DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حكاية وزير

حكاية وزير

حكاية وزير
أخبار متعلقة
 
يُحكى في قديم الزمان أن وزيرا ظل يسخر من موظفيه حتى أصبح الأمر موضع سخرية من الجميع متناسيا، بذلك أنه يتربع على رأس ذلك الهرم وهو المسؤول الأول عما يجري به، بينما كان بإمكانه تحفيزهم وتدريبهم وتطوير أدائهم بدلا من السخرية منهم إن كان يعلم فوائد ذلك التحفيز والتدريب والتطوير، كما يُحكى أن وزيرا آخر استفز «عملاءه» باستهزائه بطريقة تفكيرهم وكأنه لم يكن بالأمس واحدا منهم، بينما كان بإمكانه العمل الجاد على تغيير نمط ذلك التفكير إن كانت فعلا تلك المشكلة، بدلا من استفزازهم، ويحكى أن وزيرا آخر أيضا أحبط متابعيه بمستقبل اقتصادي مظلم قاتم على فرضية أنه لن يتأثر بتلك الظلمة، ففقد ثقتهم وحافزهم للعطاء، بينما كان بإمكانه مشاركتهم خططه التنموية ليساهموا في تحقيقها بدلا من إحباطهم إن كان يعلم جدوى تلك المشاركة المجتمعية، كما يُحكى أن آخر انتقص من جدية الباحثين عن العمل وكأنهم من كوكب آخر ومن ثقافة أخرى، بينما كان من الأجدى دعمهم وتشجيعهم وتأهيلهم وإعطائهم فرصا «حقيقية» بدلا من انتقاصهم إن كان يعلم أثر ذلك الدعم والتشجيع والتأهيل، ويُحكى ويُحكى ويُحكى... ولا أعلم نهاية تلك «الحكاوي». كمتخصص في إدارة الموارد البشرية أعلم تماما ألم وخز تلك العبارات وحدة سيف تلك الكلمات وأثرها على الموظف بشكل خاص والمواطن بشكل عام وما ستشكله لنا من مخرج نهائي لشخصية لهذا الإنسان، كما أنني على يقين تام بأن لدينا مواطن قوة لم نمسها بعد وإمكانات بشرية استثنائية لم نستثمرها بالطريقة المثلى، بينما كان من المفترض تسخير كل تلك الإمكانيات لخدمة الدين والوطن باستخدام «أبجديات» القيادة الإدارية، فالقيادة لا تعني أن تقف خلف عجلة القيادة فحسب، بل إن تشارك الركاب في دفع تلك المركبة، فالتحفيز يصنع من العجز قوة، والتأهيل والتمكين يرفعان من مستوى فعالية الأداء، والدعم والتشجيع لهما مفعول ساحر على الإنسان، ولمن يتغنى في استخدام عبارات الإحباط والتشاؤم والسلبية فليتذكر أن التفاؤل هو نهج ديننا الحنيف حيث دعا نبينا محمد عليه الصلاة والسلام للتفاؤل ونهى عن التطير، وحث أشرف الخلق على حسن الظن بالله قبل ذلك إضافة للأخذ بالأسباب. لذا فليعِ من لا يعي أن رؤية 2030 وُضعت لحماية مستقبل الشباب ولدعم شباب المستقبل، وأن رؤية 2030 تعتمد وتستهدف مستقبل الشباب وشباب المستقبل ولن يمكننا تحقيقها أو الوصول إليها دونهم، لذا الحذر كل الحذر من خسارة الثروة الحقيقية التي نمتلكها وتفتقدها كثير من الأمم، وإن لم تكن فعلا تلك ثروة حقيقية لما تم استهدافها عبر الزمن بشكل أو بآخر. الخلاصة: نحن لا نبحث عن وزراء «مدراء» نحن نحتاج وزراء «قادة وملهمين».