عزيزي رئيس التحرير
كثير من الناس يصابون بالدهشة البالغة عندما يسمعون البعض يكذبون عليهم بباطل القول وشنيع الاتهام بأكاذيب وافتراءات ليس عليها من دليل وهذا من امورهم التي ينشرونها بين العامة كي يخلو لهم الجو ليكبروا على انتصارهم بكذبهم.
تعتبر هذه الشنائع من الصفات التي لا ينبغي ان يتصف بها مؤمن وايضا تعتبر من الخيانة للانسانية بتمزيق كرامتها وقد توعد المولى جل جلاله الكاذبين باللعنة في قوله (الا لعنة الله على الكاذبين).
قد لا يعلم هؤلاء الذين يروجون الشائعات بانهم سيدفعون فاتورة ما افتروا به بشكل او بآخر، وربما كان ذلك عن طريق المرض او الابتلاء بفقد عزيز. الحياة تكثر فيها الافكار المختلفة والنظريات المتناقضة وتتزايد فيها الصراعات والاحباطات والامنيات. ولتجاوز هذه الاختلافات والامواج وبلوغ الساحل الآمن حيث الحقيقة، يستعين العقلاء بمجاديف الدليل الواضح والبرهان الدامغ والتفكير السليم للعقل المستقيم. يدفع الحسد والغيرة في احيان كثيرة الى محاولة تدمير حياة الآخرين باستخدام طرق شتى ومن تلك الاساليب الوشايات المغرضة التي يكون وقودها الاكاذيب والقصص المختلقة بغرض الاساءة الى سمعة شخص او الانتقاص من مكانته الاجتماعية والاخلاقية.
اعتقد ان من اكبر الاسباب التي تجعل الكاذب يصر على نظريته تسليط العاطفة المغفلة التي تنظر الى الاشياء بالبصر دون البصيرة وهذا ما نلاحظه كثيرا في مجتمعنا وهو الذي يعتمد على الاثارة دون التعقل من خلال الصورة والوان الاضواء دون الحقيقة والواقع وعبر الالفاظ المفرغة من معانيها. بل ان كثيرا مما نسمعه من قصص في مجتمعنا او في غيره لا يتعدى تمكين العاطفة وتغييب العقل لصنع الانفعال والهياج لتمرير ما نسجته ايادي الضلال.
@@ هشام عبداللطيف النعيم