منذ أن تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئاسة الهيئة، ومنذ أول يوم عمل له، قام بتأسيس أرضية صلْبة لانطلاقته بعزيمة وحزم وعزم وضع إستراتيجيات علمية موثّقة وتوقيع شراكات تعاونية هادفة مع كافة الوزارات والمؤسسات الخاصة والعامة، رافق ذلك من قبل سموه شخصياً جولات ميدانية لكل قطعة وشبر لمملكة شاسعة واسعة الأطراف ليكتشف كنوزاً سياحية من ذهب ولآلئ وطبيعة خلّابة وبحارا صافية وتاريخا إسلاميا عريقا، وكان يردد بألم وأسى بأن مواطني الوطن لم يتعرّفوا أو يكتشفوا تلك الثروات الثمينة! من هنا، وبعمق تفكير سموه بأنه حان الوقت لأن يتعرف المواطن على وطنه، وبرؤيته الثاقبة ومن أجل أن يبدأ بداية تؤْتي ثمارها أن خير من سيحمل هذه الرسالة هم شباب الوطن من الجنسين ببرنامج هادف بإطلاق برنامج (عيش السعودية)! بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والشركات الوطنية، وفي مقدمتها وزارة التعليم. وكانت قبل عدّة أيام وأن يتمّ من خلال احتفال طلابي من داخل إحدى المدارس بحضور طلّابها. فكان الاختيار الموفق مدرسة الشيخ محمد بن إبراهيم في حي الشفا بالرياض، وأن يتمّ توقيع اتفاقية شراكة مع وزارة التعليم مع الهيئة في البرنامج وقعها سموه ومعالي وزير التعليم، وقال سموه بحضور معالي الوزير، وأساتذة وطلاب المدرسة (أهديكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أبلغته عن هذا البرنامج وما يتضمنه من رحلات تجوب بالطلبة والطالبات أرجاء الوطن، وكان سعيدا بانطلاق هذا البرنامج، وأكد، حفظه الله، على أن أهّم ما في الوطن هذا الجيل القادم الذي لابد أن يعرف بلاده كما يجب، لا أنْ يعْرفها من حيث التنمية فقط، ولكن أيضا يعرف تاريخها ومكانتها الحضارية والتاريخية والإنسانية، وهذا لا يترسخ في ذهن الطالب إلا بالرحلات والمشاهدة) ونتطّلع، إن شاء الله قريباً، أن يقابل سيدي خادم الحرمين الشريفين مجموعة من الطلبة بمعية أخي وزير التعليم الذي يشارككم في هذه البرامج». وأكد سموه أن رسالة البرنامج لا تكتمل حتى يضع المواطن وطنه في قلبه، ويفعّل ما يقرأ في الكتب على أرض الواقع، مشيراً إلى ضرورة أن يسافر المواطن إلى أرجاء الوطن، ويعيش فعلاً وطنه ويستوعب هذه التجربة، ويقابل المواطنين في المناطق، ويستمتع بقصص الأماكن، ويتعرف على القيم التي كونت هذا الوطن، وليست فقط المصانع والطرق والمشاريع.
من ناحيته، قال وزير التعليم، إن برنامج ( عيش السعودية )مبادرة وطنية نوعية لتعزيز قيم المواطنة لدى أبنائنا وبناتنا، وتعريفهم بثقافات مجتمعه، ونحن اليوم ملزمون جميعاً أن نؤدي هذه الروح، ولا أقول روح الوطنية، ولكن أقول روح المواطنة أيضاً، فكيف لا تكون مواطناً صالحاً وأنت تنتمي لبلاد الحرمين الشريفين وكيف لا تكون مواطناً مميزاً وأنت تنتمي لهذه البلاد التي اجتمع شملها بعد شتات، وكيف لا تكون مواطناً مخلصاً وقد عمل أجدادك وأجداد أجدادك وكابدوا صعوبات هذه الحياة حتى يهيئوا لنا وللأجيال القادمة هذه الحياة الرغيدة الكريمة، وهذه الدولة، الحمد لله، الآمنة المطمئنة المتماسكة، إن شاء الله، دائماً.
حقيقة إن برنامج (عيش السعودية) يمثل برنامجا وطنيا هاما يجول بالنشء في مناطق المملكة والمواقع التي انطلقت منها الوحدة الوطنية، ليتعرفوا على تراث وطنهم ومعالمه التاريخية والحضارية والسياحية، وليتعايشوا مع هذه المواقع ويتفاعلوا معها لا أن يقرأوا عنها في الكتب فقط، وليعيشوا بلادهم لا أن يسكنوا فيها وحسب، وليكّونوا من خلال هذه الرحلات ذكريات جميلة مرتبطة بمواقع بلادهم، ويستهدف البرنامج في مرحلته الأولى تمكين مليون طالب من زيارة مواقع في أرجاء الوطن لتعزيز الانتماء لوطنهم، والاعتزاز بتاريخه ومكوناته وأهله واستشعار منجزاته التنموية والإنسانية. وليعرفوا أن وطننا لم ينشأ صدفة، ولم يبن فجأة، وأن أجدادنا وآباءنا آمنوا برسالة الوحدة الوطنية، وأنها حتمية لبقائهم، وحملوا راية أعظم دين شهدته البشرية، فأضاءوا بعلمهم أصقاع المعمورة، فأي فخر يوازي هذا! وأي مجدٍ يضاهي ذلك! وأي وطن يوازي المملكة العربية السعودية. وطن الخير والنّماء والعطاء! . إن رؤية سمو الأمير سلطان بن سلمان الثاقبة لأهمية الشراكة مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة سوف تساهم بشكل مثمر وفعّال لإنْجاح هذا البرنامج ليعيش شباب الوطن في وطنهم وتعزيز قيم المواطنة وأيضا التعريف بثقافات مجتمعهم، إضافة إلى بناء قدراتهم وتنمية المفاهيم الإيجابية لديهم عن التعريف بالتراث الوطني والحضاري للمملكة.
وأخيرا علينا جميعا أن نعيش الوطن ونسبر أغواره ونؤسس في أبنائنا وبناتنا حبّ الوطن (فإنه من الإيمان).