من كروم قصائدها
أشتهي أن أغني لها
أن أغني لها أغاني الشجر
بين عينيكِ عُشِّي، ونَعْشي
آذارُ أصيلة.. تعصف بها الرياح
علميني حياةً تكون عميقة..
...
وأعرف أنّي جدير بقلب أصيلة
بالورد في روحها الأطلسية
بالنار في دمها
وما يتلألأ في ثوبها
وأزقتها
ومفاتنها
فأنا محض طفل
على صدرها
هذه مقاطع مُخْتارة من نصوص كتبها الشاعر الفلسطيني عمر شبانة ونشرتها مجلة القافلة في عددها الأخير (مايو/يونيو 2015م). أصيلة المغربية.. منذ أكثر من عشرين عاما يتردد اسمها ومهرجانها في الأسماع والذاكرة، ويتجه إلى حلم بعيد قد لا يصل إليه حتى من يقترب منه.
فأصيلة المدينة تمتد لعمق تاريخي يربو على ألفي سنة وكان اسمها (أزيلا)، والتعريف بها تاريخيا وجغرافيا وثقافيا يملأ سطور مواقع البحث الإلكتروني والورقي لمن رامَ ذلك، ولا ابالغ إذا قلت إن (لها من اسمها نصيب).. بعد أن تصفحت سطورها التعريفية. فهي أصْلِيّة.. أصِيْلة!
لكن مدينة أصيلة ارتبطت في ذهن المواطن العربي المشغول بالفن والحرف والكلمة بصورتين عميقتين هما جمالها السياحي الساحر كشأن أغلب المدن المغربية، ومهرجانها الثقافي ذو السمعة الحسنة والأنشطة المختلفة، وبخاصة مناشطها السينمائية والتشكيلية.
وبالطبع وراء ذلك المهرجان.. مؤسس منتداها معالي الوزير المثقف الأستاذ محمد بن عيسى.. وزير الخارجية السابق للمملكة المغربية الشقيقة (والأخوة في المغرب يكتبونها..بنعيسى)
ففي هذا العام 2015م.. تكتب أصيلة الرقم 37 على لوحة تاريخ موسمها الثقافي، وترفع موضوعا معاصرا ومصيريا وهاما لندوتها الفكرية عنوانه: (العرب: أن نكون أو لا نكون) ويطرح هذا العنوان دراسة وتحليل الأوضاع التي آلت إليها الشعوب العربية في خضم المعضلات الداخلية والخارجية وما ينذر كيانات دولها بالتفكك والحروب وشعوبها بالتشرد مما قد يهدد الوجود العربي برمته.. بحسب ما توصلت له لجان الندوة.
وقد جاء في العرض التوضيحي للندوة التي سيناقشُ محاورَها المشاركون أن: ((هناك انطباعا عاما لدى الباحثين ورجال السياسة، والإعلاميين وصناع الرأي، بأن العرب لم يعرفوا وضعية على هذه الدرجة من الحدة من الاضطراب والخوف والقلق، منذ الاستقلالات الوطنية.
فلقد استتبع الانتصار النوعي للمجموعة العربية بعد حرب 1973تدهور متلاحق وسريع.
بعد ذلك، جاء الربيع العربي مبشرًا بعهد جديد قوامه الكرامة والحرية والعدالة. لكن النتيجة كانت مخيبة إذ لم تؤد إلا إلى تثبيت تناسل نموذج الدولة الفاشلة، وعودة القبضة المتحكمة، وأصبح الأمن والاستقرار على رأس مطالب المواطن العربي..)).
وجاء فيها ايضا..: ((أن سوط الخطر الذي كان يتهدد المنطقة العربية في الظرف الراهن اختلف في ماهيته وواقعه عما واجهته الأمة العربية من اخطار استعمارية في الماضي. فقد وَحّدَ الخطر الخارجي في السابق الشعوب العربية وقَوّى صفوفها. أما اليوم فإن الصراعَ داخليٌّ يساهم في إضعاف البُنى المجتمعية. ويُوَلِّد المآسي الإنسانية والنزاعات العبثية ما أصبح يهدد كيانات الدول، ويشرد ملايين اللاجئين في كل مكان. فصار العرب – وحالتهم هذه - يتساءلون بيأس وقلق عن حاضرهم ومستقبلهم: ((هل نكون أو لا نكون؟")).
وقد تكون في ذلك نظرة رمادية تشاؤمية بنسبة ما.. لكن الأمل يبقى تلك المادة السحرية التي تنعش روح الأمة كلما داهمها خطر ما.
يشارك في هذه الندوة التاريخية الفريدة عدد كبير من المفكرين العرب والعالميين.
معزوفة للمغرب.. ولأصيلة:
جِئْنا لِنَعْزفَ للآفاق أغْنِيَةً
تَنْسابُ في الرّوح.. كالأمْطار في الشَّجَر
جِئنا سِراعا، وطارَ الشّوق يَسْبِقنا
لـ(مَغْرب) الحُبّ، مُشْتاقِينَ.. للقَمَر هُمُ الأحِبّة ُ، كَمْ نَهْفُو لِقُربِهُمُ
هُمُ الرّصِيدُ الذي يَنْمُو مع العُمُر**
شاعر وكاتب سعودي، عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، والمدير الإداري
من قصيدة: كيميائية الحب والشعر لكاتب المقال