صوت يهز الأرض من قوته، ويذيب القلب لروعته، فأي حناجر تلك التي تردده، حناجر تشعرك وكأنما «أمة» قد اختزلت فيها، مرددة بصوت واحد نشيد الوطن: «سارِعي للمَجْدِ والعَلْياء مَجّدي لخالقِ السّماء». ما أجمل نجوم الأخضر، حينما يعزفون لحنا فريدا من نوعه يحمل بين حناياه عذوبة «رحيق الوطن»، وحينها تكتشف فقط، ما الذي يعنيه ارتداء شعار الوطن. يؤدون تدريباتهم اليومية على أنغامه، فيستشعرون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وينفجرون تألقا على أرضية الملعب، ليرددوا «نشيد الوطن» رفقة جماهيرهم التي قدمت لمساندتهم في أرض البحرين أرض الصفاء والنقاء، راسمين مشهدا أدمع العيون وحرك القلوب، فكان حديث الساعة لشدة روعته. أي انتماء هذا الذي أوصل صدى صوت شبان لم يبلغوا الـ (20) من أعمارهم للجميع، فحرك الصخر، واستشعر به كافة أبناء الوطن، ليستحوذ الأخضر الصغير والجميل على كل المشاعر، فحظي باهتمام قد يكون الأكبر على مستوى الفئات السنية منذ سنوات المجد الكروية. وفي ليلة الختام، ينتظر أبناء المملكة، بل وكافة أبناء الخليج والعرب، أن يصدح صوت «النشيد الوطني السعودي» عاليا هنالك في الملعب الوطني بالبحرين، معلنا عن تجاوز الأخضر الشاب لمعركة الساموراي الصعبة، ليتوج باللقب الآسيوي للمرة الثالثة في تاريخه، ويضع النهاية الأجمل لقصة «استعادة آسيا لزعيمها».
