DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حزب الله اتخذ قراره بتصفية مصطفى بدر الدين لوجود خلافات داخلية

صراع داخلي كان وراء تصفية قيادي حزب الله في سوريا

حزب الله اتخذ قراره بتصفية مصطفى بدر الدين لوجود خلافات داخلية
حزب الله اتخذ قراره بتصفية مصطفى بدر الدين لوجود خلافات داخلية
أخبار متعلقة
 
تمت تصفية مسؤول حزب الله الميداني في سوريا، كانت تصفيته ضربة قوية للحزب ولايران، لان تصفيته تمت مع انتشار خبر تصفية 5 من قياديي قوات النخبة الايرانية في سوريا «المازندران»، والتي كانت على أهبة الاستعداد لدخول حلب، الامر الذي اضطر قاسم سليماني لاصدار تعليمات حول عدم تجنيد اكثر من شخص من عائلة واحدة، لان في ذلك طريقا جيدا للحصول على المعلومات حال حدوث الاختراق، وايضا لانه يؤدي الى ارتفاع حدة الاحتجاجات حال قتلهم وعودتهم جثامين الى اسرهم، كما اصدر سليمان تعليمات بعدم تواجد أكثر من ثلاثة قياديين في مكان واحد الا للاجتماع السري عند الضرورة، وهذه التعليمات لم تأت الا بعد عمليات القتل التي استهدفت قياديين ايرانيين في سوريا مؤخرا، اما تصفية مصطفى بدر الدين، فتشير الى وجود خلافات داخلية ساهمت باتخاذ قرار بتصفيته داخل حزب الله، ولهذا ظل بحماية قاسم سليماني، في وقت نفت امريكا اتهامات حزب الله، ولم يجرؤ نصر الله هذه المرة على اتهام اسرائيل. بينما كان حسن نصر الله يلقي كلمته الأخيرة في ذكرى النكبة، قدمت اليه ورقة صغيرة كتب فيها لقد تم اغتيال مصطفى بدر الدين في انفجار غامض، في المقر الخاص، وهو مقر قيادي سري محصن بني الى جوار مطار دمشق، وهو مقر قيادات العمليات الامنية والعسكرية، ولا يستخدمه الا صناع القرار الامني والعسكري والسياسي، وفيه قاعة اجتماعات، ولقاءات رئاسية، تغطيه شبكة الدفاعات الجوية السورية، ويضم هذا المقر في الاجتماعات الخاصة، الرئيس السوري بشار الاسد، وماهر الاسد، وعلي مملوك مدير المخابرات السورية، وحسن نصر الله، وقاسم سليماني، ومصطفى بدر الدين، وعددا من مستشاري حزب الله والحرس الثوري الايراني، وهو مكان يتسم بالسرية الشديدة، ولا يعرفه الا عدد محدود من القيادات. اتهام أمريكا والمعارضة حسن نصر الله، عندما قرأ الخبر، عدل خطابه، وبدأ يتحدث عن وجود رغبة امريكية في كسر محور المقاومة، والمقصود به ( ايران، سوريا، حزب الله) متهما امريكا بأنها تدعم التنظيمات الارهابية، حيث أكد موقع ديبكا فايل الاسرائيلي، بأن حزب الله أجرى مراجعة امنية سريعة، دفعت به للصق التهمة بالتنظيمات التكفيرية، في حين ان دوائر حزب الله الخاصة، ظلت حتى ساعة متأخرة تؤكد وجود تفاهم امريكي روسي اسرائيلي ساهم بتصفية مصطفى بدر الدين، غير ان واشنطن نفت ان تكون قصفت او استهدفت بدر الدين، لا بل شككت في صحة عملية التصفية من اساسها، ما دفع الموساد الاسرائيلي للتأكيد بأن ما جرى، ليس قذيفة او طائرة بدون طيار، وانما ما حدث، ليس سوى عملية تصفية داخلية، بقرار من حسن نصر الله، وذلك لوجود خلافات أمنية مع بدر الدين، ساهمت في التوصل الى ضرورة تصفيته، والسؤال لماذا تم اللجوء الى خيار التصفية، ولماذا ذهب حزب الله بعيدا في توجيهه الاتهامات للمعارضة السورية. في منتصف ابريل الماضي، تم اعتماد خطة تأمين حلب، ونوقشت هذه الخطة مع قيادات الميليشيا الايرانية، ومع قيادات حزب الله، وتحديدا مع مصطفى بدر الدين، ومع قيادات في الفرقة الرابعة السورية، حيث تم استدعاء نخبة كوماندوز من قوات النخبة الايرانية، بهدف القيام بعملية عاجلة تتم فيها استعادة