ـ تربية الطعام والملبس والطلبات.. هي ثقافة الأم الحالية.. هي لا تبالي بتربية سلوك لأنها منشغلة تماما بطعامه «أكل طفلها أم لا يأكل»، هي لا تهتم بتربية خلق أو تعديل مائل أو تصحيح خاطئ لأنها مندمجة في اختيار الملابس، وإكمال الاحتياجات من «الهدوم».. هو وهي.. يرسمان خارطة أهداف أبنائهما، ويكتبان أمنياتهما فيهم، ويدعمانهم، ويوجهانهم.. يتابعان واجباتهم المدرسية في كل مرحلة ومادة، ويلبيان كل الطلبات الخاصة.. لكنهما لا يسألان عن واجبات أبنائهما الدينية، ويهملان فروضهم.. شيء صعب جدا أن تختل الأولويات وتخدعهما الظنون..
ـ مراكز صحية تجارية بين مستشفيات خاصة، ومستوصفات أهلية تلهث ركضا، وحبا، وباستقبال رحب «ضحوك» لمرضى «التأمين» حين يتوافدون على الاستقبال.. يرمي السؤال بابتسامة يسألك: تأمين أم «كاش».. تجيبه «كاش» يتبرم وجهه، وتعبس ملامحه ويذوب ترحيبه.. يرد: طيب «وش تبي» تقول له على رهبة أريد الطبيب الفلاني.. ويأتي حامل التأمين وتفرش له السجادة الحمراء بالورود المنثورة استقبالا وطربا به.. وتجد كل موظفي الاستقبال يرتمون في أحضانه ترحيبا فهو صيدٌ ثمين أما صاحب «الكاش» فلن يدفع كثيرا.. شيء صعب أن يكون ذلك من «بركات» التأمين الصحي «الذي لا ضابط ولا حساب له»..
ـ تذكرت مقولة «أقرب طريق لقلب الرجل بطنه» واليوم يبدو أن أقرب طريق هو شارع المطاعم.. في شارع يمتد ما يقارب كيلو ونصف الكيلو متر يقبع ما يقارب 34 مطعما متنوعة الخدمة الغذائية والأطعمة وبعضها متشابه وكلها مليئة بالزبائن، وطوابير ممتدة، وهدر مالي كبير.. تكشف حالة الاستهلاك الغذائي الغريب الذي يغشى بطون الكثير من الناس، وحالة المستثمر الوافد، أو المستور بمواطن الذي يعزف على وتر هوس الكثير بالأكل خارج البيت.. هذه المسافة القصيرة مع عدد هائل للمطاعم يدل أيضا على عدم إحساس الجهة المسؤولة بالتنظيم والترخيص بأثر هذا التراص المقيت، ونتائج هذا الاستنزاف من الماء والكهرباء، وتعطيل حركة المرور، وصعوبة المراقبة البيئية، وتكثر المخالفات الصحية.. كم تمنيت أن تكشف كواليس تلك المطاعم للمستهلك بدون حواجز.. شيء صعب جدا أن ترتص مثل هذه الإعداد في شارع قصير ويسكت المسؤول الواعي..
ـ توطين وسعودة العمل في قطاع الاتصالات وصيانتها وبيعها مشروع مهم حتى بوجود أي عوائق يضعها بعض المتأثرين أو الخاسرين من العمالة الوافدة التي تصم هذا المشروع بالفشل، وتحترق أسفا على إحلال المواطن مكانه.. تمنيت من الجهات المسؤولة في وزارة العمل أن يتم الدفاع عن ذلك وبقوة.. كما تمنيت أن تنقل التجربة إلى سعودة سوق الحاسبات الالية «الكمبيوترات» بيعا وصيانة فهي سوق كبيرة جدا ولدينا من الخريجين في صيانة الحاسبات وتركيبها والشبكات والبرمجة ما يمكن أن يسد متطلبات هذا السوق الكبير ولن تحتاج وزارة العمل إلى دورات تدريبية طويلة كون العاملين والمؤهلين موجودين.. شيء صعب جدا أن تبقى مجالات يمكن سعودتها مهما كانت النتائج ولا يتم ذلك لنتعب اليوم لكي نرتاح غدا..
ـ ما زالت الشائعات تمخر عنان المجتمع ويتم تداولها بشكل كبير دون تثبت أو وعي أو تمهل وصبر لسماع الخبر الصحيح من الجهة المسؤولة.. شائعات تعبث أحيانا بعاطفة البعض، وتشعل توجسه الداخلي ليضحك ذاك عليه ويستمتع من قلقه.. المهم جدا أن بعض الجهات المسؤولة ذات العلاقة تطبق نظرية الصمت المطبق حيال ما يبث من شائعات قد تكون مضامينها مصيرية وتسكت عن التعليق السريع لكي تبترها بل تنتظر بعض الجهات وقتا طويلا حتى يتفحل الأمر وتتداخل الشكوك فقد يظهر أحدهم ينفي أو يرفض.. صعب جدا أن تهمل بعض الجهات قيمة ووظيفة المتحدث الرسمي الذي توجب متابعته لمثل ذلك ورصد كل شائعة، وتفعيل مهمته، والمبادرة للرد السريع دونما تباطؤ.
ـ جمعيات خيرية منتشرة تشكر على كثير من جهودها.. سألت مسؤولا فيها عن كمية الملابس الهائلة التي ترد إليهم.. ماذا تفعلون بها كيف توزعونها.. أجاب: بأنه يتم تسويقها وبيعها لتجار الملابس المستعملة في «الحراج مثلا» والاستفادة من ثمنها مع أن بعض تلك الملابس قد تكون جديدة أو شبه جديدة يمكن أن تعطى لمستفيد وذلك قد يسبب نوعا من الفوضى المالية والبيع المخالف وتحصيل مبالغ بسيطة حرصا على البيع فقط.. صعب جدا أن تباع بأبخس الأثمان ففائدة توزيعها كما هي أولى من هذا الإجراء.