DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الفوضى الخلاقة

الفوضى الخلاقة

الفوضى الخلاقة
أخبار متعلقة
 
لا يمكننا عزل ما يحدث من فوضى خلاقة -إن صح التعبير- في وسطنا الإعلامي دون أن نعترف بتراكمات متتالية من الأخطاء تم تجاهلها وعدم تشخيصها ومعالجتها، وهي تحبو في بدايتها. كل الكلمات هي الحروف وكل الجمل كذلك وكل أمهات الكتب ما ولد منها وما ينتظر هي أيضا حروف، يا له من حرف كيف تمدد حرا ومقيدا ومندسا ومتسللا وذكيا وغبيا، لكن ألمه وقسوته الأكثر فتكا عندما يكون محرضا، فيدفع الآخرون ثمن جنونه الذي يلهب المشهد، ولا تبقى وردة في اليابس إلا أحرقتها، ولا سمكة في بحر إلا قطعت أنفاسها. فبعض الحروف يركبها عفريت، وبعضها يطير كحمامة سلام، وبعضها بين السم والعسل، لكن المؤكد أنها تتراقص فرحا تارة، وترقص من شدة الألم تارة أخرى، وأحيانا يحسبها البعض أنها ترقص وهي مذبوحة كالطير الذي يتراقص وتتقاطر منه الدماء بعد ذبحه. لكن الغريب في الأمر أن الكثير ممن كانوا يتلاعبون بالحروف، ويصفقون للفكرة ينقلبون رأسا على عقب في لحظات لمجرد أن التيار أصبح ضد مَنْ يؤيدونهم أو يؤمنون بفكرهم، فهم يتبعون المثل الشعبي (إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه). ذلك المثل الشعبي ينطبق على السواد الأعظم في المشهد الإعلامي، فبالأمس القريب كان المدح يوازي شعر المتنبي، واليوم نفس الشخص وضع ضمن فئة هذا الشخص الإعلامي، هو مَنْ يصل ذمه لشعر الفرزدق. في المشهد الإعلامي تواصل الضحك حد القهقهة، فمَنْ كان نجما في الماضي في نظر البعض أصبح اليوم لاعبا هامشيا لا يفرق بين الكرة والبطيخة لنفس صاحب النظرة الأولى. الحرف هو أول الطريق لتفجير الحجر والبشر، ذلك الحرف عندما يتحول لجملة وكلمة وخطبة ومحاضرة وندوة، وكل فنون الكتابة والخطابة. فتشوا عن هؤلاء الذين يتلاعبون بالحروف من أجل مصالحهم الشخصية ستجدونهم بكثرة، وبكثرة جدا جدا جدا.