أخبار متعلقة
تمر زراعة النخيل بالاحساء حاليا بمرحلة تعتبر من أهم المراحل التي تتهيأ فيها النخلة لتكوين أهم ثمار الاحساء على الإطلاق ألا وهي مرحلة تكوين ثمر الرطب والذي يلقى عناية كبيرة وذلك حسب تأثير المناخ ليدخل بعد ذلك في طور النضج استعدادا لتوافره في أيدي المستهلك بعد انتهاء فصل الشتاء وبدء فصل الصيف الذي يفضل الناس فيه أكل الرطب قبل أن يصل لمرحلة التمر وفي هذه الأثناء تمر النخلة بعدة مراحل واهتمامات من المزارعين وذلك حتى تصل إلى الشكل النهائي المتعارف عليه من الرطب بأنواعه.
بداية أوضح رئيس قسم الإنتاج والإكثار في المركز الوطني لأبحاث النخيل والنمو بالاحساء والأخصائي في الزراعة والبساتين محمد سعد الحسني أن مرحلة التلقيح لهذا العام بدأت منذ أسبوعين وأكثر وتوجد هناك أصناف مبكرة منها وأصناف متوسطة وأصناف متأخرة ذلك لأن الوقت الذي تأخذه النخلة من حين التلقيح إلى مرحلة التمر 6 شهور وتكون على النحو التالي : صنف الحبامبوك ويبدأ من 30 إلى 40 يوما تقريبا ليصل إلى مرحلة الكمري والذي يستغرق من 30 إلى 45 يوما تقريبا ليصل بعد ذلك إلى الخلاص والذي بدوره يستغرق 30 يوما تقريبا ليصل إلى مرحلة الرطب والذي كذلك يستغرق من 30 إلى 45 يوما تقريبا حتى يصل بعد ذلك إلى مرحلة التمر ومن أشهر المقولات التي يرددها الفلاح في ذلك 40 جريح جني الثمار إلى 40 مستريح بعد الجني ثم 40 يبين المليح (أول ما يخرج أثر للثمر أو الحبامبوك) ومن أكثر الأصناف الموجودة في الاحساء هي الطيار، المجناز، الغي، العدابي، الخنيزي، الحاتمي، الخلاص، الشبيبي، الرزيز، الوصيلي، المرزبان، الشهل، الخصيب، أم الرجيم، التناحيب، الهلالي. أما الأصناف المستخدمة غالبا كرطب فهي الطيار، المجناز، الغر، العدابي، الخنيزي. أما عن الأصناف التي تؤكل وهي في مرحلة الخلاص أحيانا فهي الغر، المجناز، الخنيزي لأن الطعم يكون فيها مقبولا، أما عن الأصناف المفضلة لعملية السلوق فهي الشبيبي والدملاج والخدج، والأصناف المفضلة لعملية الدبس هي الحاتمي والشبيبي والخلاص. الأحوال الجوية
وقال الحسني ان للأحوال الجوية لهذا العام أثرا كبيرا في تفتح الأغاريظ خاصة بعد الموجه الحارة التي كانت تتخلل فترة البرودة مما يجعل المناخ ربيعيا أحيانا وذلك ساعد على تفتح بعض الزهور، كذلك لكمية الأمطار التي سقطت تأثير على حبيبات اللقاح خاصة في يوم التلقيح فإذا كانت الأمطار شديدة قد تكون كمية العقد قليلة فيؤدي إلى تساقطها.
