مازالت موائد الافطار في شهر رمضان تجمع الجيران والاصدقاء والاهل في مكان واحد منذ قرون عديدة،، حيث يقوم صاحب المأدبة بإعداد الطعام دون تقديم الدعوات لأحد وتتم بشكل دوري بين الاصدقاء والجيران، وقبيل أذان المغرب يأتي الجميع لتناول وجبة الافطار بعيدا عن الرسميات.
ويقول عبدالرحمن السليم ان مأدبة الافطار خلال شهر رمضان تجمع الاهل والأحبة ومثل هذه التجمعات تحاكي التقاليد وتعود بالذكريات لأزمنة بعيدة كانت تسودها الألفة بين الاصحاب والجيران بعيدا عن عالم التكنولوجيا الذي يشهده عصرنا الحديث والتي أصبحت مشتتًا لمثل هذه اللقاءات التي عادة ما تكون ثرية بالنقاش الهادف.
ويضيف السليم أن مآدب الإفطار تزدان كل يوم في رمضان في المنازل لتجسد العادات والتقاليد الخاصة بنكهاتها الخاصة وتنوع الطبخات التي تقوم عليها الامهات والبنات وتتنوع بين الاكلات الحديثة والشعبية مثل الشوربة والهريس والعدس وغيرها من الطبخات العريقة والحلويات المتنوعة، ومأدبة الافطار تشهد تجمع الجيران والاصدقاء وان ما يجعلها تستمر بين الناس في مجتمعنا هو البعد عن التكلف والتبذير في اعداد الوجبات المتنوعة على مأدبة الإفطار، لأن الهدف من اقامة المأدبة هو اللقاء بالأحبة وليس للتفاخر بإعداد الوجبات وكثرتها لان في ذلك إسرافا وبعدا عن الهدف الحقيقي منها، كما ان دورية الإفطار تجعلنا نتحدث عن الذكريات والمواقف التي حدثت لنا خلال رمضان في السنوات السابقة وأهم ما يميز موائد الإفطار أنها تبعدنا عن عزلة التكنولوجيا والتطبيقات.
وأشار سامي القرناس إلى أن ما يميز لقاءات رمضان على وجبات الإفطار هو التواصل بين الأصدقاء والجيران علما بأنني استغرب من بعد بعض الناس عن حضور مثل هذه المناسبات غير الرسمية خشية ان يضطر لرد الدعوة وتكلفه في إعداد المأدبة الرمضانية.
ويقول يوسف حمد: إن رمضان هو شهر الجود والخيرات والكرم، لذلك لا عجب حين نرى تسارع أصحاب المجالس بفتح أبوابهم لاستقبال أحبابهم من غير دعوة ليجتمع الحضور على مأدبة واحدة تحتوي على أصناف الطعام المختلفة وغير المعتادة خلال الايام العادية.
وأضاف متعب الكليب: أحب مشاركة أهلي وجبة الإفطار في منزل العائلة لان ذلك يشعرني بشهر رمضان الذي يشتهر بتجمع الأحباب على مائدة واحدة وتستمع الى الاحاديث المتنوعة والمواقف الحياتية المتنوعة التي لا تخلو عادة من الحكمة.
