جمع الدكتور محمد حامد الغامدي في إصداره السابع «الأحساء ذاكرة التعايش» كل ما كتبه عن تلك المحافظة إبان فترة عمله فيها، التي بدأت منذ عام 1979 وانتهت في 2015 ليتضمن الكتاب 104 مواضيع وضعها في 10 مجموعات عنونها بـ: (الحقيقة)، و(ملامح مهمة)، و(طريق الاحساء)، و(سوق الخميس)، (وشم المعاناة)، و(الأماكن)، و(عمتنا النخلة)، و(مهنة في اليد)، و(المؤشرات)، و(همّ الماء)، فيما جاء الكتاب الذي يعد حصيلة عمر من العمل في (428) صفحة.
وعن الكتاب يقول المؤلف د.الغامدي: دخلت الاحساء عام 1979 مكرها في صمت، لكن بفرحة بداية حياتي العملية في جامعة الملك فيصل.. خرجت منها عام 2015 مكرها في صمت أيضا، لكن ببعض الألم والإحباط، غادرت أحمل نفسي وأوراقي وكتبي، أحمل ذكرياتي ومشاعر تخلَّقت في ربوعها، وأثناء مغادرتي لم أسلك الطريق العام الى الدمام، بل سلكت طرقا داخل الواحة، كنت أودع الأرض التي عرفت وأحببت، أودع النَّخْل الذي ألهمني الصبر والتحدي والعطاء، أودع ينابيع الماء التي عشت جفاف ونضوب مائها بعد أن تبنيّت قضية مياه الاحساء طوال العقود الماضية.
وأضاف: في مقدمة الكتاب وضعت أسماء من الاحساء شكلت في حياتي نقاط انقلاب إيجابية، هناك أسماء لم اذكرها كانت مهمة في حياتي وستظل، اعتذر لهم، لم اتجاهلهم بل سيظلون إخوة أعتز بمعرفتهم ودعمهم ومواقفهم الطيبة، وبهذه المناسبة أشكر عباس علي الصفار صاحب صورة غلاف الكتاب، التي قدمها هدية كمشاركة منه في حب الاحساء. ويؤكد د.الغامدي أن همَّ فراق الاحساء زال بعد ان اصبح الكتاب حقيقة على رفوف المكتبات ليستطيع ان يعيش فيها عن بعد والحديث إليها والتنقل بين ربوعها، وذلك من خلال اوراق الكتاب.
وفي ختام حديثه، قال: كتاب «الاحساء ذاكرة التعايش» يحمل التاريخ، والمشاعر، والمستقبل، ويجسد ويقوي العلاقة بين الأجيال، بهذا الكتاب عملت على تكريم نفسي في لحظات فراق ليست لها ملامح، لكنها لحظات تحمل كل ملامح الانكسار في حياتي، بهذا الكتاب كتبت علاقة عشق الاحساء، الارض وَالنَّخْل والماء والانسان، ليربطني بكل مَنْ عرفت وبكل الزملاء، ايضاً بجامعة عززت أهمية الاحساء وقيمتها.