كشف خبراء الطقس لـ«اليوم» أن الحالة الجوية التي تمر بها المملكة نتيجة بداية نشاط المنخفضات على بحر العرب مشيرين إلى استمرار الرياح الشمالية في حال استمرت الاضطرابات في بحر العرب وتوابعها تستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
وقال محلل الطقس عبدالهادي العبدالهادي: الحالة الجوية تتمثل في نشاط رياح البوارح الشمالية المثيرة للأتربة والغبار والتي قد تصل سرعتها خلال النهار إلى 50 كيلومترا في الساعة وتنشط خلال ساعات النهار وتهدأ قليلا أثناء الليل معها تقل درجات الحرارة خلال الأيام القادمة وتصبح الأجواء جميلة ومعتدلة خلال الليل وتستمر حتى منتصف رمضان وتعود أسبابها إلى بداية نشاط المنخفضات على بحر العرب، والحالة التي تشهدها المنطقة الشرقية حاليا لها توابع لمدة 3 أيام وكل يوم وتقل تدريجيا، وفي حال استمرت الاضطرابات في بحر العرب ستستمر الرياح الشمالية والتي تبشر بأجواء معتدلة خلال الصيف، وكل ما استمر نشاط بحر العرب تستمر معها الرياح الشمالية (البوارح).
وقال الباحث في علوم الطقس نزيه الحيزان: «تستمر فترة أو موسم البوارح حتى منتصف يوليو تقريبا، وهي ناتجة بأمر الله ومشيئته لاختلاف قيم الضغط بين حوض المتوسط المعتدلة وبحر العرب المنخفضة، حيث تتحرك الرياح (المعتدلة) من حوض المتوسط، منحدرة للجنوب سالكة الخط الشرقي مرورا بدول الخليج والربع الخالي بحثا عن أماكن الضغوط (المنخفضة) في بحر العرب، ويعود ذلك لمنخفض الهند الموسمي، والذي يبدأ بالتمدد نحو شبه الجزيرة العربية مع انتهاء فصل الربيع ودخولنا في فصل الصيف، وهو يقبع عادة في المنطقة الجغرافية الواقعة بين الهند، وبين خليج عمان في بحر العرب، وهو عبارة عن كتلة هوائية حارة ثم يتمدد لاحقا مع دخولنا الفعلي في فصل الصيف ومربعانيته حيث ترتفع درجات الحرارة في هذه المنطقة وبالتالي تنخفض قيم الضغط، لتبدأ الرياح تنجذب لهذا المنخفض الموسمي من أماكن قيم ضغوط معتدلة أو مرتفعة، وكلما انخفضت قيم الضغط زادت سرعة الرياح ونشاطها بسبب هذا التخلخل الحاصل وبالتالي نشوء موجات غبارية متسعة، وشبه يومية، تمتد من شمال شرق المملكة مرورا بالكويت والمنطقة الشرقية وقد يمتد تأثير البوارح حتى منطقة الرياض، ولكن هي في الغالب وقعها على الخليج العربي من شماله وحتى الجنوب، وتكون بداية نشاطها فيما قبيل الظهيرة وذروة نشاطها مع اشتداد الحرارة وارتفاع الشمس في كبد السماء، وبالتالي انخفاض قيم الضغط وانجذاب الرياح من أماكن الضغط المعتدل والتي عادة تكون في هذه الفترة فوق حوض المتوسط وتتحرك باتجاه بحر العرب بسرعات قد تتجاوز ٦٠ كلم بالساعة وتهيج معها مياه الخليج العربي، حتى خليج عُمان.
