DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كافكا

قصص قصيرة لفرانز كافكا ( 2-2)

كافكا
كافكا
أخبار متعلقة
 
رغبة أن تكون هنديًا أحمر لو كان المرء هنديًا أحمر، يقظا دائما، وعلى حصان سباق، ينحني مقابل الريح، يستمر يرتعش ارتعاشا فوق الأرض المجعدة حتى ينشب مهمازه لأنه لا يحتاج إلى مهماز، يرمي بعيدا العنان، لأنه لا حاجة للعنان وبصعوبة يرى أن الأرض أمام المرء قد حصدت المرج عندما تذهب للتو رقبة الحصان ورقبته. نافذة الشارع هناك من يعيش حياة عزلة ومع ذلك وبعد ذلك يريد أن يصل بنفسه إلى مكان ما. وهناك من وفقا للمتغيرات في توقيت اليوم والطقس وحالة أعماله وما شابه ذلك فجأة يرغب أن يرى أي ذراع على الإطلاق يمكن أن يتمسك بها، فسوف لن يكون قادرا أن يدبر أموره لوقت طويل بدون نافذة تطل على الشارع. وإذا كان في مزاجه رغبة لأي شيء، وذهب فقط إلى حافة نافذته.. رجل تعب بعينين تتحول من العامة إلى السماء وتعود ثانيةً لا يريد أن ينظر إلى الخارج ويرمي برأسه للأعلى قليلاً، حتى عندئذٍ ستسحبه إلى الأسفل الخيول في الأسفل إلى سلسلة عرباتهم وصخبها، وهكذا في الأخير إلى الانسجام الإنساني. ذكريات السادة الفرسان عندما تفكر مليا في الفوز في سباق فذلك ليس شيئاً تتنهد لأجله. فشهرة أن يهتف لك كأفضل فارس في البلاد، وعندما يعصف التصفيق ليس ليجلب رد فعل الصباح التالي. سيزعجك حسد خصومك الرجال الماكرين المتنفذين في الانغلاق الضيق الذي أنت فيه الآن، تجتازه بعد المضمار المنبسط والذي سرعان ما يتمدد فارغاً قبل أن توفر لأجل بعض التلكؤات من الجولة السابقة لشخوص صغار يغيرون في الأفق. العديد من أصدقائك يندفعون ليجمعوا أرباحهم ويصيحون فقط «هورا» لكَ فوق أكتافهم من صناديق الدفع البعيدة، أصدقاؤك لم يراهنوا على حصانك. لأنهم يخشون أن يغضبوا منك إذا خسرت. والآن وقد تصدّر حصانك المركز الأول، ولم يربحوا شيئاً، ينقلبوا على أعقابهم مبتعدين عندما تمرُّ ويفضلون أن ينظروا على طول الحوامل المنصوبة. منافسوكَ خلفكَ ثابتون على سروجهم يحاولون أن يتجاهلوا الحظ السيئ الذي أسقطهم وعدم العدالة الذي عانوه لحدٍ ما. فهم يضعون وجها شجاعا جديدا على الأشياء كما لو كان سباق مختلف على وشك أن يبدأ، وفي هذه المرة سباق جدي بعد لعب الأطفال كهذا. وبالنسبة لكثير من السيدات، يقطع المنتصر شخصاً سخيفاً لأنه ينتفخ بالأهمية ومع ذلك لا يتمكن من التلاؤم مع المصافحات التي لا تنتهي والتحيات والانحناء والتلويح بينما المهزومون يغلقون أفواههم وعرضياً يربتون على رقاب أحصنتهم الصاهلة.وأخيراً، من السماء الملبدة بالغيوم يبدأ المطر فعلياً بالهطول. عاليًا في صالة العرض لو كانت فارسة سيرك ضعيفة مسلولة ستُحثُّ لتركب فرساً تلف وتلف في دوائر متموجة ساحة العرض لأشهر وأشهر دون انقطاع على حصان متأرجح مع معلم حلبة عريض يسيطر بسوط لا يرحم، تلف على الحصان أمام جمهور لا يتعب. ولو كان من المحتمل أن هذا الأداء سيستمر زئير مستمر للأوركسترا وأزيز مراوح التهوية كانوا سيستمرون إلى المستقبل الرمادي المتسع أبداً المترافق بالتصفيق والذي خبا ثم ما لبث أن تضخم ثانيةً من الأيدي التي كانت حقاً مطارق بخارية. ربما بعد ذلك يمكن أن يندفع زائر شاب إلى صالة العرض نازلاً الدرج عبر كل البسطيات يندفع إلى الحلبة ويصرخ: «توقفي !» أمام لحن الأبواق من الاوركسترا التي مازالت تعزف الموسيقى المناسبة. ولكن لأن الأمور ليست كذلك - لأن سيدة جميلة بالأبيض والوردي طفتْ بين ستائر يفتحها أمامها رجال فخورون ببدلات رسمية. فإن سيد الحلبة الذي لفت نظرها تقدم باتجاه تفاني حصانها اللاهث، ورفعها بحنان أعلى حصانها الرمادي المنقط، كما لو كانت حفيدته الغالية جدا التي على وشك أن تبدأ رحلة خطيرة ولم يستطع أن يفكر في أن يعطيها إشارة بسوطه، وأخيراً استجمع ما يكفي ليضرب السوط ببعضه ليصدر صوتا مرتفعا، ويجري إلى جانب الحصان ويلحق، فاغراً فاه، بعين حادة القفزات المأخوذة من قبل راكبة الحصان، ويجدها ماهرة فنياً تقريبا ما يفوق التصديق، ويناديها بصرخات انجليزية محذراً، ويحذر بغضب العرسان الذين يمسكون الأطواق لتكون منتبهة بأقصى ما يمكن، قبل الشقلبة البهلوانية الكبرى يرفع ذراعيه ويتضرع للأوركسترا أن تصمت، وأخيرا يرفع الصغيرة لينزلها عن حصانها المرتعش ليجد أن كل التصفيق الذي حصلت عليه من الجمهور كان كافيا تماماً، في حين أنها هي بنفسها المدعومة من قبله كانت تقف عالياً على رؤوس أصابها في غيمة من الغبار بذراعين مفتوحين على أخرهما ورأس صغير مرمي إلى الخلف، تدعو كل السيرك ليشاركوها نصرها. ومنذ أن كان ذلك كذلك، فإن الزائر لصالة العرض يضع وجهه على السكة أمامه ويغوص في المسيرة الختامية كما في حلم ثقيل، يبكي دون أن يعرفه.