فيما أكد شهود عيان التقتهم (اليوم) في دمشق ان الطائرات الاسرائيلية قصفت معسكرا مهجورا منذ عامين , قال الدكتور صلاح كناج محافظ مدينة ريف دمشق التي تقع ضمنها منطقة عين الصاحب التي تعرضت للاعتداء من الطائرات الاسرائيلية أن سورية لن تخضع للاستفزازات الأمريكية و الاسرائيلية. وقال شاهد عيان يدعى (حسين) ويبعد منزله حوالي 500 م عن المعسكر في الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم الاحد استيقظنا على صوت انفجار هائل اهتزت له الجدران وعندما خرجنا من منازلنا سمعنا صوت الانفجار في الموقع ولم نشاهد الطائرات التي اغارت عليه .
وقال (يحيى) وهو احد سكان الحي المجاور للمعسكر (هذا المعسكر مهجور ولم نشاهد فيه أي قوات لا فلسطنية ولا غيرها منذ زمن بعيد) وحول عملية الاعتداء قال يحيى (كوني اعمل في احد معامل القطاع العام في دمشق استيقظ باكراً وعندما هممت لاداء صلاة الفجر وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف تقريباً سمعت صوت الانفجار وعندما خرجت من المنزل لم ار شيئا سوى النيران في ابنية المعسكر التي هي في الاصل مهجورة ومهملة).
من جانبه قال الدكتور كناج في تصريح لـ (اليوم) هذه الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل ما هي ألا تصدير لمشاكلها الداخلية التي تعاني منها ونحن في سورية لن نخضع لمثل هذه التهديدات الاستفزازية وما هذه العملية الا حلقة في تاريخ إسرائيل القائم على العدوان وهي دولة قائمة على العدوان ولا تؤمن بالسلام ولا تستطيع أن تفهم معنى السلام الذي تنشده كل دول المنطقة ويعرف الأمريكان أكثر من غيرهم ايمان سورية بالسلام ونبذها الإرهاب.
واكد تعاون سوريا مع الأمريكان في مجال مكافحة الإرهاب كما قال الرئيس بشار الأسد ( الإرهاب لا يقاوم بالمدافع والطائرات وانما يقاوم بالحوار والنقاش والتشاور).
واردف المحافظ أننا لن نخضع لمثل هذه التهديدات وان شعبنا مؤمن بوحدته الوطنية وقيادته ونأمل من كل الأشقاء العرب ومن كل الشعوب المحبة للسلام أن تقف الى جانب سورية التي هي رغم احتلال هضبة الجولان مازالت ملتزمة باتفاقية الهدنة التي وقعت منذ أكثر من 30 عاماً وحمّل كناج الادارة الامريكية مسؤولية التصعيد الخطير الذي تحاول اسرائيل جر المنطقة اليه باعتبار أن لها دورا سياسيا كبيرا في مسألة الحرب و السلم في المنطقة واضاف: لو لم تكن اسرائيل مدعومة من امريكا وهي مؤمنة لها تغطية دولية لما نراها تقوم بهذه الاعمال سواء كان في فلسطين أو جنوب لبنان ضد ما تدعي انه مقاومة الارهاب و ذكر الامريكان ان اسرائيل هي اكبر دولة ارهابية في التاريخ ونتمنى من الادارة الامريكية بصفتها احدى الدول الراعية لعملية السلام في المنطقة ان تكون اكثر موضوعية وعقلاتية تجاه ماحدث في سوريا.
كما اعتبر المحلل السياسي السوري الدكتور فايز الصايغ ( المدير العام السابق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية ) أن سياسة شارون أثبتت فشلها في الداخل الفلسطيني وعجزت عن توفير الأمن وعن السير خطوة واحدة في طريق السلام وبالتالي أصبح طاقم الحكم الاسرائيلي في مأزق حقيقي وقال الصائغ : أرادوا من العدوان على سورية تصدير أزمتهم الداخلية وتوسيع دائرة المأزق الذي يعيشون به بحيث ينشغل الرأي العام الاسرائيلي الضاغط على ممارسات شارون إلى دائرة أخرى لبعض الوقت ليفكر شارون وقيادته للخروج من أزمتهم . وأضاف الصايغ أن سورية اختارت اللجوء إلى الشرعية الدولية باعتبارها الاطار المناسب للنظر في هكذا عدوان وسورية تدرك أن التصرفات الرعناء الاسرائيلية تهدف إلى إشغال سورية وجرها إلى اهتمامات تشغلها عن الاهتمامات الاستراتيجية وبالتالي الانجرار إلى ردات فعل غير محسوبة قد يراهن عليها الاسرائيليون وجر سورية إلى حرب غير محسوبة الزمان والمكان.
وحول موقف الجامعة العربية يرى الصايغ ضرورة أن توفر الجامعة خطاباً يتجاوز ما حصل في مجلس الأمن وأن يرتفع صوت الجامعة أكثر من صوت مجلس الأمن وأن يلبي موقف الجامعة نبض الشارع العربي الذي يقف ضد العدوان.
ولم يعول الصايغ كثيراً على مجلس الأمن لأن الولايات المتحدة ترأس دورته الحالية والخوف من لجوئها إلى إجراءات لاتكون بمستوى الاعتداء وبمستوى الحق الذي يجب أن يحق .
من جانبه أكد الدكتور سليمان حداد رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في مجلس الشعب السوري أن ما قامت به اسرائيل عمل عدواني وتهديد خطير للسلم في المنطقة وأن هذا العدوان قد يجر المنطقة إلى حرب تريدها اسرائيل وقال حداد لـ(اليوم) إن لجأت اسرائيل لمثل هذا العدوان مرة أخرى كما يدعون لن تبكي الأمهات السوريات فقط بل سيكون البكاء في كل مكان في إسرائيل ..
وأضاف حداد نحن نطلب من الجامعة العربية التي هي بيت العرب أن تأخذ موقفا يتلاءم والاعتداء الخطير لإننا لا نعول كثيراً على موقف مجلس الأمن لأنه محسوم سلفاً لصالح اسرائيل وهذا ليس بغريب على مجلس تتزعمه أمريكا وليس الأمم المتحدة ولا غيرها من المنظمات الدولية .
وحول تفاصيل الاعتداء على معسكر (عين الصاحب) أكد مسؤول في الجبهة الشعبية للتحرير فلسطين ( القيادة العامة ) ان المعسكر المهجور منذ أكثر من عامين لم يكن فيه أحد سوى الحارس الذي اصيب بجروح خفيفة جراء العدوان ولقد غادر المشفى الذي تم نقله اليه عن طريق الصليب الاحمر السوري . وحول تعرض مواطنين لهذا الاعتداء اكد المسؤول الفلسطيني عدم وجود احد في المعسكر ولكن شظايا الصواريخ التي يزن الواحد منها أكثر من 2 طن اصابت المنازل القريبة من المعسكر وهي منازل يقطنها مواطنون سوريون وفلسطينيون والبعض منهم أصيب بجروح طفيفة.