■ في الوقت الذي كانت فيه الجماهير السعودية تنتظر بشغف عودة الأخضر بالعلامة الكاملة من أمام نظيره الإماراتي، وتستعد لإقامة الأفراح والليال الملاح ابتهاجا بالفوز الذي سيضع منتخبها الوطني على بعد نقطة واحدة من المونديال الروسي، تلقت صدمة عنيفة إثر الخسارة التي لم تكن منتظرة في هذه المرحلة على وجه التحديد والتي بسببها دخل المنتخب في حسابات معقدة وبات مصيره في التأهل المباشر مرهونا بنتيجة مباراة الأمس التي جمعت منافسيه المباشرين اليابان وأستراليا..
■ لا شك أن الخسارة الموجعة أمام الإمارات، ألقت بظلالها على الشارع الرياضي السعودي وسببت له حالة من الإحباط، خصوصا وأنها قلصت من حظوظ الأخضر في التأهل المباشر، وبات ينتظر هدية من المنتخب الأسترالي، الذي قد يفتح له باب الأمل على مصراعيه من جديد في حالة فوزه أو تعادله في مباراة الأمس أمام اليابان..
■ وبعيدا عن مسألة التأهل المعقدة، فإن الهولندي فان مارفيك مطالب بالتخلي عن الكثير من قناعاته التي جانبها الصواب ومراجعة حساباته التي تحتاج إلى إعادة نظر، لا سيما فيما يتعلق باختيارات اللاعبين الذين يمثلون منتخب الوطن للدفاع عن ألوانه في التصفيات الحالية أو فيما يليها من بطولات..
■ فليس من المنطق أو المعقول أن تضم قائمة المنتخب لاعبين أصبحوا خارج حسابات الأجهزة الفنية لأنديتهم وباتوا أسرى لمقاعد الاحتياط منذ بداية الموسم بسبب تدني مستوياتهم، وفي المقابل تخلو القائمة من أسماء لاعبين اجتهدوا وثابروا وتألقوا مع أنديتهم ولديهم القدرة على صناعة الفارق وتقديم الإضافة المطلوبة..
■ لذا، يجب على مارفيك الذي آثر البقاء بجوار أسرته في أمستردام على حساب مهمته الرئيسية التي تحتم عليه التواجد في المملكة والتنقل بين مدنها لمتابعة دوري المحترفين ومعرفة أدق تفاصيله والوقوف على مستويات اللاعبين وإمكاناتهم عن قرب، أن يبدأ مرحلة التصحيح قبل مباراة اليابان التي ربما تكون فارقة في مسيرة الأخضر، وعليه أن يدرك أن الاستقرار الذي يتطلع له وينشده الجميع لا يعني بالضرورة الاحتفاظ بنفس الأسماء خاصة التي يشكل تواجدها عبئا على المنتخب، فالبقاء يجب أن يكون للأفضل والمشاركة يفترض أن تكون للأكثر جاهزية فنية.