أما فيما يخص تغيير لون ثمر الرطب من صنف إلى آخر فهذا متعلق بالصبغات الجينية التي يتصف بها كل نوع من الأصناف من حيث المذاق واللون والحجم وتتميز النخلة بالقدرة الكبيرة على تحمل العطش بشكل كبير قد يستغرق شهر كاملا بشكل لا يؤثر على الإنتاج، وفي الأسباب التي تدفع ثمر النخلة للفساد أحيانا أوضح الحسني ان للحشرات دورا كبيرا في ذلك خاصة حشرة حفار العذوق مما يؤدي إلى جفاف في الثمار، وأحيانا تكون عملية التلقيح غير جيدة أو تمت بشكل غير جيد مما يؤثر على الثمار فيحول لونه إلى اللون الأخضر. لذلك لابد من الاهتمام بعملية الري الدائمة بكميات تحددها نوعية التربة فإذا كانت رملية تحتاج إلى كميات أقل تصل إلى كل ثلاثة أيام. مصنع التمور
ويعتبر مصنع التمور في الاحساء من أهم المصانع التي يستورد التمور من الموردين وذلك لتعامل مع توزيعها حسب خطة متبعة في ذلك، وأوضح مساعد مدير عام هيئة الري والصرف بالاحساء أحمد عبد الرحمن الجغيمان أن توريد التمور من المزارعين للمصنع يبدأ مع بداية موسم جنيها أي مع بداية أكتوبر من كل عام بعد اكتمال نضجها وبالتالي فان المصنع لايقوم باستلام التمور في مرحلة الرطب التى تمثيل أحد مراحل النضج المبكر للتمورهذا ومن التمور التي يتم توريدها من المزارعين للمصنع تمور الرزيز، الخضري، الشقر بكميات كبيرة وتمور الخنيزي، والرخيمي بكميات قليلة. أما عن موعد استقبال التمور التي تؤمنها الدولة من المزارعين في موسم عام 1401/1402(1981م) بكمية من التمور بلغت ( 8800 ) طن ثم ارتفعت الكمية إلى أن وصلت إلى ( 18000) طن في موسم 1404/ 1405هـ /(1984م) وبعدها استقرت الكمية على (21000) طن سنويا منذ موسم 1405/1406هـ/ (1985م) حتى تاريخه بصفة مستمرة وبنفس الكمية ويتم الحصول على التمور عن طريق شرائها من المزارعين الموردين من 18 منطقة زراعية مختلفة من مناطق المملكة ويتم التعامل مع هذه التمور من حيث تقسيمها وفق مخصصات معتمدة تتناسب مع الكميات الفعلية الموردة منها سنويا أما من حيث تقسيمها على المزارعين في كل منطقة فيتم ذلك بكميات محددة تتفق مع مخصص المنطقة والكميات التي يمكن إنتاجها من قبل المزارعين الراغبين في توريد تمورهم للمصنع، أما من حيث توزيع التمور المنتجة فيتم ذلك على المحتاجين داخل المملكة وخارجها كمايلي:
داخل المملكة:
(10000) طن لأمارات المناطق والمحافظات والمراكز التابعة لها، (4000) طن للجمعيات الخيرية. خارج المملكة: (4000) طن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ويتم توزيعها من قبله على الدول المحتاجة ( 3000) طن إعانات ومساعدات حكومية مباشرة تقدم من حكومة خادم الحرمين الشريفين للدول المحتاجة.
النساء والتمور:
وللنساء منذ قديم الزمان علاقة وطيدة مع ثمر الرطب والتمر حيث كان يقدم للضيف دلالة على الكرم مع فنجان القهوة، وقد كانت النساء منذ القدم تقوم على تنظيف ثمر التمر ورصه في الأكياس وذلك لتأهيله ليؤكل بعد استوائه خاصة في موسم الشتاء الذي يتطلب سعرات حرارية عالية حيث أن التمر يعطي شعورا بالدفء، أما عن الطريقة التي يتم فيها إعداد ذلك التمر فتبدأ النساء بنثره على مساحات كبيره خارج الأماكن المغلقة في المنزل ويبدأن بتلقيطه وتنظيفه والبعض يستخدم تبليل فوطة بالماء الحار تقريبا ثم خلطه بالفوطة لينظف من الأوساخ والغبار العالق به ثم يرص في أكياس ويستخدمن الأقدام للدوس عليه من أجل تماسكه أكثر بعد وضع بعض المواد المنكهة له مثل الحلوة والسمسم والدبس الذي يؤخذ بعض من التمرات الرطبة ويضاف عليها قليل من الماء ثم يوضع عليه حجارة ثقيلة لفترة أشهر طويلة ليكون بعد ذلك جاهزا للأكل.
وقد تغير الوضع في قضية دوس التمر بالأقدام فهناك بعض الأسر من تشتري آلات ضغط خاصة بالتمر وبأسعار باهظة الثمن من أجل القيام بعملية الدوس بدل الأقدام التي لم تعد مستساغة حاليا.
كذلك تعتمد النساء على التمر في الكثير في عمل أصناف عديدة من الطعام مثل الممروس والخبز الأحمر بالتنور وكذلك المبصر والعصيد وكذلك بعض أصناف الكعك مثل كيكة التمر وكذلك البسكويت والمعمول ومؤخرا تم استخدام نوى التمر بعد طحنه وحمسه كنوع من أنواع القهوة عدا عن استخدام ثمر التمر لأغراض علاجية مثل تناول الكثير من التمر في فترة حمل المرأة لأنه يسهل عملية الولادة وكذلك يستخدم في رفع فم الطفل الرضيع إذا ما كان هناك صعوبة في الرضاعة وذلك بوضع شئ من التمر المهروس على إصبع الإبهام ثم رفع فم الرضيع بها. وتختلف أسعار التمور في الاحساء وذلك حسب الصنف والزمن فيبدأ سعر التمر الجيد من 40 ريالا ونزولا من ذلك ويصل سعر المرحلة الكاملة إلى 400 ريال تقريبا.
أثناء عملية الفرز