هذا السؤال الذي عنونت به المقال من أجمل الأسئلة التي نسمعها هذه الأيام، وعندما يتكرر سؤال: أين وصلت في الختمة؟! في البيوت، فإن في ذلك دليلا على حياة البيت، ووجود خطة تربوية جيدة، ففيه مؤشرات واضحة على متابعة جادة لأحوال ساكني البيت، وحرصا على استغلال الوقت المناسب في العمل المناسب، وتحفيزا على المنافسة في معالي الأمور عندما يتنافس الغير في التوافه!
ومن أجمل المناظر هذه الأيام، منظر التالين لكتاب الله - صغارا وكبارا- يتسابقون في العيش مع كتاب الله بعد صلاتي الفجر والعصر في بيوت الله.
إن من أحوج ما نحتاجه التخطيط الجيد، والاستمرار في الخطة التي نضعها، أو يكرمنا بها ديننا وما علينا إلا الاستفادة من هذه المنح الربانية!
فالمشاهد في واقعنا اليوم أننا أبتلينا بآفة قصر النفس وعدم القدرة على الاستمرار، وسبق أن سميت المتحمسين في البدايات والمنهارين قبل النهايات: مشروبات غازية، سريعة الفوران، سريعة السكون!
يبدأ رمضان بما لا يقل عن جزء يوميا، مع حرص واضح على صلاة التراويح، ولكن ما أن تنتهي العشر الأولى من رمضان، حتى تجده لم يتحرك بعيدا عما قرأه في الأيام الثلاثة الأولى من رمضان. وترى الثلاثة صفوف التي كانت في أول رمضان في صلاة التراويح قد أصبحت صفا ونصف النصف ويتناقص يوما بعد يوم، فقد خارت القوى يوم أن ضعف الوقود!
يتحمس للزواج ويتفنن في إهداء الوعود المعسولة لزوجة المستقبل أثناء رحلة ما يسمى شهر العسل، ولكن ما أن ينتهي العسل حتى يعود لسيرته الأولى، سهر في الاستراحة والمقهى حتى الفجر، وغضب مما يستحق وما لا يستحق، ومع مرور الأيام يرى أنه استعجل في قراره، ولم يكن هناك داع للزواج أصلا!
يبدأ مشروعه التجاري بحماس منقطع النظير، ويتكلم في كل مجلس عنه، وما أن تمر الشهور الأولى، حتى يؤجر المحل للعمال، ويعود إلى الشلة مكتفيا بالنزر اليسير الذي يلقيه عليه العمال، وعلى ذلك فقس!
رمضان مدرسة متميزة، لذلك يجب أن نستفيد من المدرسة الرمضانية في جميع الجوانب لعلنا نتقي فنفوز، ومن ذلك الصبر والاستمرار، فلن يبقى لك من الأيام إلا ما كنت فيه منجزا!.