كما وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في حفل استقباله ضيوف الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان الجنادرية فان فعاليات هذه الدورة كما هو الحال في الدورات المنفرطة تمثل تراث المملكة وثقافتها وتعبر عن رغبتها الأكيدة في المشاركة الفاعلة لتعزيز مسارات الثقافات العالمية المختلفة، وهي مشاركة تمليها الثقافة الاسلامية الخالدة التي تحث على التعايش بين الأمم والشعوب داخل منظومة من سماتها التسامح والاتزان لما فيه خير البشرية وصلاحها.
ولا شك أن تلك المنظومة المشتركة بين مختلف ثقافات العالم تعد من أهم المرتكزات الأساسية لتشكيل هوية الأمم وقيمها وتأصيل خصوصياتها، كما أنها تستهدف ضمن ما تستهدف تحقيق أسس السلام بين الدول نظير ما تتمتع به من أبعاد إنسانية مشتركة تحول دون صدام الثقافات، وتعزز من منطلقات السلم والأمن الدوليين وتعمل على تحجيم ظاهرة الارهاب واحتواء آثار التطرف والغلو وخطاب الكراهية.
مهرجانات الجنادرية السنوية تمثل تاريخا عظيما لتأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وهو رسالة واضحة لكافة شعوب الأرض تدعو للرحمة والسماحة والوسطية، كما نادت بها مبادئ وتشريعات العقيدة الاسلامية السمحة التي تعود لها المملكة لتحكيمها في كل أمر وشأن، وقد كان لهذه الرسالة أثرها البعيد في تنمية المملكة ونهضتها في كل عهد من عهودها الزاهرة.
من جانب آخر وفي نفس السياق فقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أن فعاليات المهرجان تمثل الوحدة الوطنية التي أضحت مضرب مثل بين أمم العالم، فمؤسس الكيان السعودي استطاع بعزمه وصلابته ورجاحة موقفه توحيد بلاده على كتاب الله وسنة خاتم أنبيائه ورسله -عليه الصلاة والسلام- ليرسم منذ ذلك التاريخ علامات نهضة شاملة رسمت حاضر أجيال الأمة ومستقبلهم على أسس قوية من التنمية المتصاعدة التي ما زالت البلاد تجني ثمارها اليانعة ومردوداتها الايجابية المتعددة، بفضل الله ثم بفضل تمسك القيادات الرشيدة بمبادئ العقيدة الاسلامية الراسخة لصناعة الحاضر المشرق والمستقبل الأفضل لأبناء هذه الأمة المعطاء الواعدة.
تلك المهرجانات تمثل معطيات هذه الأمة وترسم مناهج وحدتها الصلبة وتعكس أروع صور التلاحم بين الحاكم والمحكوم، وترسم صورة خالدة من صور التقدم والازدهار التي تحقق الكثير منها، ومازال الوطن ينتظر الكثير من الانجازات التي سوف تتحقق بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة التي مازالت ترسم أروع خطوات التنمية والبناء التي وصلت الى ذروتها وفقا لتفاصيل وجزئيات رؤيتها الطموح 2030.