DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عيسى قاسم تلقى توجيهات من إيران لإثارة البلبلة الطائفية بالبحرين

«عيسى قاسم» أداة لتحريض الشارع الإيراني طائفيا خوفا من احتجاجات داخلية

عيسى قاسم تلقى توجيهات من إيران لإثارة البلبلة الطائفية بالبحرين
عيسى قاسم تلقى توجيهات من إيران لإثارة البلبلة الطائفية بالبحرين
أخبار متعلقة
 
بعيدا عن طبيعة الصراع والنزاع مع ايران، على اعتباره صراعا طائفيا كما تراه ايران وترغب به، وعلى العكس مما نراه بأنه صراع قومي وسياسي، وان ليس اشكاليتنا في شكل وطبيعة النظام السياسي الايراني، وانما في توظيفه التشيع الصفوي والطائفية كأدوات للتلاعب بالامن الداخلي لدول ومجتمعات الخليج والدول العربية، فلا القانون الدولي يسمح لايران بأن تمتد سلطاتها السياسية والدينية خارج أراضيها، وان أية تصريحات تطال دولا ذات سيادة يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للدول، ويمكن مقاضاة ايران، واتخاذ اجراءات ضدها، خاصة اذا انضوت هذه التصريحات على تهديدات صريحة، تؤكد على العبث بالامن والاستقرار الداخلي لهذه الدول، ويمكن للدول العربية ان تمارس حقها في الدفاع عن سيادتها الوطنية والدفاع عن مواطنيها، كما لا يمكن لمواطنيها الادعاء بالحماية والولاية الايرانية عليهم، حتى وان كانوا من طائفة واحدة. تصريحات قاسم سليماني وبيانه المليء بالهذيان، وانفعالات الريموت كنترول الناطق باسم ايران في لبنان، يؤكد أن ايران في حالة من السقوط الذريع، الذي يدفعها لاستغلال الشيعة العرب، كأدوات لمداراة فشلها السياسي في المنطقة، حيث تعمل على تأجيج الفتنة الطائفية في البحرين والعراق واليمن وسوريا ولبنان، ولعل تصريحات المرشد علي خامنئي هي تتويج للمأزق الذي تعيشه ايران اليوم، فالمسألة ليست في القرار البحريني بسحب الجنسية من المرجع عيسى قاسم، فالقضية بحرينية داخلية، ولا يحق لايران ان تنصب نفسها مدافعا عن الشيعة، وتتوعد البحرين بثورة دامية، بقدر ما تعيشه ايران من هذيان مريع، بسبب ان ما حصدته من المرونة البطولية والتنازلات السيادية عند توقيعها الاتفاق النووي، مقابل الافراج عن موجوداتها المالية في البنوك الامريكية ورفع الحصار الاقتصادي، غير ان امريكا والغرب لم يفرجا بعد عن هذه الاموال لعدم التزام النظام الايراني بالقيود المفروضة عليه ومنها تدخله في الشؤون الداخلية للدول، ودعم الارهاب، والاصلاحات الداخلية التي تم التراجع عنها لصالح القوى المتشددة. اما ما اشار اليه علي لاريجاني من تصريحات حول القرار البحريني بأنه أرضية لتصعيد الازمات بالمنطقة، فيكشف حالة الارتباك والمخاوف الايرانية الداخلية، فايران عمليا لم تستطع بعد ان تصبح دولة مؤهله دوليا واقليميا وتحترم سيادة الدول، فقد أكد لاريجاني أن البحرين تمنح الدول الغربية قواعد عسكرية على أراضيها، بينما يشجع نفس النظام سوريا على منح روسيا قواعد عسكرية على اراضيها، وكذلك العراق الذي فيه أكثر من 5 قواعد عسكرية، احداها تشارك ايران في قصف الفلوجة، واما ان البحرين مارست القرصنة على اموال المسلمين، فحري بايران ان تطبق ذلك على نفسها مع السنة في ايران، وان تمنحهم الحد الادنى من حقوقهم، رغم اننا لا ننظر للمسألة بعيون طائفية، لان الشيعة عرب وهم جزء منا ومن هويتنا وعروبتنا، ونحن أولى بهم من ايران. ان ايران تعيش حالة غريبة من الهواجس الامنية، فقد ارتعبت من تصريح هامشي للشيخ عبدالله المنيع، وزجت بنفسها بشكل متسرع، عندما دعا للحوار مع عقلاء الشيعة، وذلك لقطع الطريق أمام أية مراجع عربية تشجع على الحوار الوطني، فالحوار لا ينتقص من قيمة الشيعة، بل هو جزء من حالة الانتماء الوطني، يسعى اليه الجميع على اختلافهم، ولا يفسر