خريجو الثانوية من طلاب وطالبات، يعيشون هذه الأيام في دوامة مررنا بها جميعاً، ولذلك أتمنى منهم أن يحرصوا على التخصصات التي تتوافق مع ميولهم وقدراتهم وفيها فرص مستقبلية جيدة، فالجامعة هي مرحلة البناء الحقيقية، وما بعدها يعتمد عليها، ولذلك أتمنى منهم أن يحذروا من:
• (طب وإلا هندسة) هذا الشعار الشهير والتاريخي، والخاص بالخريجين بنسب عالية، فما إن يتخرج المتفوق والمتفوقة حتى تبدأ هذه العبارة تتردد على أذنيه (ما لك إلا طب أو هندسة) بلا مراعاة لميوله ولا لقدراته! والمشكلة أن هناك قيادات جامعية تدعم هذه الفكرة، فالبلد برأيهم لا يحتاج إلا لهذه التخصصات، والمشكلة الأكبر أن الضحية الأكبر سيكون الطالب عندما يبدأ بعد السنة الأولى موسم الهجرة الجماعية من كليات الطب والهندسة إلى الكليات الأخرى!
• الاعتماد الكامل على درجة الثانوية العامة وبناء الاختيار وفقها، فالثانوية مختلفة عن الجامعة، ودرجتها في هذا الوقت تشكل النصف من النسبة الموزونة، ولذلك فلا يجب أن تكون المقياس الوحيد للقدرات!
- (الموت مع الجماعة رحمة) حسب هذه القاعدة يتم اختيار التخصص وفق رغبة زملاء الثانوية من باب الوفاء وحتى لا يتفرق، وفي الغالب يكون التخصص المشترك وفق رأي الزعيم الأقوى في طرح رأيه!
• الانسياق وراء النصائح التي تنهمر على رأسك هذه الأيام، والمشكلة أنه لا يتحدث في الغالب إلا الفاشلون، فالمعلم الضعيف ينصحك بألا تدخل كلية التربية لأن المعلم سيظل طوال حياته معلماً، والعسكري الفاشل سيقول لك: اهرب من العسكرية! لأنك لن ترى أهلك وسيتسلط عليك الضباط الكبار، وسيهلكونك في الأربعين يوماً الأولى! وموظف الشركة الفاشل سيصدّع رأسك بكمية العمل الكبيرة وعدم تقدير الموظف السعودي، استمع لنفسك أولاً وللناجحين ثانياً ولا تترك الاستخارة!
• التفكير في الوجاهة الاجتماعية والمرتبات الكبيرة فقط في التخصص الذي ستتوجه إليه، فليست هذه الأمور هي وحدها الدافع لاختيار التخصص، ومن ثم العيش طوال حياتك في وظيفة لا تحبها!
• تصديق كل من يعرض خدماته، فهناك من يسعى لكسب المعروف على حسابك وحساب والدك، حتى ولو لم تكن له علاقة إلا بعديل المسؤول عن التسجيل!
كان الله بعونك عزيزي/ عزيزتي فقلوبنا معكم والخيار الأول والأخير لكم، وكل ما نجح فيه غيركم لن تعجزوا عن النجاح فيه!