في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة ازدادت الحملات الشرسة ضد هذا الوطن الشامخ بإنجازاته، فما أن تنطفئ نار إلا ويوجد من يشعل غيرها وبضراوة أكثر، وهذا التآمر المكشوف تتضح أهدافه للجميع بعد أن بلغت المملكة ما بلغته من انتصار على قوى الشر، من إرهاب وتطرف وغلو لا يزال يسفر عن وجهه في بعض المواقف والأحيان، ومن يقف وراء ذلك يعلم تمام العلم أنه يقف على أرضية هشة، وأن من يتصدى للمملكة فهو مغلوب مغلوب بإذن الله، لأنه يتخذ سبيل الشر وسيله لبلوغ أهدافه، متجاهلا أن طريق الشر لا يؤدي إلا إلى الضرر بأصحابه، وما من جهة أو فرد أراد بهذه البلاد سوءا إلا وكان نصيبه الخذلان والفشل الذريع.
وإذا بدرت محاولات الإساءة التي تنضح بالحقد لهذا الوطن من أعدائه، فذلك لأنهم عاجزون عن الوصول ببلادهم إلى المستوى الذي وصلت إليه بلادنا من تقدم وازدهار، لكن أن تصدر هذه الإساءات ممن أحسنت إليهم المملكة كثيرا، وأغدقت عليهم العطاء دون منة، وتصدرت الدول المانحة لهم في الأزمات والظروف الصعبة، فهذا هو مبعت العجب وأي عجب، وهو تنكر للمعروف الذي بذل دون حدود، والعون الذي منح دون تردد، انطلاقا من المسؤولية التاريخية لهذه البلاد تجاه الأشقاء والأصدقاء، على امتداد تاريخ هذا الكيان الكبير، منذ تأسيسه على يد الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وهذا العطاء المتواصل تقر به المنظمات الدولية، المعنية بالإغاثة، كما لا ينكره الأوفياء من أبناء تلك البلاد، لكن الأيدي العابثة في الظلام، ليست بعيدة عن مثل هذا التآمر، وقد وجدت في بعض الانتهازيين ومن باعوا ضمائرهم للشيطان فرصة لاستغلالهم وتوظيفهم في هذه المهمات القذرة، ومن المؤسف أن ينساق بعض الإعلاميين وراء ادعاءات باطلة، ومؤامرات فاشلة تحاك ضد هذا الوطن ومواطنيه، مع أن الحقائق واضحة أمامهم وضوح الشمس في رابعة النهار، وهذه الحقائق تؤكد وقوف المملكة مع أشقائها في السراء والضراء، وتناصر القضايا المصيرية للأمة بكل إصرار وتصميم على المضي في طريق حماية الحقوق للشعوب المغلوبة على أمرها، أو تلك التي تعجز عن مواجهة أعدائها، وللمملكة سجل حافل بالانتصار للحق، والوقوف إلى جانب المظلوم، ومجابهة كل بوادر الطغيان والتطرف والغلو، مهما كان مصدره، ومهما كانت قوة من يقف وراءه، وفي هذا الاتجاه بذلت بلادنا ولا تزال تبذل العون لكل من يستحق العون.
ولأن للمملكة مواقفها العادلة تجاه كل القضايا العادلة في العالم، فقد شهدت منابر المنظمات الدولية مواقفها الحازمة مع الحق، ومساندتها العادلة له بكل الوسائل المتاحة، فلا مجال لمحاولات الإساءة لهذا الوطن ومواطنيه، سواء فيما تبذله الدولة من عطاء مادي سخي، أو ما تحرص عليه من مواقف إنسانية عادلة، وهذا قدرها الذي لن تتخلى عنه.