حلب، واعادة خان طومان، واسر قياديين في جيش الفتح والنصرة، وقام بدر الدين بادخال تعديلات جذرية على الخطة الميدانية، وجرى تأمين كافة المستلزمات والتجهيزات، لاستعادة خان طومان، غير ان المفاجأة كانت ان قيادة جيش الفتح استطاعت اولا معرفة الخطة، والقائمين عليها، وقامت بعملية مباغته استثنائية، أدت الى مقتل 5 من كبار قياديي قوات النخبة الايرانية، وكانت ضربة قاصمة لايران، الامر الذي دفع بخامنئي للاصرار على استعادة حلب، ومحاكمة القيادات الميدانية. اختراقات استخبارية التحقيقات، كانت صادمة جدا للطرف الايراني، فالمعلومات التي سربت الى المعارضة، عن فحوى الخطة الميدانية، سمحت لقوات جيش الفتح، للتقدم خطوات باتجاه فرض واقع ومتغير جديد، لا يمكن ان يكون لولا حصولهم على معلومات غاية في السرية، حيث تغمز الاستخبارات الاسرائيلية باتجاه العلاقات الغرامية لمصطفى بدر الدين والتي كانت سببا في فشل العديد من العمليات الخارجية في وقت سابق، اضافة الى تعدد علاقاته وتشعبها في سوريا ولبنان، ساهمت في تكبد وحدة المازندران المعروفة بقوات النخبة خسائر فادحة ادت الى مقتل ثلاثة من كبار قادتها واثنين من قادة حزب الله، كما ان هذه العلاقات افضت الى معرفة مقر القيادة السري والذي صمم عام 1992 ليكون واحدا من أهم التحصينات القيادية في سوريا، والذي يشتمل على مركز قيادة وتحكم واتصالات خاصة، وخدمات، ومركز معلومات، وغرف فندقية تحت الارض، وفيه تتم مقابلات الاسد ونصر الله، والمسؤولين الايرانيين. تصفية بدر الدين كما تبدو عملية معقدة جدا، شاركت فيها لوجستيا عدة اجهزة استخباراتية، استطاعت تحديد مركز القيادة، عبر اختراق تم لإحدى الاسر السورية التي ترتبط بعلاقة خاصة مع مصطفى بدر الدين منذ سنوات طويلة، والتي كان يفضل الاقامة بينها في السنوات الماضية قبل بدء الازمة السورية، غير ان بدر الدين قلص نشاطه الاسري والعائلي مع بدء الازمة السورية، وبدا مجهول الاقامة، خاصة بعد ان وضعه الموساد الاسرائيلي على قائمة اولوياته، وتحديدا بعد اغتيال عماد مغنية وسمير القنطار وجهاد مغنية، وخاصة بعد مقتل مسؤول العمليات الخارجية في الموساد الاسرائيلي بداية العام 2016 في قلب تل ابيب، حيث تمكن مواطن فلسطيني من قتله في احدى الحانات الصغيرة، ليتضح فيما بعد، أنه على ارتباط وثيق بمحمد عطايا ومصطفى بدر الدين. العملية التي تمت في شارع ديزنجوف، والتي سميت باسمه، ساهمت في تغيير خطط الموساد الاسرائيلي، حيث لفت انتباه الموساد الاسرائيلي بأن القاتل ترك خلفه، حقيبة فيها نسخة من القرآن الكريم، وكتيب صغير يشير الى ان المنفذ قريب من منهجه من تنظيم داعش الارهابي، وان السلاح المستخدم في عملية القتل نادر جدا، في الاراضي الفلسطينية، وعادة ما يكون بحوزة الشخصيات الأمنية، وانه كان يلبس نظارات خاصة تحول دون تصوير ملامح وجهه الامامي، ما ساعده على الفرار، اضافة الى وضعه كيسا من البلاستيك كواق ضد البصمات عند حمله لمسدسه، وربطت الاستخبارات الاسرائيلية ما بين تفجيرات باريس، وتصريحات مسؤولين في داعش عن ان تل ابيب ليست ببعيدة، وعلى مدار ثلاث ساعات متواصلة ارهقت وارعبت اسرائيل، القت الشرطة الاسرائيلية القبض على منفذ العملية «نشأت محمد ملحم» والذي ارتبط سرا بحزب الله، غير ان بعض الخبراء الامنيين اشاروا الى ان هذه العملية غير دقيقة وانها مفتعلة وذلك لاظهار قدرة حزب الله بالرد وذلك بعد اغتيالها سمير قنطار. تشكيك أمريكي لماذا شككت المصادر الامريكية برواية حزب الله، وقالت إنه ليس لديها معلومات