من يتابع سياسة المملكة منذ قيام الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وعهود أشباله الميامين - رحمهم الله - وحتى العهد الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - فانه سوف يكتشف دون مشقة أو عناء أن قادة المملكة تحملوا أعباء وتبعات مواقف ثابتة وشجاعة ومسؤولة تجاه مختلف القضايا الدولية والاسلامية والعربية.
ومن تلك المواقف المشهودة منافحتها ودفاعها عن حقوق الفلسطينيين في كل محفل، فهي مازالت ترى أن القضية الفلسطينية العادلة هي قضية العرب المركزية، وقد أكدت مرارا وتكرارا عبر مختلف العهود على أهمية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة المهجرين الى ديارهم ووقف الاستيطان الإسرائيلي الجائر، وتنفيذ القرارات الأممية ذات العلاقة بعدوان إسرائيل على فلسطين والتي مازالت تل أبيب تضرب بها عرض الحائط.
واتضحت تلك المواقف الشجاعة بموقف تاريخي أثناء الغزو العراقي لدولة الكويت الشقيقة، حيث اعتبرت هذا العدوان البغيض عدوانا على المملكة ولم يهدأ لقادتها بال الا حينما تحررت الكويت من ذلك الغزو وعادت الى حضنها الدولي والعربي، وقد أيدت معظم دول العالم ما قامت به المملكة من تضحيات جسام لاعادة الشرعية المسلوبة الى الكويت، وهو موقف سوف يسجله التاريخ للمملكة بمداد من ذهب.
ومواقفها الشجاعة تجاه معظم الأزمات العالقة مازالت محط اعجاب وتثمين وتقدير قادة كافة الدول كموقفها الصلب تجاه اليمن الشقيق، فقد قفز الانقلابيون على شرعية منتخبة في هذا القطر وأوسعوا في أبنائه القتل والاعتقال والتعذيب، وشردوا الآلاف منهم، ومازالوا متشبثين بأخطائهم وعدوانهم على اليمن وعلى دول التحالف بقيادة المملكة التي أبت الا المضي في سياستها الحكيمة لتخليص اليمن من جبروت طغاته وظلمهم وتعسفهم.
وتقف المملكة من أزمات المنطقة العالقة كالأزمة السورية والعراقية والليبية موقفا صلبا يتمحور في أهمية عودة الأمن والاستقرار الى ربوع تلك الدول واستنكار التدخل الأجنبي في شؤونها للحفاظ على سيادتها واستقلالها ومكتسباتها الحضارية، ومازالت تدين ظاهرة الارهاب في كل مكان وتدعو لمحاصرتها واحتوائها واجتثاثها من جذورها، وقد تعاونت ومازالت تتعاون مع كافة دول العالم للخلاص من تلك الآفة وشرورها وعواقبها الوخيمة.
ومازالت المملكة متآزرة مع كافة دول العالم المحبة للعدل والأمن والاستقرار للمساعدة والمشاركة في حلحلة أزمات العالم المعقدة في أي مكان لعودة الأمن والاستقرار الى كافة بؤر التوتر والنزاع في أي مكان، وازاء ذلك فانها مازالت تؤيد باصرار مختلف القرارات الدولية ذات العلاقة بسريان الأمن والسلم الدوليين، ومن أجل ذلك فانها في كل المحافل الدولية والاسلامية والعربية والخليجية تنادي باستمرار بوحدة الصف والكلمة والتضامن والعمل مع كافة المجموعات إقليمية كانت أو غير إقليمية للوصول الى أقصى ما يمكن الوصول اليه من حلول عقلانية من شأنها تسوية النزاعات العالقة في كل مكان وعودة الاستقرار والسيادة الى كل الدول التي تعاني الأزمات والفتن والمحن.