كأنهم غادروا نهائيًّا.. هكذا بدا المكان بعد أن كان ضاجًّا بالحركة والحيوية، الزمن اختلف عن السابق المنافسة تزداد قوة مع التطورات السريعة، قراءة المستقبل فيما مضى كانت ناقصة، يخيّل إليهم أنهم يغادرون مقاعدهم قريبًا، لذا تحوّلوا إلى شخصيات مؤقتة يضعون أمامهم أن أي موظف جديد يهدّد مستقبلهم الوظيفي؛ لهذا يجب مضايقته وتهميشه حتى «يطفش» ويخرج من الباب الواسع، وتعمّ الفرحة، التي قد تصل الى إقامة احتفال بالمناسبة الكبيرة جدًّا في تفكيرهم.
لم يتحمّل الضغوط، غادر لكنه لم ينهزم، ناجح في اصطياد الفرص وتطوير ذاته وتحويل السلبيات إلى إيجابيات مع كل ذلك عاد قويًّا، يملك القدرة في السيطرة على الموقف أيًّا كان، هكذا علّمته الأيام والتعلم المتواصل، وضع أمامه مساعدة كل مَنْ يحتاج إليها حسب إمكاناته، وليس على حساب شخص آخر، وقيمة الإنسان احترامه وتقدير شخصيته وعمله، نجح في إيجاد أجواء العمل بروح الأسرة الواحدة، وهو ما منحه علاقات واسعة وتجاوبًا فاعلًا، سواء داخل العمل أو خارجه.
ينصت باهتمام، ويحترم الوقت والعمل، ويدوّن الملاحظات المهمة، يعود لها محاولًا وضعها في مكانها المناسب، حين تواجهه صعوبة يسعى إلى التخفيف منها، قد يحوّلها إلى سهلة وإذا لم يستطع فإنه يستفيد من التجربة، من تجارب متعددة، وحقق تقدمًا ومكاسب شخصية وعملية.
كثيرون يسعون ويتمنون أن يصلوا إلى مثل تلك الشخصية، والوصول ليس مستحيلًا.
يقظة:
«كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة أننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد.. فمثلًا: لو قيّمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلق شجرة فستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبيّة».
ألبرت أينشتاين