صحوت أمس مشبعاً بالكآبة ومصاباً بالإنفلونزا وفي يدي قائمة من الالتزامات المالية التي لا مهرب من تسديدها، وهذا عدا ما أنا مصاب به من زيادة الوزن التي حار فيها الأطباء ولم تنفع معها قوائم (الريجيم) التي تبدأ بتجنب صفار البيض وتنتهي بأكل خيارة واحدة متبوعة بشاي أخضر. المهم أنني اكتشفت أنني أعيش مع الناس ما يسمى الاثنين الأزرق الذي أسمع به لأول مرة، فما هو هذا الاثنين الأزرق الذي لم تبق وسيلة إعلامية أمس إلا وأشارت إليه.؟!!
كالعادة بحسب مصادر غربية يتم حساب هذا اليوم باستخدام سلسلة من العوامل في صيغة رياضية (ليس بالضرورة أن تكون علمية)، وهذه العوامل هي: الطقس، ومستوى الديون (على وجه التحديد، الفرق بين الدين وقدرتنا على الدفع)، ومقدار المدة المنقضية منذ عيد الميلاد، وكذلك المشاعر العامة ومستويات التحفيز المنخفضة. وتأتي هذه العوامل مجتمعة، كما حدث معي أمس، كالعاصفة في يوم واحد، يعتقد بأنه اليوم الأكثر كآبة في السنة. أما ظهور هذا المصطلح لأول مرة فقد كان في 24 يناير عام 2005، وكان أول من استعمله في ذلك العام هو العالم النفسي الإنجليزي كليف أرنال.
في عام 2018 ووفقا للعملية الحسابية فإن الاثنين الأزرق يوافق 15 يناير، وهو يوم الاثنين الثالث في شهر يناير. ولكي لا تأخذنا تخاريف علماء النفس بعيداً فإن المؤسسات التي تُعنى بالصحة العقلية تشير إلى أن مفهوم «الاثنين الأزرق» لا أساس له في مجال البحث العلمي، حيث إن أولئك الذين يصابون بالاكتئاب، يعلمون أن تلك المشاعر لا تتعلق بتاريخ ما. كل ما هنالك أن الإفلاس يعقب أعياد الميلاد في الغرب ويؤدي إلى الشعور بالاكتئاب سواءً أكان اليوم اثنين أو خميس. ولمحاربة هذا الاكتئاب يمكن البدء بممارسة بعض الأنشطة الرياضية، والاستمتاع ببعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة والقيام بشيء بسيط للتخلص من الشعور باليأس والحزن؛ مثل الذهاب إلي السينما أو فتح حساب للنكت على تويتر.
كل هذا، بالمناسبة، في الغرب وليس لدينا نحن العرب لأن أيامنا كلها زرقاء وكئيبة سلفاً إلى درجة أن كآبة العربي أصبحت من سماته المميزة.!!!