DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كل ما هنا.. لك

قراءة في المجموعة القصصية «كل ما هنا.. لك» لمحمد المزيني

كل ما هنا.. لك
كل ما هنا.. لك
أخبار متعلقة
 
«كل ما هنا.. لك» مجموعة قصصية، صادرة عام 1436/‏2016 عن «مؤسسة الانتشار العربي» ببيروت للكاتب والروائي السعودي محمد المزيني. وتتألف هذه المجموعة من 16 نصا قصصيا، جاء معظمها مثقلا بهموم الانسان البسيط والعادي، الذي يمارس حياته اليومية بشكل «روتيني» وبأساليب تلقائية، تناسب مستواه المعيشي والاجتماعي والحضاري، وبنوع من الحذر المشوب بالخوف والتوجس والترقب، مخافة الوقوع في محاذير يمقتها الدين والأخلاق والمجتمع. والمتابع لما يكتبه «المزيني» سواء في عمله هذا، أو غيره من أعماله السردية الأخرى يجد أنه كثيرا ما يتبنى تلك الشخصيات البسيطة والمهمشة، ومنها شخصية انسان الشارع، ذات «الطابع الريفي أو القروي» كي يخوض بها غمار «المدينة» وصخبها وضجيجها، وبنيتها المتمدنة الصارمة المعقدة، التي ليس من السهل على انسان القرية اقتحامها، والتكيف معها، أو الاندماج فيها، ما لم يكن على جانب معتبر من التحدي، وقوة الارادة، الهادفة الى خلق شخصيات قوية، صامدة، تسعى الى اثبات وجودها، وفاعليته وتأثيرها في البيئة المحيطة، مهما كانت الظروف القاسية، التي تعصف بهذه البيئة ومكوناتها وعناصرها، ومهما كانت أسبابها ونتائجها، كما تمثل لنا ذلك بما سبق أن قدمه «المزيني» من أعماله السابقة، التي من أهمها: «ثلاثية ضرب الرمل» بأجزائها الثلاثة: النزوح والكدح والدنس، وروايته «الطقاقة بخيتة» أو روايته «انفرادي» وغيرها. وهذا ما يجعل مثل هذه الشخصيات - رغم بساطتها- في مواجهة التحديات المحيطة بها، وقادرة على التعامل والتفاعل معها، دون تهويل أو فجاجة في معالجة مثل هذه الشخصيات وأدوارها في النص السردي، أو تحميلها فوق ما لا يستطاع، او الخروج بها عن اطار الواقع والمعقول. وأعتقد هنا أن عنوان المجموعة أو مسماها، وبالطريقة «التحريرية» التي اعتمدها الكاتب يعطي بعض الدلالات المساعدة في تفسير المحتوى. ويتجلى لنا هذا في علامة الحذف «...» التي جاءت لتفصل بين عبارة «كل ما هنا» وبين «كاف الخطاب» المتصلة بحرف الجر«اللام» في شبه الجملة «لك» التي جاءت كـ «خبر». وهذا معناه أن الكاتب قد تعمد حذف كلمة أو عبارة في هذا الموضع من مسمى المجموعة. وهذا بدوره ما يجعل القارئ المتمعن في تفاصيل هذا العنوان يستحضر في ذهنه تلك الكلمة أو العبارة المحذوفة هنا، ويتكهن بمعرفتها ومدلولاتها، ويتوسع في اكتشاف المزيد من دلالاتها المتعددة، حسب ما يمليه السياق العام للكلام. وبما أن أبطال «المزيني» عادة ما يكونون من المحرومين، ومن ذوي الفاقة والبؤس والشقاء في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، فقد تكون الكلمة المحذوفة، والمناسبة لملء هذا الفراغ في عنوان مجموعته هو الفعل «ليس» أو ما يرادفه. بما يعني أن كل ما حول الشخصية المعنية بالمعالجة من ملذات الحياة ونعيمها وترفها «ليس» لها. أو قد لا تملك منه شيئا إن صح التعبير!!