أخبار متعلقة
يقول عماد (وعمره 35 عامًا ولديه 4 أطفال): إن فترة الابتعاث خارج المملكة علمتني أشياء كثيرة، ومن أهمها تعلم الطهي بسبب مللي من المطاعم، فتعلمت (ولله الحمد) فكانت الفكرة تراودني بعد رجوعي من البعثة أن افتتح مطعمًا، ووصلت لمرحلة الشغف بالطبخ.
ولكن واجهتني إشكاليات في مبلغ إيجار المحل، فاستمر في البحث عن حلول أخرى، وفجأة.. قرأت في إحدى الصحف عن صدور قرار تراخيص العربات المتنقلة واتجهت في اليوم الثاني للبحث عن عربة ولكن بشكل مركبة فبحثت طويلًا، إلى أن حصلت على الترخيص وأيضًا المركبة كما ترونها في الصفحة.
وفي جولتي هذه التقيت بأحد زبائن عماد الذين يترددون على عربته وهو مدير في إحدى الشركات، فقال: نحن مع أي سعودي يقوم بمثل ما يقوم به عماد في هذه المهنة ونثق فيهم كثيرًا بالنظافة وغيرها، والسعودي لا ينقصه إلا الثقة به، وسوف ترى الإبداع والعمل بجد واجتهاد، ونتمنى أن ينسى المسؤولون وغيرهم «الأسطوانة المترددة دائمًا» بأن السعودي لا يريد إلا مكتبًا أو يعمل مديرا.. فنأمل أن تتغيّر أسطوانة «العامل أو الموظف السعودي هو مَن يستحق وليس غيره»!!
عماد شاب طموح ووصل طموحه لأن يفتتح مطعمًا ويواصل ويتوسّع بمشروعه والكثير من زبائنه يقولون: نريدك أن تفتح مطعمًا وأنت مَن تقوم بالعمل فيه أنت وأصحابك، وهذا دليل على أن عمله متقن بجودة ونظافة عاليتين، وتأكدت بعد مقابلتي البعض من زبائنه. 
تفاؤل عماد وتحفيز عائلته باستمراره في هذه المهنة زادا طموحه لأن يكون عمله نادرًا ولا يكون مشابهًا لأي عربة أو مطعم آخر بجودة عالية لإرضاء زبائنه الذين يومًا بعد يوم يزداد عددهم، والكثير من الزبائن يشعرون براحة كبيرة عندما يتعاملون مع العامل السعودي، فهذا الأمر يجعلهم أكثر اطمئنانا، ومنهم من يقول إننا نثق بالعامل السعودي أكثر من غيره، وهذا الأمر يجعلهم أكثر فخرا وثقة بما يقومون به.
ضيفنا في هذه الجولة يقول إن أفضل تجربة بالعربة المتنقلة هي عدم وجود حواجز بين الطاهي وبين الزبون، فلا يفصلنا غير نافذة مفتوحة ويجعل التواصل أسهل وممتعًا. وواصل حديثه عماد بأن الشاب السعودي يريد الثقة فقط من المسؤولين والمجتمع، وسيثبت أنه لا شيء يعيقه أبدًا من خلال المهنة التي يعمل بها مهما كانت وليس فقط في الطهي.
كثير من المنافسات واجهته.. خاصة في المهرجانات المفتوحة، ولكن لديه العزيمة والإصرار بجودة عمله في مهنة الطهي حتى وصلت لمضايقته من بعض المنافسين الكبار في المهرجان بإبعاده عن المهرجانات الأخرى التي يشارك فيها.