DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يوسف المحيميد

المحيميد: كتاب القصة تحولوا بشكل عشوائي إلى الرواية

يوسف المحيميد
يوسف المحيميد
هاجم الروائي يوسف المحيميد الكتاب الذين يكتبون الرواية دون امتلاك الأدوات الفنية أو الموهبة، حتى صارت كتابة الرواية نوعا من الوجاهة الاجتماعية، كما حمل المحيميد على كتاب القصة القصيرة الذين تحولوا إلى كتابة الرواية في هجرة شبه جماعية وبشكل عشوائي، وكانت النتيجة أعمالا لا علاقة لها بالفن الروائي. وخلال لقائنا به على هامش مؤتمر الرواية بالقاهرة طرح المحيميد صاحب رواية (القارورة) أمنيته بأن تكون الرواية السعودية متوافرة ومتاحة للقارئ في جميع أنحاء المملكة، وأن تزال عنها العوائق . ويحاول المحيميد في هذا الحوار تشخيص الواقع الروائي والقصصي في مشهد المملكة، فماذا قال؟ @ شهدت المملكة مؤخراً تطوراً ملحوظاً في مجال الفنون والاداب.. ما تعليقك ؟ - هناك تحول كبير في الفنون إجمالا، ولعل الرواية أكثرها حضورا واستقبالا لدى المجتمع، فنجد تجربة غازي القصيبي الروائية التي طرحت بعض الهموم بجرأة منقوصة، لأنها كانت تتحدث عن المكان في الخارج كمصر وبيروت في (شقة الحرية) و(العصفورية).. بعد هذه التجربة جاءت تجربة تركي الحمد التي تعد أقرب إلى السيرة الذاتية، وطرحت المكان بل وراهنت عليه حتى في عناوين الأعمال الروائية، لكنها أهملت- في تصوري- الجانبين الفني والجمالي.. بعد ذلك جاءت تجربة رواية التسعينيات، وفيها من التنوع والثراء ما لا يمكن معه تحديد سمات محددة لها.. هناك أسماء اقتحمت المكان المتنوع في الجزيرة العربية بصفتها أقرب إلى أن تكون شبه قارة، وحافظت بعض هذه التجارب على الجانب الفني من حيث اللغة والمعمار الروائي. @ وماذا عن القصة القصيرة؟ - حدثت هجرة شبه جماعية من القصة القصيرة إلى الرواية، إذ كان في المملكة - حسب بعض الاحصاءات - أكثر من مائتي كاتب قصة، والمتميزون منهم - في نظري- لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة. فكتاب القصة تحولوا بشكل جماعي وعشوائي إلى الرواية دون أن يدرك معظمهم أهمية العمل البحثي والتمهيدي والتخطيطي لكتابة رواية، فظهرت روايات تراهن على الشعر فقط، وأسقطت أهمية الحكاية والشخوص والمعمار وغير ذلك . @ ولماذا حدثت هذه الهجرة؟ - أتصور أن هذه الهجرة لا تقتصر بالضرورة على المملكة، فهناك هجرة وتكالب على كتابة الرواية في معظم أنحاء العالم العربي، لكن كان لدينا وهم استحالة ظهور الرواية في مجتمع تقليدي محافظ.وهنا أؤكد أنه لم يحدث بعد انفتاح لدى المجتمع الذي ما زال يحاكم الروائي وشخوصه كما لو كان يكتب الحقيقة. هناك أيضا عامل مهم في الانصراف إلى الرواية، هو حضورها لدى القارئ.. وأتصور أن المأزق الحقيقي هو (استسهال) كتابة الرواية كما لو كانت موضوعا صحفيا، فقد دخل المجال صحفيون عابرون لا يدركون البعد الفني للرواية، وكونها عملا أدبيا إبداعيا له شروطه الخاصة، لذلك تجد في المملكة أن من يكتب الرواية قد يكون مدرسا أو طبيبا نفسيا أو رجل أعمال، وكأنما أصبح لقب الروائي من عناصر الوجاهة الاجتماعية. @ على الرغم من أن الرواية الجديدة في المملكة ما زالت في بواكيرها الأولى إلا أنها مع ذلك تفصح عن علاقات قوية مع الرواية العربية عموما؟ الرواية العربية والعالمية أيضا إرث عالمي متاح للجميع. بل ربما نقرأ نحن في المملكة ما يكتبه روائيو مصر قبل أن يقرأه المصريون، وكذلك الشأن مع روائيي سوريا ولبنان والمغرب، إلى جانب أننا نقرأ ونتابع ما يكتبه روائيو العالم سواء عبر الترجمات أو ما نتقنه من لغات.. هذه الوشائج حققت فيما أظن التداخل والامتزاج مع الرواية العربية، مع الاحتفاظ بخصوصية الرؤية والمكان والموروث والجغرافيا، والتحدي أمامنا ليس في الرهان مع القارئ فحسب، بل حتى مع الناشر. و على سبيل المثال، بعد صدور رواية (القارورة) تلقيت أكثر من ثلاثة عروض من دور نشر عربية مهمة لطبع روايتي القادمة، على حين أن هذا لم يكن يحدث للروائيين السعوديين قبل سنوات قليلة.. بطبيعة الحال، هذه العروض لا تدخل فيها المجاملة أو المصالح، فالناشر في النهاية تاجر يبحث عن الربح، ولولا أن هذه الأعمال تحقق له الربح، ما قدم مثل هذه العروض. @ هل ترى أن هناك علاقة بين التحولات في المجتمع السعودي، وبين الرواية الجديدة التي تكتب الآن؟ بالتأكيد.. فالكثير من الحواجز والعوائق على مستوى الكلام الشفاهي لدى الناس في الشارع أو المقهى خَبَت أو زالت، كما أن عالم الإنترنت والكتابة الصريحة- حتى وإن كانت خلف أسماء مستعارة- قد أزال الهيبة والرهبة .. أما على مستوى الرواية فقد حدثت تحولات مهمة على مستوى الرؤية لدى البعض، تلك الرؤية التي ارتبطت بالموقف أيا كان، الأمر الذي خلق لدى هؤلاء نظرة مستقلة وقادرة على القول، ولاشك أن التحولات على المستوى الاجتماعي والسياسي والمطالبات بالإصلاح ومحاولات السعي للديمقراطية قد خلقت مناخا يحلم بأن ينطلق نحو التحرر. @ يرى البعض أن الكتاب الجدد في المملكة يشكلون ما يشبه الجزر المنعزلة، حتى أن أغلبهم ينشر أعماله خارج المملكة..؟ لا أظن أن هناك عزلة، صحيح أن الكتاب في المناطق المتباعدة قلما يتواصلون على المستوى الشخصي، لكنهم بالضرورة يتواصلون على المستوى الروائي والإبداعي.. أما مسألة انتشار طباعة معظم الأعمال خارج المملكة، خصوصا الرواية فهي يقين البعض أن الناشرين في لبنان هم الأقدر على تسويق الكتاب وإضفاء مشروعية احتفاء الآخر، إلا أن المأزق الحقيقي هو الرقابة العربية على الكتاب، فلم تزل معظم الروايات السعودية تولد وتعيش وتتنفس في بيروت، بينما نحن نحلم أن نراها تتنفس على أرصفة وطرقات جدة والرياض والدمام!.. ولكن اتنبأ أن تحدث في المملكة حركة نشر قد لا تضاهى في الوطن العربي.. أقول ذلك لانني اراهن على وفرة المبدعين و رأس المال و القراء الذين يشهد لهم كثير من دور النشر في بيروت ، اذ يرون ان معارض الكتاب في الرياض وجدة هي الاكثر مبيعا في مختلف العواصم العربية. @ لكن الاحتفاء بالرواية يتحقق من خلال الدوريات والجمعيات الادبية.. فهل تحقق هذا؟ هناك اجتهادات في بعض الاندية الادبية للاحتفاء بروايات يسمع بها القاريء دون أن يجدها، وهناك أيضا حوارات بين المبدعين والنقاد، و إن كانت قليلة ،لكنها أحيانا مثمرة. ما أخشاه أن يوجد صراع بين الروائيين في المملكة، وكأنما لا يوجد في البلد سوى مقعد واحد مخصص لروائي واحد، أما البقية فليتحولوا الى أعمال وظيفية أخرى .. هناك الكثير من اللغط والضوضاء حول كثير من الاعمال، بل هناك هجمات تشنها مجموعات مختلفة منها كتاب الصف الثاني أو العاشر، ومنها هجمات التيارات التقليدية المحافظة التي تحارب أي عمل واضح وقوي وجريء.. كثير من الاشخاص الذين أعرفهم وأيضا الذين لا أعرفهم وكذلك أشخاص افتراضيون هاجموني عبر عالم النت ولاموا كتابتي عن المجتمع في رواية القارورة.. وقبل ذلك تعرض الروائي تركي الحمد وهو الاكثر استهدافا للعديد من الهجمات والتحريض، ووصلت في احدى المراحل الى تهديد بالتصفية، وأعتقد أن هذه ضريبة المبدعين.. كل ما أخشاه أن يتحول هؤلاء الروائيون الى مختصين بازاحة أكبر قدر ممكن من التحفظ على حساب القيمة الفنية، لكن حتى لو حدث هذا في مرحلة ما، فانه سيتحول الى كتابة متطورة بعد أن ينفذ هؤلاء مهامهم في خلخلة المجتمع المحافظ. @ وماذا عن الشعر؟ ظهرت منذ منتصف التسعينيات تجربة قصيدة النثر بقوة، وهي ما نسميها اصطلاحا تجربة 1996 لكنها كانت أقرب إلى العاصفة، إذ ظهرت في ذلك العام تحديدا نحو 9 مجموعات شعرية عن دار الجديد البيروتية، ثم خفتت معظم هذه الأصوات ولم يتبق منها إلا أصوات تعمل بهدوء وتنشر دون أن تحقق أي حضور أو التفات نقدي.
غازي القصيبي
أخبار متعلقة
 
تركي الحمد