تولت ليز تراس، زعيمة حزب المحافظين الحاكم، منصب رئيس وزراء بريطانيا خلفًا لبوريس جونسون، وستكون على موعد مع عدد من الملفات والقضايا المحلية والدولية التي تحتاج إلى حلول ناجعة.
يتعين على "تراس" سد ثغرات كبيرة في اقتصاد البلاد، فضلًا عن تنفيذ الوعد بعدم فرض ضرائب جديدة، ومعالجة النزاعات الصناعية، وارتفاع التضخم، وغيرها من التحديات، التي منها:
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
سيتعين على تراس التعامل مع الجوانب العملية لمغادرة الاتحاد الأوروبي مع الوفاء بوعدها بإعادة صياغة الصفقة التي وافق عليها سلفها، بوريس جونسون.
كونها كانت وزيرة للخارجية فإنها تعرف هذه المشاكل جيدًا، لكن الأمر سيتطلب المزيد من الدبلوماسية بعدما أصبحت رئيسة للوزراء.
وتشكو بريطانيا منذ فترة طويلة من فشل المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي وعدت فيه "تراس" بإلغاء جميع قوانين الاتحاد الأوروبي المتبقية التي لا تزال سارية في بريطانيا بحلول عام 2023.
أزمة اللاجئين
تكافح الحكومة البريطانية منذ سنوات لتقليل عدد المهاجرين الذين يعبرون إلى بريطانيا على متن القوارب الصغيرة.
وقال مسؤولون حكوميون إن ما يصل إلى 60 ألف شخص يمكن أن يصلوا بقوارب صغيرة هذا العام، وهو ضعف الرقم القياسي العام الماضي.
لردع تدفق المهاجرين، أعلنت الحكومة في أبريل الماضي عن خطط لإرسال الأشخاص الذين يصلون إلى شواطئها إلى رواندا، حيث سيتم النظر في طلبات لجوئهم، وحُظرت أول رحلة ترحيل مخططة في يونيو بأمر قضائي في اللحظة الأخيرة من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
تتعهد تراس بتمديد السياسة عن طريق إرسال طالبي اللجوء إلى دول أخرى، وهي مصممة على تفعيل السياسة، قائلة إن بريطانيا ستشرع لترك المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إذا استمرت في عرقلة هذه السياسة، لكن إذا حدث ذلك فستنضم بريطانيا إلى بيلاروسيا وروسيا باعتبارهما الدولتين الوحيدتين في أوروبا اللتين لم تشاركا في الاتفاقية.
الحرب الأوكرانية
يعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على شتاء مليء بالألم الاقتصادي لإضعاف عزيمة أوروبا ضد حربه في أوكرانيا.
وتعد بريطانيا واحدة من أكبر موردي المعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث أرسلت ما يقرب من 7000 سلاح مضاد للدبابات ومئات الصواريخ وعربات القتال المدرعة، كما تقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين.
وتعهدت "تراس" بمواصلة دعم بريطانيا العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، سيكون التحدي هو ما سيحدث إذا بدأ الدعم الدولي لأوكرانيا يضعف، وقالت "لن يكون لها حليف أكبر" من بريطانيا إذا تم تعيينها رئيسة للوزراء.
أزمة تكلفة المعيشة
أما التحدي الأكبر هو كيفية مساعدة الناس على التعامل مع أعلى معدل تضخم في أربعة عقود، وارتفاع أسعار الطاقة والتحذيرات من ركود طويل الأمد.
سيقفز متوسط فاتورة الطاقة المنزلية السنوية البالغ 1277 جنيهًا استرلينيًا العام الماضي إلى 3549 جنيهًا ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار العام المقبل.
وقالت "تراس" الشهر الماضي إنها تفضل التخفيضات الضريبية على "المنح" لمساعدة الناس في أزمة غلاء المعيشة، لكن من المتوقع الآن أن تقدم دعمًا أوسع للأسر.
الإضرابات الممتدة
اندلعت إضرابات عديدة هذا العام لعمال النقل والصحفيون والمحامون وعمال القمامة وعمال البريد، في كثير من الحالات، وألقى رؤساء النقابات باللوم على الحكومة لفشلها في تلبية مطالبهم وكسر الجمود.
وسيكون لهذه الإضرابات تأثير واضح على الإنتاجية والنمو الاقتصادي، وهو أمر تعهدت تروس بتحسينه في خطتها الاقتصادية.
