DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من منتجات الصفار

الصفارة تعتذر عن عدم مواصلة المشوار

من منتجات الصفار
من منتجات الصفار
الصفارة من المهن القديمة خاصة بعد أن غيب الموت اصحابها الذين اتقنوا الصنعة وكانوا يتمنون يوما توريثها لأحد ابنائهم, ولكن دون جدوى ولا توجد الان اماكن بدائية يستطيع اصحاب الدخل المحدود اصلاح الاواني المنزلية القديمة فيها فيتجهون الى شراء الجديد. (الاحساء الاسبوعي) رصد الظاهرة الغائبة في ظل التقدم العلمي والتكنولوجيا المتطورة التي قلبت الطاولة امام الحرف الصغيرة, ورغم الفورة العصرية الا ان هناك اشخاصا حملوا على عاتقهم حماية التراث. بداية يقول سلمان العلوان, أحد اقدم الصفارين في الاحساء: مهنة الصفار في طريقها للانقراض وهو أمر حتمي لافرار منه ولست حزينا فقد اعالتني وربت أولادي وانتهى دورها.. يلتفت حوله ويقلب عينيه في ادوات العمل البسيطة السندان والمبرد والمطرقة, هذه هي ادوات عمله بدون زيادة أو نقصان, ثم يطوف بعينيه في ارجاء المكان, ويتوقف عند بعض القطع التي طالها التراب, لتركها اصحابها منذ اكثر من 15 عاما.. نسوها, واستغنوا عنها وهجروها وتركوها.. المحصلة واحدة, اصلحتها وها هي في انتظار اصحابها قد يجيئون اولا يجيئون.. ولكنها ليست حملا فوق رأسي, فالمكان يستوعبها ولا ضرورة للتخلص منها, فهي ما زالت في مكان الامانة رغم بعد الزمن. يمسك (العلوان) بالمطرقة صديقته, فهي تطرق المعدن وحريصة على يديه لم يتجاوزها يوما رغم الـ 50 عاما. ويرى أن الجنادرية حلم مظاهرة التراث الشعبي, ولكن كان الاعتذار ضروريا.. فالسنون احنت ظهري, واثقلت كاهلي ولا اتحمل مثل هذا الجهد.. اعتذرت والدموع في عيني فالزمن يجرك على أن تنحتي له وتمتثل لجبروته والمكابرة لا تصح مع امثالي.. ستزول مهنتي وتنقرض, بل هي زالت وانقرضت, القليل منها الان هو استمرار حياة ورزق ما زال مكتوبا لي أن احصله.. ستموت معي هذه المهنة انها فقط مستمرة من أجلي, ولن تستطيع الاستمرار بدوني. ويضيف: من المغالطة ان نحزن على انقراضها, فمع اليسر اصبح الجديد ارخص وانسب وهي كمهنة لم تعد تدر مالا واكون غير أمين ان نصحت احدا بامتهانها سواء من ابنائي او من غير ابنائي. ويقول علي علي البوسعيد احد الصفارين من بلدة المنيزلة: هي مهنة رغم صعوبتها تجد فيها متعة وهي تصنيع مستلزمات المنزل خاصة اواني المطبخ مع بعض التحف وهي مهنة امتهنها اجدادنا لسد الحاجة. ويضيف: امتهنت هذه المهنة منذ 55 عاما وما زلت امتهنها حتى آخر يوم في حياتي. ويتابع: تعلمت الصفارة من والدي الذي تعلمها من جدي.. كما انني اؤيد تعليم الاجيال القادمة هذه المهنة للحفاظ على تراثهم القديم ومن خلاله يتم التعرف على معيشة اجدادهم في السابق. ويؤكد أن هناك اقبالا لاقتناء ما نصنعه, لكن للأسف الاقبال ليس للاستخدام بل اصبح لتزيين المنازل بهذه الاواني القديمة ووضعها في مقالط البيوت أما عن الزبائن فهنالك زبائن يأتون من قطر ومن الامارات والبحرين أولا لقرب المسافة وثانيا لجودة ما نصنعه. واشار الى أن الادوات التي يستخدمها في صناعة الصفارة هي المطارق الصغيرة والكبيرة ومقص لقص النحاس وناي لصنع القدور وبوخميشين لصنع الدلال واريبال والهاون لحام النار ومنفاخ.. موضحا أن الاسعار تتراوح بين 60 و100 ريال للدلة الصغيرة ومن 600 الى 1000 ريال للدلة ذات الدقة الحساوية.. اما القدور فتختلف اسعارها حسب احجامها والاباريق كذلك. واضاف البوسعيد: لم يسبق ان شاركت دوليا لكن محليا شاركت في الجنادرية ثلاث مرات وفي معرض ارامكو شيبة وعروض الدمام ـ الاحساء التسويقية وفي مهرجانات الزواجات الجماعية. ويقول: المعيشة تغيرت وابناء هذا الجيل لا يتحملون اعباء الحياة كما تحملها جيل من سبقهم فأبناء هذا الجيل يودون أن تكون لهم وظائف في مكاتب مرفهة لا يحبذون افتراش الحصير ومسك المطرقة لصنع الاواني. ويضيف: يعتمد هذا على استغلال المناسبات والمشاركات وايضا على جودة ما تصنعه فكلما ازدادت مشاركتك كثرت مبيعاتك, كما توجد هنالك التحف مثل (المرش ـ الخناجر ـ السكاكين والمباخر وغيرها من الادوات البدائية).
علي البوسعيد خلال عمله في الصفار
أخبار متعلقة
 
مهن توشك على الانقراض