DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هيكلة أرامكو

هيكلة أرامكو

هيكلة أرامكو
أخبار متعلقة
 
في عام ١٩٣٣ميلادي قامت الحكومة السعودية بمنح حق امتياز التنقيب عن النفط لشركة سوكال -كاليفورنيا للزيت او ما يعرف اليوم بشركة شفرون، الا ان الشركة لم تنجح في العثور على النفط في أراضي المملكة مما اضطرها الى بيع نصف حصة الامتياز للتنقيب عن النفط الى شركة تكساكو وكان ذلك عام ١٩٣٦ م وبعد سنتين من هذا التاريخ اي سنة ١٩٣٨ تم العثور على اول موقع يتدفق منه النفط في مدينة الدمام او ما يعرف بالبئر السابع وفي عام ١٩٣٩ قامت الشركة بتصدير اول شحنة زيت وفي عام ١٩٤٤م تم إطلاق اسم جديد على هذه الشركة وهو الشركة العربية الأمريكية للزيت وتختصر باسم ارامكو الأمريكية. وفي عام ١٩٥٠م تم نقل مقر الشركة من نيو يورك الى الظهران وفي نفس العام تم إنجاز خط التبلاين الذي يربط حقول الزيت من المنطقة الشرقية بالسعودية بالبنان على ساحل البحر الأبيض المتوسط ومن هناك يتم شحنه وتوزيعه للأسواق العالمية وفي عام ١٩٧٣م دخلت السعودية شريكا في شركة أرامكو الأمريكية بحصة تقدر ٢٥٪ وسرعان ما قفزت هذه الحصة الى ٦٠٪ في العام الذي يليه وبعد ست سنوات اي عام ١٩٨٠ استطاعت السعودية الحصول على نسبة ١٠٠٪ من شركة أرامكو الامريكية وآلت هذه الشركة العملاقة التي تأسست قبل اكثر من أربعين سنة الى الحكومة السعودية وفي عام ١٩٨٨م تم تعديل اسم شركة أرامكو الأمريكية بمرسوم ملكي الى أرامكو السعودية ويناط بشركة أرامكو كل ما يتعلق بالنفط والغاز ابتداء من التنقيب مرورا بالانتاج والتكرير والتوزيع والشحن والتسويق بمعنى انها تعمل قبل ان يكتشف موقع النفط وحتى تسليمه الى الزبون المستفيد. وتعتبر شركة أرامكو بالنسبة للسعوديين اكبر من كونها شركة تجارية بل هي شريك للوطن والشعب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويعول عليها بعد الله بأنها هي المسؤولة عن نقل المملكة العربية السعودية من دولة نامية الى دولة صناعية لما تمتلكه هذه الشركة من علاقات واستثمارات واموال وخبرات وامتيازات لم تتمتع بها او تمنح لأي شركة سعودية اخرى سواء في داخل الوطن او خارجه. لكن يلاحظ ان الشركة مازالت تعتمد على الشركات الأجنبية في تأسيس كثير من المشاريع النفطية مثل بناء مصافي البترول او حفر ومد خطوط نفط جديدة فلماذا لا تقوم شركة أرامكو بتأسيس شركة أرامكو للمقاولات مثلا وتقوم هذه الشركة ببناء المصافي او حفر وتمديد خطوط الأنابيب ولا أقول انها تنافس المقاول السعودي لكن تقوم بمنافسة الشركات العالمية الرائدة والعاملة بهذا المجال فهناك تقنية في مجال النفط والغاز لا يمكن لأي شركة سعودية اخرى الدخول فيها لضخامة راس المال او التقنية المعقدة او كون عدم وجود شركة في نفس المجال ولذلك فهذا المجال متروك لشركه ارامكو لتأسيس هذه الشركة التي تكون متخصصة لأعمال النفط والغاز والكيماويات كما ان دور شركة ارامكو بالتنقيب والاستخراج والمشاركة وتبادل الخبرات خارج البلاد محدود على العكس من شركات عالمية اخرى. ولو قارنا نشاط شركة ارامكو مع شركة النفط الماليزية (بتروناس) لوجدنا ان هذه الاخيرة. تعمل في اكثر من ٢٠ بلدا خارج ماليزيا ولهذا فقد صنفت صحيفة فاينانشال تايمز شركة بتروناس واحدة من شركات الطاقة الأكثر نفوذا بالعالم لاشك ان ارامكو السعودية هي واحدة من انجح الشركات السعودية لا بل العالمية ولكن للمحافظة على هذا التميز والنجاح كان لابد ان تتطور النظرة المستقبلية لهذه الشركة وان تواكب العصر وان لا تكون راية الشركة في ثمانينيات القرن الماضي هي نفسها في هذا العصر. ان القرار الذي صدر بإعادة هيكلة شركة ارامكو السعودية وفصلها عن وزارة البترول وتشكيل المجلس الأعلى لشركة الزيت العربية السعودية برئاسة ولي ولي العهد يعتبره كثير من الاقتصاديين اشارة لبدء عصر جديد للشركة ومزيد من الاستقلالية ومزيد من الحرية التجارية والاعتماد اكثر على المعايير الاقتصادية، بدلا عن بعض القرارات السياسية التي قد تعيق عمل الشركة. ان المطلوب من شركة ارامكو اليوم ان تكون الرائدة الاولى عالميا في مجال صناعة النفط وتقنياته وان تكون الرقم الاصعب عالميا في هذا المجال وان لا تسمح لأحد سواء شركات او حكومات اجنبية ان يتفوق علينا في هذا المجال او حرماننا من اي تقنية تتعلق بهذه الصناعة.