في اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس كانت رسالة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان واضحة جدا وواثقة جدا. العلاقات السعودية الأمريكية مرت بحالة فتور لكنها تبقى أهم علاقة بين دولتين كبيرتين مؤثرتين امتدت لقرابة ثمانين سنة. والدولتان، بعد أن واجهتا مجموعة من التحديات في تاريخ علاقتهما، تواجهان الآن تحديًا خطيرًا جداً في المنطقة والعالم.
هذا التحدي الخطير والمهدد للمصالح الدولية يأتي من اتجاهين؛ أولهما تصرفات إيران المربكة للعالم والداعمة للمنظمات الإرهابية، وثانيهما تنامي المنظمات الإرهابية وعبثها باستقرار بعض دول المنطقة. وبالتالي، وهذا هو بيت القصيد، فإن المملكة هي خط أمامي (حتمي) لمجابهة هذه التحديات الهائلة والخطيرة؛ ليس عليها فحسب بل على دول العالم كله.
ولذلك ليس بمستغرب، كما هو حاصل الآن وفي سنوات سابقة، أن يبدأ هدف أي منظمة إرهابية، في التجنيد وفي ترويج التطرّف، في المملكة، التي تعرف هذه المنظمات أهميتها الكبرى باعتبارها قبلة العرب والمسلمين؛ على المستويين الديني والسياسي. الإرهابيون يعلمون علم اليقين، وهذا من نص كلمة سمو الأمير محمد بن سلمان، أنهم إذا تمكنوا من السعودية تمكنوا من العالم الإسلامي كله.
على هذا الوجه (اليقيني) في أهداف إيران وأهداف المنظمات الإرهابية يجب أن تخاطب دول العالم لتحمي نفسها قبل أن تحمي المملكة من خطر هذه التصرفات ومن خطر هذه المنظمات التي تضعنا في مقدمة المستهدفين في أجندتها وحروبها. وليس من المعقول، بعد كل ما نراه من نتائج العبث الإيراني والإرهابي في المنطقة، أن يتأخر فهم العالم للحقيقة، حقيقة أن المملكة أكثر من يعاني من الإرهاب وأول من حارب هذا الإرهاب ودعا لمناجزته، سواء من إيران أو المنظمات الأخرى، قبل أن يستفحل ويدمر مصالح المنطقة والعالم.