أكد الناقد والمفكر د.سعد البازعي أن المجتمعات المنفتحة هي التي تحرص على إعطاء الفرصة لمثقفيها لطرح رؤيتهم ووجهة نظرهم التي تهدف لتعزيز القيم والرقي بالفكر والثقافة، واتفق معه السفير في وزارة الخارجية د.سعود كاتب الذي أشار إلى الدور الكبير لوسائل الإعلام في توجيه وتثقيف الجماهير وتشكيل ملامح المجتمعات.
«اليوم» التقتهما في ختام ملتقى مكة الثقافي الذي حمل شعار «كيف نكون قدوة» والذي تحدث عن أهميته في البداية د.البازعي وقال: اعتقد اننا نشهد مشروعا رائدا هو بحد ذاته قدوة لغيره من المؤسسات الحكومية والخاصة.
وأضاف: طرح موضوع القدوة في هذا الوقت بالذات جاء موفقا جدا خاصة اننا نشاهد تطورات الشباب على مستوى سريع، ما يجعل المجتمعات بحاجة ماسة للتذكير بالقيم الاخلاقية والسلوكية.
وحول إشكالية حرية الرأي والموازنة في الطرح يرى د.البازعي أن من حق المثقف ان يطرح رؤيته في بيئة منفتحة تتمتع بالمرونة، خصوصا وأن المثقف الحقيقي سيتحدث من خلال وعيه بقيم المجتمع واحتياجاته ما يجعله يبث رسائله ورؤيته بطريقة معينة تهدف للتأثير على من هم حوله، دون تجاوز أو إساءة لاحد.
وقال: لا بد أن يعي أي مثقف أو كاتب ضرورة الموازنة بين ما يريد أن يقوله وما يمكن أن يقال، فحتى الحرية لابد أن يواكبها شعور بالمسؤولية، فليس هنالك حرية مطلقة إنما الشعور بالمسؤولية هو ما يعطي للكلمة قيمتها.
من جهته تحدث د.سعود كاتب عن مسؤولية الإعلام في الجانب الدعوي والتوعوي وقوته في إيصال الرسالة للمجتمع فقال: تعد وسائل الإعلام مصدرًا مهمًا من مصادر التوجيه والتثقيف في أي مجتمع، وهي ذات تأثير كبير على جماهير المتلقين المختلفين المتباينين في اهتماماتهم وتوجهاتهم ومستوياتهم الفكرية والأكاديمية والاجتماعية، وهذا ما يكسبها أهميتها في عملية بناء المجتمعات، حيث يمكن الزعم بأنها احد العناصر الأساسية في المساهِمة في تشكيل ملامح المجتمعات.
وتابع د.كاتب: وحتى تحقق وسائل الإعلام دورها المطلوب من الضروري الالتزام بأعلى المعايير المهنية والأخلاقية والمصداقية، بعيدا عن الأهواء والميول الشخصية، حيث يلاحظ أن جزءا كبيرا من الإعلام العربي بدأ يفقد الحيادية في عمله وهو ما يسبب بكل تأكيد فوضى في المحتوى؛ وذلك لغياب الضوابط التي تحدد البوصلة التي يجب ان يتقيد بها العاملون في هذا المجال، وهو ما ينطبق ايضا على المحتوى الاعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي التي يجب ان يراعي القائمون عليها سواء مثقفين او مشاهير ضرورة أن يكونوا قدوة من خلال لغة حوارهم وطرحهم وممارساتهم السلوكية.
يذكر أن ملتقى مكة الثقافي الذي اختتم الأسبوع الماضي شهد تنظيم 238 مبادرة قدمتها ونفذتها 64 جهة حكومية وخاصة و100 مبادرة فردية أخرى، وشهد حراكا حوّل منطقة مكة المكرمة بمحافظاتها الـ 17 لورش عمل طيلة الأشهر الماضية لتحقيق أهداف القدوة من خلال المبادرات التي نجحت في توحيد كافة الجهات بالمنطقة في الجوانب الثقافية والفكرية والاجتماعية تحت مظلة ملتقى مكة الثقافي.
