إطار الثنائيات مثل: الوحشية وانتهاك حق الحياة في مقابل التحضر وحماية حقوق الإنسان - التمكين للمرأة في مواجهة الدونية التي ينظر لها الإسلام للمرأة - الدوانية في مواجهة التسامح مفهوم الشهادة - الديمقراطية في مواجهة الثيوقراطية وإدخال الدين في كل مفردات الحياة.