منذ أن رحل سيئ الذكر باراك أوباما، وتحررت واشنطن من «السحر الإيراني»، وولى جون كيرى الأدبار، بدأ الكابوس يخف عن دول الخليج العربية، وبدأ «أيتام أوباما» مثل المرشد خامنئي وبشار الأسد وأمين حزب الله اللبناني حسن نصرالله، ينزلقون في الوحول. وكان كيري قد تولع بحب إيران، ويرتب لها المسارح والاضواء والإكسسوارات وحتى الولائم، في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وأوربا. وقدمت الدبلوماسية الأمريكية غطاء لميليشيات إيران وفوضوياتها وجرائمهما، بل إن كيري نشط، بجد المثابر الملهوف، وبطريقته، في عزل أنظمة عربية عن الاستمرار في التحالف مع دول الخليج، وزين لها بركات مرشد إيران وأن حشد العراق وبشار الأسد والحوثيين من الذين يستلمون كتابهم بيمينهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن فلاديمير بوتين من أولياء الله، ومن الذين لا يسألون عما يفعلون، وقدم كيري خدماته لإنجاز هذه المهمات، ولعب دوراً سيئاً في الإيحاء لإيران والحوثيين أن واشنطن تساندهم في السراء والضراء سراً وعلانية، حتى تجبّر المرشد وحرسه وتكبّر الحوثيون واعتقدوا أن واشنطن ستخدمهم إلى يوم يبعثون، وأن المستشارين «الإيرانيين»، المزروعين في كل زواية من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية مقيمون دائمون، حتى أن ولي صعدة عبدالملك الحوثي طفق يهذي بهلوسات مثيرة للفواكه مثل إيمانه أن دبابات أبرامز السعودية يمكن تدميرها بـ«ولاعة» سجائر، طبقاً لما قاله في خطاب «الولاعة» الشهير.
وأيضاً ثنائي كيري أوباما، ساعد إيران على إنجاح مشروعها الجهنمي وهو «تصنيع» داعش الإرهابية، وتلكأ عن مواجهتها مبكراً حتى سمح لداعش أن تمارس كل صنوف الإجرام المتنوع المتنقل (في كل مكان تقريباً إلا إيران)، لأن وجود داعش يخدم إيران وبشار الأسد معاً. وأيضاً لم يعارض كيري استيراد إيران لميليشيات متعددة الجنسيات لتوطينها في سوريا وتهجير السوريين إلى ما وراء البحور والمحيطات وعذابات المنافي.
الآن المرشد وحشده وبشار الأسد يبكون كيري بأحر الدموع وبحزن الصب المتيم وثكلى الجنائز، بعد أن أبطل الرئيس دونالد ترامب سحر خامنئي، وقرر تحرير الولايات المتحدة من الأسر الإيراني وتعاويذ المرشد.
الدبلوماسية السعودية، تصبرت وكظمت الغيظ، وهي تعلم أن تخبطات أوباما وكيري وهيامهما بميليشيات إيران تصرف أخرق وإلى زوال، حتى أعاد ترامب واشنطن إلى رشدها، ورأى أن إيران ليست أكثر من مصنع ضخم لميليشيات تكفيرية أصولية مهمتها نشر الفوضى والدماء والاضطرابات في كل مكان، ولا يوجد أي فخر للدبلوماسية الأمريكية بالصداقة مع حشد أبي مهدي المهندس أو أبي عزرائيل الذي يشوي الجثث ويقطعها أمام كاميرات التلفزيون.
ونجح سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والرئيس ترامب في إبطال الكابوس الإيراني، واستعادة الشراكة السعودية الأمريكية الخلاقة إلى ماضيها، ليعمل البلدان ويتعاونا على بناء التنمية والسلام والاستقرار وتحجيم قوى الشر والإرهاب. وجاء هذا في وقت أنجز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة تاريخية في شرق آسيا، حتى يمكن القول إن هذه السنة هي سنة الإنجازات السعودية.
* وتر
في الرافدين تشتعل النيران في مياه الخصيب..
والميليشيات تصوب بنادقها إلى رأس حمورابي
وقلب الرشيد
وفي الغوطة قبضة الجمر..
والحقول الخضراء يباب..
وفي المرابع اليمانية، يغتال الانقلابيون الشموس..
ويحرقون جدائل أروى الصليحية
ويذرون البن الخولاني، ذا النكهة العذبة، في عتم الظلمات
وغبار الرياح