DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غلاف الكتاب

كيف يُغسل دماغ الإرهابي؟.. و«صناعة الإرهابي الداخلي»

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
أخبار متعلقة
 
إعداد وترجمة - بندر الحربي الدكتور بيتر أولسون طبيب ومحلل نفسي، كاتب متخصص في شؤون العنف والإرهاب، وعضو الأكاديمية الأمريكية للتحليل النفسي والجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، تناول في كتابه «صناعة الإرهابي الداخلي» (2014) العوامل التي تؤدي إلى أن يتحول بعض الأفراد إلى إرهابيين، من خلال عرض نماذج لعدد منهم، وقدَّم دراسة مفصَّلة عن حياتهم والديناميكا النفسية لهم، وأبرز أسباب التطرف بين الشباب في فترات حياتهم الفاصلة غير المستقرة. إنَّ الإرهاب فعل عنيف، أو تهديد ضد أشخاص مدنيين بهدف الانتقام، أو التخويف، أو التأثير، أو الترويع، وهو اعتداء على الأفراد والجماعات يَستخدم التخويف والترهيب كأدوات سياسية قوية، ويهدف في القيام بالعمل الإرهابي أو التلويح به؛ لتهديد المجتمع، والسلطة السياسية، والاقتصاد، والسلم أو العلاقات الدولية. ومما يجعل هذا العمل مروعًا أنه مفاجئ، وغير متوقع، ويسبب ضررًا إستراتيجيًّا في نطاقه العملي، وألما ينتج عنه ضحايا. ولقد وفرت وسائل الإعلام الحديثة، ولا سيما التلفزيون مسرحًا فريدًا عالميًّا لأداء الدراما النفسية، ذا أثر تواصلي واسع من الصور المرئية المخيفة، ومنصة دعائية قوية للأحداث الإرهابية. الإعلام باعتباره مبعوث الإرهابيين! كتب مارشال ماكلوهان [صاحب نظريات في وسائل الاتصال الجماهيري] في عام 1964، عن وسائل الإعلام، فيما يدل على بُعد نظره وحسِّه التنبئي الذكي، قائلًا: "في مثل ثقافتنا، التي اعتادت منذ القدم على فصْل وتقسيم الأشياء كوسيلة للسيطرة، قد تُصدَم أحيانًا عندما تتذكر أنه في الواقع العملي، الوسيلة هي الرسالة". وبعبارة أخرى، فإنَّ وسائل الإعلام من التلفزيون، والإنترنت، والبريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي هي امتداد لأنفسنا، حيث تشكل وسائل الإعلام الفورية الحديثة في جميع أنحاء العالم مرآة بصرية ضخمة بأبعاد متعددة وشاشة محتملة للإرهابي وأفعاله. وبطريقة متناقضة ومحيرة، توفِّر وسائل الإعلام مسرحًا عالميًّا لأداء الدراما النفسية للإرهابيين. وإذا كان رجال الأعمال يدفعون ثمنًا نظير الدعاية التلفزيونية، فإنَّ الإرهابيين يحصلون عليها مجانًا. لقد أسهم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في جعل الإرهاب حدثًا مثيرًا وموحشًا، ومع أنَّ العديد من الإرهابيين المنتمين لبعض الجماعات الدينية المتشددة، والمحليين الغربيين يحتقرون وينتقدون الطبيعة الشريرة للتكنولوجيا الحديثة الغربية على وجه الخصوص، إلا أنهم وبتناقض ونفاق، يستفيدون منها ويستخدمون الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة بمهارة. التأثير النفسي المُوحَش للحدث الإرهابي المتلفز أجمع شهود عيان في حادث تفجير برجيْ مركز التجارة العالمي على وصفه بعبارات تبين غرابته مثل: "لقد كان حدثًا سرياليًا!" أو "بدا الأمر وكأنه أحد أفلام هوليوود المرعبة". في الواقع، يستغل المخرجون الناجحون أو كُتاب أدب الرعب في أعمالهم هذه التجربة "المُوحشة" نفسها التي يخطط لها الإرهابيون أيضًا. يجب على كتاب سيناريو أفلام الرعب أنْ يقرأوا ورقة فرويد العلمية "المُوحَش" (1919) والتي لم تحظَ بصيت واسع. كذلك تظهر في أعمال ستيفن كينغ الروائية هذه المفاهيم. إنَّ التأثير العفوي أو المقصود للعمل الإرهابي يعتمد على ميلنا الإنساني تحت تأثير لحظة الصدمة في العودة إلى التفكير السحري، الأبيض/والأسود، الخرافي، أو الفطري. إنَّ تأثير الصدمة العابرة على جهازنا العصبي وعقولنا يجعلنا أكثر ضعفًا وتقبُّلا للقلق والخوف. ولقد أثير نقاش واسع عن القوة النفسية والروحية للتلفزيون والإنترنت (اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي)، حيث يمكن تحقيق البرامج الإعلامية الجيدة، أو يمكن عرض الجريمة، والتلاعب الاجتماعي السياسي الخبيث؛ ومشاهدة أعمال الشر المستطير ممكنة على الإنترنت مثل قطع الرؤوس. النسيج النفسي للإرهابي الداخلي وجماعته وصَف فرويد زعيم الجماعة أو الغوغاء باعتباره زعيمًا مثاليًّا، وبطلًا أسطوريًّا يرمز لمِثالِيَّة الأب الأوديبي، يعكس الشعور العتيق الصاخب من تقارب الحشود، وخلص إلى أنَّ هذا يؤدي إلى إسقاطهم الجمعي لمثاليتهم الذاتية على الزعيم؛ وهذا الانكفاء الجماعي يؤدي إلى تدني نضج ضميرهم وذكائهم الجماعي. قال فرويد: إنَّ أعضاء الجماعة في حاجة إلى الشعور بأنهم متساوون ومحبوبون من قِبل القائد، في حين يعتقد القائد نفسه أنه لا يحتاج إلى أحد؛ فالزعيم ذو الشخصية المؤثرة، محبٌّ لذاته، ويشعر بالثقة والاستقلال. تُستمد الجوانب التهديدية في رسائل زعماء الإرهابيين من صورة الأب الصارم، قال فرويد: إنَّ المنوم المغناطيسي يعتمد مع تابعه على إثارة غريزة خضوع الطفل لطاعة والديه والخوف من الأب خصوصًا؛ فيشعر هذا التابع بأنه سلبيّ سَهلُ الانقياد، ويجب عليه تسليم إرادته، أو سيكون في خطر. يعتقد فرويد أن التابع يصبح وكأنه عضو وحيد في حشد بدائي، يبحث عن الأمان في وجه الأب القائد. إنَّ أفضل مندوبي المبيعات هم أولئك الذين يجعلون العملاء يبحثون عنهم لشراء منتجاتهم أو خدماتهم. وإنَّ الجماعة الإرهابية المجندة وأتباعها لديهم العديد من تقنيات البيع المثيرة، إنهم غاسلو أدمغة، فمع اكتساب الإنترنت شعبية، أصبح "محورًا" لتجنيد الإرهابيين الجدد. يستخدم المحرضون ذوو الشخصية المؤثرة الخطبَ النارية في أماكن العبادة أو الإنترنت لجذب الشباب "في الفترات الفاصلة" أيْ في الفترات الفاصلة بين الالتحاق بالوظائف، وبين مراحل الدراسة، أو بين العلاقات الاجتماعية المستقرة، أو بشكل عام بين مرحلة الشباب ومرحلة النضج، وبعض الشباب المنعزلين، الساخطين، أو المتمردين يبحثون عن المواقع الجهادية في الإنترنت (التطرف الذاتي)، ويستمرون في مشاهدتها ساعة بعد ساعة فتصبح تنويمًا مغناطيسيًّا ذاتيًّا تؤدي به للعمل العنيف. زعماء الجماعات الإرهابية والمسالمة خلال مراحل التغييرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة وضغوطها، تبحث الجماعات التي تشعر بالخوف عن المثاليات التي يروج لها الزعماء الاستغلاليون. معظم الأحلام المثالية تظهر من باطن الأعماق النفسية؛ فالحقد الذاتي والجماعات النرجسية عندما تندمج مع عقلية متعصبة، فإنها تنشر المآسي والدمار. إن الجماعات الدينية المسالمة تضع العبادة وخدمة المجتمع على رأس أولوياتها، ويشارك القادة الروحيون القيادة مع أعضاء الجماعة. الجماعة الدينية المسالمة بطبيعتها تقدم الدعم الإيجابي المحب مدى الحياة للناس وأسرهم، وتعزز مبادئ الاحترام والقداسة، والإخلاص، وتحتضن المشاريع التي تسهم في تحسين المجتمع ككل؛ وليس بهدف إشباع نرجسية جماعتهم أو زعيمهم. ويعد هذا الإيثار دليلًا على السمو الروحي لديهم. والأموال تنفق في بناء المشاريع التي تساعد المجتمع الأكبر أو الوطن، كما تسهم في بث روح القداسة والفرح والجمال، والتأمل والعبادة. أما الجماعات الإرهابية الاستغلالية المدمرة فهي تركز نسبة كبيرة من جهودها على تجنيد أعضاء جدد، والسيطرة على حياتهم الروحية والمالية والاجتماعية والأسرية، وكذلك الطبيعة الجنسية أو العدوانية لأعضائها. هذه الجماعات تكون بمعزل عن المجتمع والثقافة الأوسع، وهي تسعى بنشاط لتنفير أعضائها من التأثيرات المحتملة في الأسرة الحديثة السليمة والمجتمعات المحلية. في الواقع، غالبًا ما تصف الجماعة الإرهابية العضو الجديد بأنه صار ضمن أسرة "متفوقة/ مقدرة، ويصبح زعيم الجماعات الإرهابية أبًا أو رمزًا أو دليلًا مقدراً، يقوم تجنيد الأعضاء الجدد من أجل جمع الأموال وهذا يعد أولوية قصوى لزعمائهم. بيتر أولسون