الثقة بالنفس؛ مقوم رئيس للشخصية السوية.. وبالرغم من أنها سمة نفسية داخلية إلا أن جمالها يظهر على ملامح الوجه والجسد بصورة كبيرة.. الجميع يتمنى أن يملك درجة عالية من الثقة، وهذا أمر طبيعي كونها صفة نفسية وجمالية مميزة للفرد.. المشكلة ليست في أن يملك الفرد درجات منخفضة من الثقة في النفس، الكارثة النفسية والاجتماعية تتجلى في الأفراد الذين لديهم فهم خاطئ عن الصورة الحقيقية لمعنى الثقة في النفس.. ومنهم هذه النماذج الثلاثة؛ الأول، صنف متعال يتحدث كثيرا عن قوته وقدراته واستقلاليته في صنع قراراته وفكره وأسلوبه في الحياة، وعدم هشاشته أمام كائن من كان في حياته، وهو على النقيض من ذلك.. كما ان هذا النوع من الشخصيات يحاول اجادة التحدث في المجالس وامام الجموع بكثير من القضايا ليلفت النظر له، ويبرهن امام الآخرين سعة ثقافته وفن حديثه، معتقدا ان ما يفعله دليل ثقة في النفس، وان الآخرين لا يعلمون مدى الهشاشة النفسية التي يعانيها، وكمية الادعاءات المختلقة عن نفسه، ولا يعلم أيضا انه ثقيل ظل على الآخرين، وممل، وأحيانا مثير للشفقة..
الصنف الثاني، وهو الأسوأ، والذي يعتقد انه عندما يكون فظا غليظا ويتحدث بصوت مرتفع، أو ينتقد بأسلوب حاد فهو يملك مقاليد الثقة.. يعتقد ان الثقة تأتي من قول الصراحة المتناهية بدون لطافة مع الآخرين.. النموذج الثالث والأخير، يظهر في تلك الفئة التي تحاول ردم نقصها العميق في ذاتها، بالتمظهر بشكل مبالغ فيه فيما تقتنيه، وهي تحاول في كل مناسبة التحدث بهذه المقتنيات المادية وأيضا الاجتماعية، ونجدها أيضا لا تنفك تتحدث عن الشخصيات المهمة في دائرتها القرابية او المعرفية حتى لو اضطرت أحيانا لخلق تلك الشخصيات من خيالاتها..
الثقة بالنفس مفهوم مهم لجمال وأخلاق الشخصية، وإن لم تكن سمة فطرية متأصلة جينيا في الفرد، عليه أن يتعلم إجادتها بالطريقة السوية.. ليس الغرور والتعالي أو التمظهر أو خداع الآخرين بالأمجاد الشخصية هو دليل ثقة.. بل هو اعتلال في الفكر والنفس، ويجعل فاعلها محط ازدراء الآخرين.. الأسوأ من هذا كله ان الشخصيات المعتلة بمفهوم الثقة تورث أبناءها ذات المفهوم والسلوك الخاطئ عن الثقة بل والحياة أجمع..