التوصية التي تقدمت بها عضو مجلس الشورى سامية بخاري وطالبت فيها بالإعفاء الكامل للجنود المشاركين بالحد الجنوبي في عاصفة الحزم، وإعادة الأمل من سداد القروض التي عليهم لصندوق التنمية العقاري تستحق التقدير لما لها من لمسة إنسانية وبصمة وفاء في حق من ضحوا ويضحون بأرواحهم فداء للدين والوطن، فهي إنسانية لأن بعض ذوي الشهداء أو المتواجدين على خط النار في الحد الجنوبي يمرون بظروف مادية صعبة تستلزم منا الوقوف معهم ودعمهم ومساندتهم ومن جهة أخرى لمسة وفاء في حق من بذلوا أغلى ما يملكون للدفاع عن الوطن، ومن حقهم علينا أن نكون أوفياء معهم كما عودتنا قيادتنا الرشيدة على الكرم والوفاء في حق من يستحقون.
الجميل في هذه التوصية أن لجنة الإسكان والخدمات بالمجلس أخذت بمضمونها وجعلتها «دراسة» الاعفاء من قروض الصندوق، مما يؤكد أن هؤلاء الأبطال محل عناية وتقدير الجميع.
أتمنى من هذه اللجنة أيضا دراسة إمكانية إعطاء الأولوية في الحصول على القروض والمنازل من وزارة الإسكان للجنود المشاركين في الحد الجنوبي وهي امتداد للعناية التي يحظون بها من الدولة والمزايا التي سبق أن حصلوا عليها، مثل مكافأة الشهرين قبل حوالي ستة شهور وغيرها، أما ذوو الشهداء فالدعم متواصل لهم من خلال جمعية ذوي شهداء الواجب التي تواصل خدماتها لهم في جميع الجوانب التعليمية والصحية والتأهيلية، وربما آخرها تطبيق التأمين الطبي لذوي الشهداء ووالديهم.
المطالبات بالمزايا لا تعني أن المسألة مقايضة وأخذ وعطاء، فالتضحية في سبيل الله ثم الوطن شرف لنا جميعا لا يوازيه أي شرف، وهذا ما أكده أبطالنا على الجهات، ولكنها من باب الوفاء لمن يستحق الوفاء.