الذهاب اليه كحالة ضعف بل يعبر عن قيمة حضارية واحساس بالمسؤولية، لكن تتخوف ايران من ان تكف يدها عن الشيعة من قبل الشيعة انفسهم، بعدما بدأ الصدع بالحرية والهوية في العراق يصم الآذان الايرانية، ويؤكد لها أن شيعة العراق مهما حاولت سلخهم وتفريسهم، سيظلون عراقيين وعربا اقحاحا، قربهم لامتهم أكثر من قربهم لايران. واللافت للانتباه ان الازمات التي يعيشها النظام الايراني تكشف خداعه وازدواجيته، فقبل عام تقريبا خرج ممثل المرشد علي خامنئي ليؤكد بأن بغداد ستكون عاصمة للدولة الساسانية الجديدة، وان اربع عواصم عربية تحت السلطة الايرانية، وقد قوبلت تصريحاته باستهجان دولي واقليمي وعراقي ايضا، واليوم ذات الممثل الكبير علي سعيدي ينتحب على نزع جنسية عيسى قاسم، في تدخل سافر في شؤون مملكة البحرين، حيث تعمل ايران على الهاب المسرح السياسي الاقليمي وتوظيف الاحداث لادارة وتعبئة الشارع الايراني وصرفه تجاه قضايا عاطفية خارجية، بدلا من نقد الحياة السلبية التي يعيشها ووقع الهزائم التي تتكبدها ايران اقليميا ودوليا. ان نزع الجنسية من مواطن متجنس، يجري في مختلف دول العالم حتى في الدول الغربية، التي وجدت بأن بعضا من المتجنسين يسيئون للامن والاستقرار الداخلي، ويعرضون الامن للخطر، بارتباطاتهم بالخارج، ومنظمات ارهابية، او دول تعمل على تقويض السلم الاجتماعي والاهلي، ولكن ردة الفعل الايرانية، مخطط لها لان ايران تتمنى حدوث الازمات والاشكالات الخارجية، كي تهرب من مواجهة مشكلاتها الداخلية، فهي تواجه استحقاقات تنازلاتها في الملف النووي الذي سوقته شعبيا بأنه نصر سياسي، وان رفع الحصار الاقتصادي سيمكنها من اعادة بناء علاقتها والمجتمع الايراني الذي يعيش حالة من القلق والتوتر، حيث تشير المعلومات الاستخبارية الى أن نظام طهران يتوقع حدوث احتجاجات كبيرة في المجتمع الايراني هذا الصيف، وان الخطاب التعبوي الديني والتحريضي الطائفي لم يعد يجدي نفعا، حيث بدأت ثمة صحوة في الشارع الايراني، تؤكد ضرورة تحجيم صلاحيات المحافظين المتشددين وسلطاتهم، وقد أظهرت الانتخابات البرلمانية الأخيرة مؤشرات على هذا التوجه، الذي تم التراجع عنه بسبب الخوف من الانفلات الداخلي وسقوط منظومة الحكم التي اختزلت ارادة الايرانيين في الحرس الثوري ومجموعة رجال الدين المستفيدين والمسيطرين على الاقتصاد الايراني. ولعل حالة اليأس والفشل الايرانية دعت فيروز ابادي رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، للبحث عن أصول العائلة الحاكمة في البحرين، ولا يعلم بأن ال خليفة هم من القبائل العربية في الجزيرة العربية وهم أحفاد حضارة دلمون العريقة، وان البحرين كانت سنية قبل ان تسمح للخارجين من ايران فترة حكم الشاهنشاه للاستقرار في اراضيها، وجعلتهم مواطنين بين مواطنيها، ولان فيروز ابادي يعلم بعمليات التجهيل التي مورست بحق الشعب الايراني طيلة 36 عاما، والتي اقنعتهم فيه بأن الغرب متآمر دائما، وان الدراسة والتعلم في الغرب جزء من هذه المؤامرة، فان عليه ان يرى بأن عددا من الشخصيات الرئيسة والتنفيذية في الحكومة الايرانية هم من خريجي الجامعات والمعاهد الغربية، حيث يشير ابادي إلى أن ملك البحرين تلقى تعليمه ودروسه ودوراته العسكرية في المعاهد البريطانية والامريكية، وكأن في ذلك تهمة ونقيصة، لكن هذه الخطابات الجوفاء، موجهة للمساكين من ابناء الشعب الايراني، التي غسلت أدمغتهم ويتم خداعهم بأن الحكومة الايرانية حكومة مستقلة الارادة ومستضعفة وان العالم كله يتكالب ضدها. وجاء تباكي الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي اكبر ولايتي، مفضوحا، بأن البحرين تعمل على اثارة النزاع بين السنة والشيعة، وهو يعلم علم اليقين بأن من يثير