سأكتب في مقالي هذا عن رجل بفقده فقدت الزلفي علما من أعلامها وركنا من أركانها، عن رجل الكرم الخالد والخلق السامي والصفات النبيلة:
أبا عبدالرحمن أحمد العبدالرحمن العمار
حروفي تتلعثم عندما أكتب عن جنابه، ما زلت أتذكر مواقف جمعتني به دالة على إخلاصه وصلة رحمه وحفاظه على نوافله فضلا عن فرائضه.
أذكر عندما كنت صغيرا جالسا معه على سفرة طعام قال لي: يا ولدي خالد والله لنسألن عن هذا النعيم لا تفرط في النعمة وأنا ابوك.
بالليل تسمع له أنينا لا يمل سماعه قياما لليل وقراءة للقرآن، يذهب لأقاربه ورحمه فيزورهم ويسلم عليهم حتى لو لم يبادروه..!
ليلة الاثنين، آلمنا خبر وفاته بعد توقف نبضات قلبه لتعلن رحيله عن هذه الدنيا لمنازل الأبرار والصديقين والشهداء الصالحين، ونرجو ذلك من رب كريم يحسن ضيافة عباده المتقين.
جموع المصلين والمعزين في المقبرة جعلتني أتأمل وأتفكر ماذا ترك الفقيد في حياته فإذا بإجابة حاضرة: إنها الطاعة ومكارم الأخلاق وحسن الصلة والبر.
قبلت جبينه الطاهر الزاكي ففاح منه شذى الطاعة وفي وجهه نور العبادة والحمد لله.
عانى الفقيد قبل موته أوجاعا تحمل أوجاعها واحتسبها عند ربه ولم يكن يظهرها لنا خوف ان يوجعنا ما يوجعه،
لا نقول إلا كما قال أشرف الخلق عندما فقد ابنه الحبيب: ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك لمحزونون.
إلى جنات الخلد والدي الذي كان مدرسة لي في حياتي.