تؤكد مقتل القيادي مصطفى بدر الدين، فيما نفت المعارضة السورية اطلاق أية قذائف بالقرب من المطار، خاصة وان المسافة القريبة بين الطرفين لا تقل عن 20 كم، بينما مصادر لبنانية شيعية كشفت النقاب عن ان الحزب يعيش حالة وهن وارتباك كبيرة في سوريا انعكست سلبا على الوضع الداخلي للحزب، أدت الى حدوث صراع داخلي لم تعد ايران قادرة على السيطرة عليه وذلك بعد توجيه لوم شديد لبدر الدين بسبب إهماله في إدارة الوحدات التنفيذية 910 برئاسة طلال حمية والوحدة 133 برئاسة محمد عطايا المسؤول عن العمليات في المناطق، غير ان حزب الله لم يملك القدرة على اتخاذ قرار بتغييره، لان القرار بيد قاسم سليماني. الصراع داخل الحزب كما تشير المعلومات كان أحد اطرافه الرئيسة مصطفى بدر الدين، حيث بات بدر الدين يقود تيارا داخل الحزب يطالب بإقصاء نصر الله وفصل كامل لوحدة العمليات الخارجية عن القرار القيادي في الحزب، طالما ان التنسيق فيها يتم عبر استخبارات الحرس الثوري الايراني، الامر الذي دفع بنصر الله لارسال رسائل تهديد له تطالبه بالالتزام بموقف الحزب وضوابطه الداخلية، ولكن الانكشاف الامني لقوات المازندران الايرانية، دفع بالايرانيين ايضا للقيام بعملية مسح أمنية، أظهرت أن هناك خرقا أمنيا أدى الى تقديم معلومات دقيقة حول مركز قيادة قوة النخبة التي كانت تستعد لدخول خان طومان، غير ان جيش الفتح بادرها بالقصف مما ادى في البداية الى مقتل خمسة اشخاص، وتلاها عقب ثلاثة ايام 13 شخصا من المستشارين الايرانيين و3 من قيادات النخبة، وتم ذلك عبر اختراق أمني لجنود سوريين وايرانيين تربط بعضهم علاقة خاصة بمجاهدي خلق الايرانية، حيث اعطى هؤلاء الجنود معلومات حول خطة قوات النخبة، وايضا معلومات حول شخصيات مهمة في حزب الله، ذكر فيها أنهم يترددون بشكل متقطع على أحد البيوت السورية في احياء دمشق، وانهم يتنقلون تحت الحراسة المشددة. التخلص من الأعباء هذه الاختراقات بحسب أحد المقربين من قيادة حزب الله، قال إنها تسريبات للجهاز الامني للحزب، لتساعد في تصفية مصطفى بدر الدين، حيث ساهمت معلومات حزب الله في الوصول الى الهدف، بعد ان حصلت جهات استخبارية من خلال معلومة حزب الله عن نقاط تواجد بدر الدين في البيوت التي يتردد عليها، وبعض هذه البيوت تعود ملكيتها لحزب الله، وان القائمين فيها، يعملون لصالح الحزب في ايواء المطاردين، حيث يحذر على افراد الحزب الاقامة في الفنادق وارتياد الاماكن العامة، لكن اللافت للانتباه مسارعة نصر الله بالاعراض عن توجيه اتهاماته لتل ابيب هذه المرة، وتأكيده أن مقتل بدر الدين تم بتفاهم استخباري روسي امريكي، مبعدا بذلك ما يشاع في الاوساط الشيعية المقربة من الحزب، بأن بدر الدين تمت تصفيته داخليا بأمر من نصر الله ولعدة اعتبارات، اولها انه مطلوب دوليا في قضية الحريري، وفي قضايا ارهابية دولية، وانه اصبح يؤثر على وحدة قرار الحزب، ويستأثر بمجموعة من العلاقات والامكانات المالية، ويشرف على وحدة تجارة المخدرات والسلاح، مما جعله يسير باتجاه مخالف لتوجهات قيادة الحزب، كما ان الايرانيين شعروا بأن ما حدث لقوات النخبة ومستشاري الحرس الثوري يمثل ضربة قوية وقاصمة لجهودهم في سوريا. حسن نصر الله ظهر في خطاباته الاخيرة مهزوزا ويعيش حالة أزمة داخلية بادية عليه، يقودها العائدون من الجبهة السورية، وعوائل من قتلوا، وعوائل المفقودين، وعوائل من فقدوا في اليمن، حيث كان لمقتلهم في اليمن ضربة قاصمة لمصداقية الحزب، حيث كان الحزب يؤكد لهم أنهم يقاتلون في سوريا، ويعمل على تخديرهم