العواصف الطائفية، ويستخدم الطائفة لاغراض سياسية هي ايران، وان ايران اليوم دولة شاذة في الاقليم، ومنبوذة، ولا تمت للاسلام الحقيقي بصلة، وان الشيعة والسنة ادركوا بأن الخطر الصفوي يشمل الجميع، فايران تبحث عن عبودية جديدة، وسيطرة وخنوع، ولديها كراهية معقدة من العرب على اختلافهم، وانها تعمل على شق الصف الاسلامي والوحدة الداخلية للشعوب ونهب ثرواتها باسم الدين، واستخدام ابنائها كأدوات وجسر عبور للمشروع الايراني الفارسي في المنطقة. والمؤلم ان ايران تحرك مخبريها في المنطقة بالريموت كنترول، فقد فقدوا منذ زمن طويل أي احساس بالارادة المستقلة، وجعلتهم ادوات لخدمة مشروعها الاقليمي، واصبحوا يتنافسون في لعبة الدم، لارضاء ايران، ولابقاء جذوة الطائفية حاضرة بقوة، وقد اظهرت المعطيات كيفية الاستجابة العاجلة لادواتها، مثل حسن نصر الله، وعبدالملك الحوثي، وهادي العامري، ومقتدى الصدر، وقاسم الاعرجي، لتدفع بهم الى الواجهة الإعلامية لمزيد من الصراخ والنواح دفاعا عن ايران وليس دفاعا عن الشيعة في البحرين، حيث يمتلك الشيعة والسنة في البحرين قوة تسامح كبيرة غير موجودة في بلد آخر، وان الخلافات السياسية الداخلية تظل شأنا داخليا، ففي الاسبوع الماضي استشاط بعض مأجوري النظام الايراني في العراق غضبا من تصريحات السفير السعودي ثامر السبهان واتصالاته مع الشيعة العرب، وتأكيده دعم المملكة لمعركة تحرير الفلوجة من ارهاب داعش، وتقديم المملكة خدمات انسانية عبر الحكومة العراقية، وتأكيده على هوية ووحدة العراق، ولقاءاته مع بعض المراجع الشيعية، الامر الذي افزع ايران ودعاها للضغط على ادواتها في العراق للمطالبة بطرده من العراق على اعتبار انه يتدخل في الشؤون الداخلية لبلد مستقل، بينما تبيح ايران لنفسها التدخل في شؤون مملكة البحرين، واعتبار اسقاط الجنسية عملا غير مشروع، في ازدواجية واضحة. لقد اسقط في اليد الايرانية الاستجابة السعودية لدعم حكومة حيدر العبادي في توجهها لتحرير مدينة الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي، وجاء هذا الاعلان ليخلط الاوراق الايرانية، التي كانت تصور بأن المملكة هي الداعم الرئيس لهذا التنظيم الارهابي، لا بل ان المملكة عرضت التدخل العسكري اللوجستي لدعم عمليات تحرير هذه المناطق من الارهابيين، وبذلك عرت المملكة من يتشدقون بأن السفير ثامر السبهان هو سفير داعش في العراق، حيث شعرت ايران بحالة اختناق كبيرة، اسقطت بعض اوراق دعايتها، حيث تلقت الحكومة العراقية اتصالات رسمية تؤكد موقف المملكة الداعم لمواجهة هذا التنظيم، رغم ان ايران وحضور قاسم سليماني، ورفع شعارات كتب عليها يالثارات النمر يوضح الوجه الطائفي القبيح لازلام ايران، وانهم يتصرفون بوحيها، وانها متخوفة ومصابة بالذعر من النشاط الشيعي العربي المطالب بخروج ايران من العراق، ومحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين، ووقف تدخلات رجال الدين بالسياسة، ولم تجد ايران الا معركة الفلوجة لاعادة بناء الخطاب الطائفي، غير انها بدأت تلمس وعيا وصحوة حقيقية لدى العراقيين سنة وشيعة بأن الصراع والصدام والتسعير الطائفي هو ضدهم، وضد امن واستقرار وثروات بلدهم، وان ايران أول المستفيدين هي واسرائيل. ان ايران وجدتها فرصة من السماء لتتباكى على نزع جنسية عيسى قاسم، حيث تظهر المعلومات البحرينية ان قاسم استلم توجيهات من ايران لاثارة البلبلة الطائفية، وذلك للتخفيف عن الضغوط الداخلية التي تعيشها ايران، خاصة بعد توجه المملكة الداعم لحل الملفات الاقليمية حلا سياسيا، وهو الامر الذي سيضاعف الضغوط على ايران داخليا، اضافة الى أزمتها الاقتصادية، حيث تتوقع بعض التقارير الدولية بأن يكون صيف ايران ساخنا هذه المرة.