بعد حرب أكتوبر عام 1973م بدأت تتوجه الأنظار أكثر وأكثر إلى منطقة الشرق الأوسط خاصة أن تلك الفترة اتضح فيها أن انتهاء حرب فيتنام كان عامل وقت بغض النظر عن نتائج الحرب. ومع توجه الأنظار إلى حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل والتي لم تستمر طويلا فقد كانت كل الأحاديث والتحاليل العالمية تصب على ما قامت به المملكة خلال الحرب وهو استخدام سلاح النفط بصورة غيرت خريطة العالم في كثير من صوره. وبصورة مختصرة فقد استخدمت المملكة سلاح النفط في سبيل نصرة القضية الفلسطينية. وأصبحت المملكة محط أنظار العالم كونها غامرت بمواجهة دول عظمى بسلاح يعتبر العمود الفقري لقوتها الاقتصادية. وقد يقول كل مراقب إن هذه سياسة دول فماذا عن الشعوب؟
في الحقيقة يعتبر الشعب السعودي الأكثر وقوفا ومناصرة للقضية الفلسطينية دون انتظار شيء بالمقابل. وفي فترة ما بعد حرب عام 1973م كان هناك برنامج ابتعاث للولايات المتحدة الامريكية واستمر برنامج الابتعاث لسنوات إلى أن بلغ عدد المبتعثين أكثر من 10 آلاف. وهو عدد كبير في ذلك الوقت كون معظم مدن المملكة لا يوجد بكل مدينة سوى ثانوية واحدة. وحيث إن آثار حرب عام 1973م وآثار استخدام سلاح النفط السعودي لا يزال في الذاكرة والقضية الفلسطينية كانت ساخنة، فقد أخذ معظم المبتعثين السعوديين على عاتقهم الدفاع عن القضية الفلسطينية خاصة أنهم في تلك الفترة يتميزون بدخولهم إلى أمريكا بتأشيرات رسمية (A-2). ورغم قوة الدعاية الإسرائيلية واللوبيات التي تساند إسرائيل، إلا أن الكثير من المبتعثين نجحوا في كسر احتكار اللوبيات اليهودية والتأثير على الرأي العام الأمريكي من خلال محاضرات وندوات، وبالطبع التبرع بما كانت تجود به نفوس المبتعث السعودي رغم الالتزامات الشخصية لكل مبتعث. ورغم ما كان يسمعه المبتعث السعودي من بعض الأفواه الفلسطينية من انتقاد لهم واتهامات باطلة عنهم وعن بلدهم المملكة، ومع ذلك لم يتوقف المبتعث السعودي عن الدفاع والوقوف مع القضية الفلسطينية. ومع مرور الوقت اقتنع الكثير من أعضاء الكثير من اللوبيات اليهودية بأسلوب الطرح وأسلوب الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأيضا شرح الواقع الحقيقي عن حقوق الشعب الفلسطيني للكثير من دافعي الضرائب الأمريكان ممن يجهل ما يجري في الشرق الأوسط.