بتقديم المكافآت الشهرية لهم، لكنهم فوجؤا بأن ابناءهم قتلوا في اليمن وليس في سوريا كما يدعي الحزب. حزب الله في اتهامه ضمنا لامريكا بقتل بدر الدين، جاء اتهامه لكونه مدرجا على اللوائح الارهابية في الولايات المتحدة، فقد تم وضعه على لوائح الارهابيين في 21 /‏7 /‏2015، لكونه قائد قوات حزب الله في سوريا، وانه عضو رئيس في قيادة العمليات المشتركة التي يحضرها بشار الاسد وقاسم سليماني وبعض المستشارين، وان الاجهزة الاستخباراتية ذات النفوذ في سوريا اليوم، هم امريكا واسرائيل وروسيا، وان اية عملية بهذا الحجم، لن تتم دون موافقة او معرفة هذه الجهات الثلاث، الا ان هذه المعلومات ظلت شاخصة امام حقيقة وجود صراع داخلي، لدرجة ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، زار بيروت سرا والتقى حسن نصر الله، وايضا التقى مصطفى بدر الدين في دمشق، حيث طلب الصدر من نصر الله ايفاد مصطفى بدر الدين الى العراق ليصبح مشرفا على التخطيط والعمليات لدى قوات الصدر، وقد تكون هذه المعلومة تبدو واحدة من الاسباب التي ساهمت في الخلاص من مصطفى بدر الدين مبكرا. دور لصالح ايران والملفت للاهتمام، ان جياندومينيكو بيكو المفاوض السابق للامم المتحدة، والذي اشرف على اطلاق سراح الرهائن الغربيين في بيروت في الثمانينيات، يقول في كتابه man with out gun انه وفي ذروة مفاوضاته مع حزب الله لاطلاق سراح الرهائن، انه ولكي ينجح في مهمته اضطر لاعطاء انطباع بدور ايراني ايجابي في تسهيل مهمة اطلاق المخطوفين، بينما طالب مصطفى بدر الدين الذي اجتمع به بنشر وثيقة للامم المتحدة تدعي أن العراق هو الذي هاجم ايران عام 1980 وليست ايران، مبررا ذلك بأن الهدف الايراني من اصدار هكذا وثيقة هو اقناع الشارع الايراني بأن الحرب فرضت عليهم ولم تكن قرارا ايرانيا، حيث تتناقض هذه الوثيقة مع مطالبات ومذكرات عراقية مرفوعة للامم المتحدة منذ عام 1979 مع بداية الثورة الايرانية. القرار بالتصفية يؤكد الخبير ديمرسلولا راني أحد خبراء التنظيمات الارهابية، بالقول ان المافيات الدولية عادة اذا ما اختلفت مصالحهم، يصدر عنها قرار بتصفية الخصوم، وذلك لبقاء السرية وعدم الانشطار، ولبقاء العمل على وتيرته الخاصة، ويضيف ان الاحزاب التي تدمج بين فكرة المافيا والحركات الارهابية والقيادة السياسية سرعان ما يصيبها العطب، ويكون اما بسبب المال او المكانة والسلطة، حيث تبدأ هذه الاحزاب والتنظيمات، بتقريب المقربين على اعتبار انهم الاكثر نقاء والتزاما، لكنهم يستغلون هذه الحالة ليبحثوا عن مكان في القيادة ليس لهم، وقد تدفعهم المنافسة لتصديق انفسهم بأنهم الاكثر قدرة على ادارة القنوات السرية والعلنية معا، غير ان ثمة قرارا من قاسم سليماني يقضي بفصل المسارات السرية والميدانية عن المسار السياسي والدبلوماسي، فالمسار السري يحتاج للصمت والاختفاء، والمسار السياسي يحتاج الى العلانية والبروز والظهور والتعبئة، ولهذا كانت تعليماته بألا يكون في القيادة اشخاص من عائلة واحدة، والا يطمح رجل الميدان لممارسة دور سياسي، ففي حفلة القتل الاخيرة في حلب اكتشف سليماني ان من بين القتلى 5 اشخاص من عائلة ايرانية واحدة، دخلوا بوثائق افغانية مزورة، وعندما نقلت جثثهم الى ايران أحدثوا حالة من الفوضى والاحتجاج في تلك المنطقة، كما اصدر تعليمات بمنع اجتماع أكثر من ثلاثة قياديين في ميدان واحد، وذلك بعد مقتل الجنرال الإيراني شافي الشافعي وثلاثة قياديين آخرين في مركز واحد، ترشح المعارضة السورية ان يكون مصطفى بدر الدين واحدا منهم.