بين الحرب على الارهاب في اطارها الروسي الامريكي واجتماعهما الكبير على سحق «نملة» بأشد الاسلحة فتكا، قام الروسي بهد الاراضي السورية لأجل ان يقتلها، والامريكي حاصر العراق وبث الرعب في كل ما له علاقة بالسنة لاجل قتل تلك النملة، في إطار مبالغة كبيرة لا نستطيع أن نقول الا انه استعراض قوتين خارج الموقع الحقيقي للاستعراض. وفي ظل المباركة والمشاركة الايرانية التي تنتظر واقعا بلا شك سيكون لصالحها!.
أن يتصدى الجيش الامريكي ونظيره الروسي بكل قوتهما للحرب على حثالة من الارهابيين فإنهما يستمران في تمرير الكذب الذي عرفناه من قبل في البحث عن القاعدة في كل مكان وأرض حتى بلغا كل شبر في بلاد المسلمين، وليس كذلك فقط بل وسط ضحكات الاستهزاء بما نحن عليه من توقع التنافس بين القوتين العظميين لتخبرنا حلب والموصل أن الامر مجرد تنفيس لقوات عظمى احتاجت الى مناورات واللعب على أرض جديدة.
مَنْ يتخيل أن الموصل الضعيفة تتلقى مئات الصواريخ والقذائف والقنابل الفراغية، قُلب عاليها اسفلها ليس الا انها ارض للسنة وعدو لدود لإيران والمتعصبين من أهل العراق.. وليت الامر يتوقف عند ذلك بل ان الطائرات الامريكية لا تبقي ولا تذر، والأمر شبيه بما يفعله الروس في حلب.
اطنان المتفجرات تأتي من السماء على رؤوس اهلها في الموصل، وفي حلب البدء بالمستشفيات كي لا يجد طالبوا العلاج مَنْ يداويهم ليلحقوا بالمحترقين.. وهل من قوة في المدينتين تصمد امام المد الأمريكي الروسي والحقد الايراني العنيف.. لكن هي رغبة الحاقد في زمن التنافس على العدد الأكبر من الاراضي المحروقة والجثث الملقاة على جوانب الطرق.
المشهد في الموصل وحلب معنون بالحرب على الارهاب.. لكن مضمونه يخالف عنوانه، الأمر معني بتدمير مدينة وقتل أهلها. بحجة القضاء على ارهابيين اندسوا بينهم، ولذا لن يرحم التاريخ واشنطن وموسكو، على سوء فعلهما، كان بالامكان انقاذ الاهالي لكن هما لم يكونا يريدان ذلك، ينشدان دمارا كاملا تحت الانقاض واختناقا بالبارود.. وهي تكرار للمجازر التي ارتكبت عبر التاريخ للاولى في اليابان وفيتنام وللثانية في الشيشان.
نختم بالاشارة الى ان ما يحدث من القوتين العظميين هو في اطار استراتيجيات داخلية لتحريك الجيوش حتى لا تصدأ وتتبلد حتى لو على حساب الابرياء في دول أخرى، وللتأكيد على ذلك ما تضمنته في العام 2009 المذكرة ذات الأهمية الإستراتيجية، صادرة عن البنتاجون، تم التوقيع عليها من طرف نائب وزير الدفاع، جوردن انجلاند، التي جاء فيها تحديدا: «الحرب غير النظاميةـ إستراتيجياـ لا تقل أهمية عن الحرب التقليدية»، وتؤكد ضرورة «تحسين الفعالية (البنتاجون) في مجال الحرب غير النظامية». ولا نشك ابدا ان امريكا وروسيا تعملان في اطار هذا المفهوم.. حتى لو تدمرت كل بلاد العرب فوق رؤوس أهلها.