تشير التوقعات الى زيادة معدل الرطوبة، في الساحل الشرقي نهاية هذا الاسبوع، ويتزامن ذلك مع انحسار تدريجي في سرعة الرياح وتغير اتجاهاتها، كما تظل الفرص مواتية لتحرك الغبار المثار بين وقت وآخر، حتى يوم الخميس وبخاصة في الطرق البرية والاماكن المكشوفة، وذلك في بعض المواقع بمنطقة الخليج العربي، مع استمرار اضطراب مياه البحر حتى يوم الخميس، وترتفع درجات الحرارة الى منتصف الاربعينيات المئوية في العظمى نهارا، وذلك خلال النصف الاول من شهر رمضان، بحيث يكون الاحساس بالحر في مستويات مرهقة، قبل ان تعاود البوارح الهبوب مجددا، بموجات عاصفة في الايام المقبلة بإذن الله تعالى، فتعمل على بعض التخفيف من وطأة اشتداد الحر، وبالتالي تحد من ارتفاع نسبة الرطوبة وهي العامل الاقوى مؤثرا في الاحترار صيفا، فيما تصادف هذه الفترة المرور بأطول نهار الثلاثاء القادم، ممتدا الى اكثر من 12 ساعة في حواضر الدمام، ويساعد ذلك في تسخين قوي للاجواء بمفعول اشعة الشمس المتعامدة، رغم ابتعادها عن الارض الى اقصى مدى في هذا الوقت من العام.
وطبقا للتقديرات في الحسابات الفلكية، يتزامن هذا التوقيت مع دخول منزلة (الدبران) في العشرين من يونيو، التي تنزلها الشمس ظاهريا لمدة 13 يوما، وتمثل اواخر الفترة الجافة من فصل الصيف، مؤشرا على ذلك عند ظهور النجم الأحمر المسمى (الدبران)، المتميز في السطوع بين 7 أنجم، ومصنف من القدر الأول، حيث يفوق الشمس بـ(90 مرّة) في القدرة الشمعية، ويبعد عن الأرض مسافة 65 سنة ضوئية، الذي يوضح حقيقة عدم وجود مؤثرات على مناخ الارض في العلاقة بالنجوم، وموقع الدبران وقلاصه يعد جزءًا من مجموعة نجوم الثور، التي وردت في التشبيه لدى قدماء فلكيي الفرس والكلدانيين والمصريين والرومان والعبرانيين، ويأتي مرسوما في الخارطة على هيئة ثور ضخم على خط السماء، في النصف العلوي منه، ومقدمته إلى المشرق ومؤخرته إلى الغرب، وظهره إلى الشمال ويداه ورجلاه إلى الجنوب، بحسب الملمح العام في مخيلة تلك المتابعة، في حين كان الدبران معروفا عند العرب منذ أيام الجاهلية، وتعد منزلته موعدا لاشتداد حرارة الجو، وفيه عادةً تسود الرياح الشمالية (بنوعيها) الجافة والحارة، والتقريب في ذلك علاقة بطول النهار، وانصراف الشمس إلى الجنوب تجاه خط الاستواء. من جهتهم يتوقع المختصون في الطقس، نشاطا قويا للرياح الشمالية الساخنة في الاسبوع القادم، بحيث تكون مفعمة بالعوالق الترابية والغبار، وفي الحالات المتكررة لـ(البوارح) انها تبلغ أوجها في النصف الثاني من شهر يونيو سنويا، حيث تنشط عادةً في المنطقة الشرقية وبعض دول الخليج العربي، متواصلة على فترات، حتى الايام العشرة الأخيرة من شهر يوليو، وتصاحب مربعانية القيظ في 3 منازل (الثريا والدبران والهقعة)، ومدتها مجتمعة 39 يوماً، اعتبارا من الايام العشرة الأولى من شهر يونيو، كما تتميز (البوارح) في أنها غير نمطية الموجات، فتختلف بين المواسم وتنشط خلال ايام متقطعة، ثم تهدأ الرياح بإذن الله تعالى، وتصفو الأجواء لبضعة أيام، ثم لا تلبث أن تعود لنشاطها مرّة أخرى، وقد تشتد وتضعف بين سنة وأخرى، بالاضافة الى تغير وامتداد مسرحها من منطقة الخليج الى اطراف الوسطى والشمالية، وخلال المربعانية وتزامنا مع موسم البوارح ايضا يحدث الانقلاب الصيفي، إذ تتعامد الشمس على مدار السرطان في 21 يونيو، ثم يبدأ ما يسمى بـ(حر الانصراف)، اعتبارا من الاسبوع الاخير في شهر حزيران الجاري، مع هبوب رياح السَموم الجافة والساخنة. وبحسب المتابعين للاحوال الجوية، يكون الطقس اليوم حارا وجافا على مناطق واسعة، عدا المرتفعات الجبلية العالية، وتكون الاجواء مستقرة بشكل عام، فيما تشير عمليات الرصد الجوي، الى دخول رياح البوارح الى مرحلة الهدوء نسبيا خلال الساعات القادمة، وقد تنشط احيانا في بعض المواقع بمناطق الشرقية والرياض والقصيم، بحيث تعمل على انخفاض في مدى الرؤية الأفقية على الطرق السريعة، حتى تنحسر نهاية الاسبوع، وفي التوقعات لليوم وغدا، تزداد فرص هطول الامطار الرعدية بمشيئة الله جنوب المملكة، ورصدت صور الاقمار الصناعية تشكيلات من السحب على الساحل الغربي، ممتدة الى مرتفعات منطقة مكة المكرمة، بسبب تأثر المرتفعات الجنوبية الغربية برياح جنوبية غربية موسمية رطبة مندفعة من البحر الاحمر، الذي يؤدي الى تشكل الغيوم الركامية الرعدية في مثل هذا الوقت من العام، وطبقا لهذه التوقعات ايضا، تستمر درجات الحرارة مرتفعة في أوائل الأربعينيات.
