كشف لـ«اليوم» أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية والمتحدث الرسمي بالبنوك السعودية، طلعت حافظ أن عدد حالات الاحتيال المالي في عمومها محدودة للغاية وفي مستوياتها الدنيا نسبة إلى إجمالي أعداد العمليات المصرفية التي تتم على مدار الساعة بالقطاع المصرفي سواء من خلال شبكة الفروع التابعة للبنوك أم خلال مراكز ومكاتب التحويل أو باستخدام القنوات الإلكترونية، مشيراً إلى أن الإحصائيات كشفت أن متوسط أعداد عمليات الاحتيال المالي التي حدثت بالقطاع المصرفي لم تتعد 3116 عملية وذلك خلال عامي 2014م و2015م. فيما أكد خبراء تقنيون أن أنظمة الحماية التي تنتهجها المؤسسات المالية في المملكة عالية جدا والمصارف تسعى جاهدة إلى تطوير أنظمتها بشكل مستمر لتوفير الحماية اللازمة للعملاء سواء فيما يخص أجهزة الصرف الآلي أو مواقع البنوك على الإنترنت واستخدام أحدث التقنيات. وأشاروا في حديثهم لـ«اليوم» إلى أن عمليات الاحتيال تتطور بشكل مخيف ومتسارع، مشددين على التوعية المستمرة ومتابعة المصارف لأجهزتها ومواقعها على الإنترنت. وقال مدير مركز تقنية المعلومات بالكلية التقنية بجدة المهندس نايف عوض الثبيتي: «عمليات الاحتيال المصرفية التي حدثت مؤخراً أو قد تحدث مستقبلاً تحتاج فقط من عملاء المصارف إلى مزيد من الوعي والحذر أثناء التعامل مع أي أمر يتعلق بالحساب البنكي سواء من خلال التعامل مع الرسائل الإلكترونية التي قد تصل للبريد الإلكتروني على أساس أنها رسائل من أحد المصارف وهي في الحقيقة ماهي إلا رسائل نصب واحتيال وتتبعها والتجاوب معها قد يتسبب باختراق أحد حسابات العملاء». وأضاف «الثبيتي»: «يجب على العملاء الحذر واستخدام أجهزة الصراف الموجودة في نفس البنك وتفقد جهاز الصراف قبل الاستخدام، وعلى البنوك القيام بدورها ومسئولياتها للبحث عن أحدث الوسائل الممكنة لتفادي وقوع العملاء في مثل هذه العمليات وذلك إما بربط عمليات السحب من أجهزة الصراف الآلي بأرقام الجوالات أو ربطها ببصمة العميل، وبالتالي يمكن تفادي اختراق الحسابات من خلال أجهزة الصراف». وقال المختص في تقنية المعلومات والاتصالات الفنية المهندس رائد خالد مهدي: «انتشرت في بعض دول شرق آسيا أساليب الاحتيال المصرفية عن طريق شبكة الصراف الآلي قبل انتشارها عالميا وهي عبارة عن تركيب شريحة الكترونية قارئة في مكان إدخال بطاقة الصراف الآلي وتقوم هذه الشريحة بقراءة بيانات البطاقة، كما أن المحتال يستخدم كاميرا لمعرفة الأرقام السرية الخاصة ببطاقة الصراف الآلي أو يقوم بمتابعة الصراف لأخذ الأرقام السرية أو بأي طرقة أخرى وبعد معرفته بالرقم السري يقوم بأخذ هذه الشريحة التي قرأت بيانات بطاقات الصراف الآلي ثم يقوم بطباعة بطاقات مزيفة تحمل نفس بيانات البطاقات، التي تم تخزينها في الشريحة وعن طريق الرقم السري الذي استطاع معرفته يقوم بسحب المبالغ المالية في عمليات متتابعة قدر الإمكان قبل أن يكتشف العميل السحوبات وتحدث هذه الوسيلة من الاحتيال بكثرة في دول شرق آسيا حتى يومنا هذا».
