عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، قول رددناه وحرصنا ان تكون كرامتنا شعارا لتفوقنا وكسبنا العلمي، وان لا نهين وان لا نهان، وان يكون شعارنا في الامتحان التميز في التعامل والاهتمام، نعم التعامل بين كل الفئات التي تعمل بكل جهد وحب وإتقان لقطف ثمار عام بذل فيه الجميع من طلبة ومعلمين الكثير من الحرص والتفاني للكسب والتحصيل.
ولكن ما يلاحظه الجميع عند اقتراب فترة الامتحانات يشتد التوتر والقلق والعصبية، وعدم تقبل ما حولنا يرتبط بهذه الفترة بما فيها من معلمين وكتب وزملاء. وهنا هل يحق لنا السؤال: لماذا البيوت تعلن حالة الطوارئ والتخويف والتهديد في حال الإخفاق، مما يزيد حالة التوتر وعدم التركيز في قاعات الامتحان؟. الجميع في حالة قلق وتشتت من طريقة مراقبة وتهديد بعض المراقبين. الإجهاد وعدم النوم والأكل يشتت المعلومة بل يضيعها لدرجة ان الطالب يعرف المادة ولكن لا يستطيع الاجابة.
ان حالة التضارب النفسي ولدت شحنا وتحديا لدى بعض الطلبة الى ان وصلت درجة الاعتداء الجسدي وتدمير الممتلكات للمدرسين.. وهذا التصادم والعنف الذي يبلغ ذروته في هذه الفترة يجب ان يقف عنده الجميع لإيجاد حلول، بدءا من المنزل والتعامل مع الطلبة ووضع الاسئلة ونشر التقارب بين كل الأطراف، والنظر في أوقات وزمن الامتحان وتغيير أسلوب الملاحظين في القاعات.
لماذا لا نعد للطلبة وجبة إفطار مبسطة عند وصولهم لأهمية تلك الوجبة؟.. ولماذا لا توجد شاشات مراقبة موزعة بطريقة لا تشتت تركيزهم..؟
لماذا لا نعمل دورات خاصة في كيفية وضع الاسئلة وعملية التصحيح؛ لأن كثيرا من المعلمين يضع اسئلة تعجيزية مبهمة تضيع جهد المعلم والطالب..؟ لماذ لا نختصر المواد ونخففها بأن يعمل بين كل مجموعة فترة للمناقشة وإيضاح ما يصعب عليهم..؟ ان الجميع بحاجة للتشويق والثقة في التعامل لنصل لحب يربطنا واحترام يحافظ علي كرامتنا. إن الجميع بحاجة ان يكون بينهم جسر من المودة من بداية العام، لأن الرواسب التي في نفوس بعض الطلبة ليست وليدة لحظة، والشد والإجهاد الذي يعيشه المعلم له تراكمات من ضغوط العمل وعدم تميزه عن غيره.
فهذا المربي يبحث عن ذاته في جو يتمنى ان يعكس صورة الاسرة التعليمية التي هي المحور الأساسي في كل مجتمع، فهل نرى صورا في الأعوام القادمة والامتحانات القادمة تعكس جمال التحصيل وفرحة قطف الحصاد..؟ نحن بحاجة لإنشاء قسم في كل إدارة تعليم يتقبل اقتراحات وشكاوى الطلبة والطالبات؟ وان نعمل استبيانا مرتين في العام للطلبة والمعلمين، نشاركهم في وضع الاسئلة ونعرف كيف يفكر وبماذا يطمح وكيف نجعل فترة الامتحانات من اجمل الأيام في كل عام، ونحرص ان لا يتطور العنف والتكسير والتخريب ونحب ما حولنا من كتب وممتلكات ونتعامل بكل احترام ممن يعمل جاهدا لإيصال المعلومة.
ان ما يرصد للتعليم في بلادنا يجب ان يحقق كل أحلامنا وينهي كل احتقان في نفوس طلابنا فهل نسأل الطالب ماذا تريد؟ هل نسمع صوته؟.. ونشكل لجانا وظيفتها زرع الثقة والحب بين كل الأطراف ببرامج ودورات ورحلات قبل الامتحانات..؟ ان الجميع بحاجة للراحة النفسية في كل مكان وكل وقت من أجل العطاء المبدع والنجاح والتفوق، والجميع فيه بذرة خير فلنسقها بكل اخلاص من اجل وطن نتمنى رفعته وعزه.