DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جانب من وادي قنونا

وادي قنونا بالقنفذة.. سياحة الطبيعة الساحرة

جانب من وادي قنونا
جانب من وادي قنونا
أخبار متعلقة
 
يعد وادي قنونا من أشهر الأودية بالمنطقة الجنوبية وأكبرها، حيث يبلغ إجمالي طوله حوالي 108 كيلو مترات، ويقع في العرضية الشمالية التابعة لمحافظة القنفذة. وتبدأ روافد هذا الوادي من أعالي جبال السروات وجبال الحجاز من بلاد العوامر جنوب غرب وادي العشر إلى بلاد بني المنتشر، ويتجه في جريانه منحدرًا نحو الغرب باتجاه مدينة القنفذة. يمتاز بغزارة مياهه وعذوبتها، وبكثرة بساتينه، وتنوع محاصيله الزراعية التي منها القمح، والدخن، والسمسم والتي كانت تنتج بكميات تجارية سابقة، ويشتهر بزراعة النخيل. وتمثل الأودية المنتشرة في جنوب المملكة وجهات سياحية مهمة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، حيث توفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة، ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية، حيث نجد الكثير من الأسر والعوائل السياحية تقوم بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاري هذه الأودية، وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة، ومياه جارية، وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي، حيث نجد في الوادي التداخل بين الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع السياحي، وهي أبرز مقومات الجذب السياحي لوادي قنونا، حيث يقضي السياح معظم أوقات زيارتهم للقنفذة حول ضفاف الوادي. وقد انفرد هذا الوادي بموقعه المتميز على الطريق الساحلي الواقع في حدود منطقة مكة المكرمة. وادي قنونا منفردًا تتصافح على أطرافه المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة، وذلك لقربه من البحر الذي ساهم في إيجاد التنوع البيئي الذي صاغت من خلاله الطبيعة مقومات انفرد بها عن باقي الأودية المنتشرة في القطاع التهامي. وعند التعمق وسط التكوينات الصخرية لهذا الوادي يبهرك مجراه الذي تكوَّن معه الكثير من البرك المائية، والأشكال الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية المختلفة. وتقع على جنبات وادي قنونا سوق حباشة، وتعد من أشهر أسواق العرب في الجاهلية، وتشتهر باسم «سوق أحد»، كما تشير الروايات التاريخية إلى أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، قد نزل بها، وباع فيها واشترى وهو يتاجر لصالح السيدة خديجة، رضي الله عنها، قبل البعثة النبوية. تتميز السوق بموقعها على أهم طرق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة ثم الشام، سواء كان ذلك في الجاهلية أو في الإسلام. فمنذ زمن بعيد وقوافل السبئيين التجارية تجوب الجزيرة العربية من الجنوب إلى الشمال حتى بلاد الشام. وكان هذا الطريق يمر بصنعاء ومأرب ثم مكة ويثرب، ثم بمدائن صالح، حتى يصل بصرى جنوب سوريا، وهي من مكة على ست ليال كما قال الأزرقي: «وإنا لنشك أن هذه السوق هي أحد المراكز التجارية المهمة على طريق القوافل، فكانت قوافلهم تمشي آمنة في قرى ظاهرة متواصلة واضحة يعرفها المسافرون من جنوب الجزيرة حتى الشام». وجميع الأماكن بسوق حباشة تشير إلى العصور الجاهلية، فهناك بقايا من أوانٍ فخارية في مكان السوق التي تستقر على هضبة مرتفعة على ضفاف وادي قنونا. كما أن بقايا الرحى كانت تستخدم لطحن معدن الذهب. كما يوجد العديد من أكوام الحجارة الكثيرة تغطي قبور الجاهليين على جنبات الطريق القديم للقوافل. ويبين الباحث الآثاري عبدالله الرزقي، في دراسة خاصة، أن سوق حباشة لا تخرج عن وادي قنونا، ومن الدلالات التي اعتمدت عليها في إثبات أن الوادي ضم بين جنباته سوق حباشة الجاهلية، هو أن السوق تقع في صدر قنونا، كما تقع في ديار الأزد، وحباشة تقع في ديار الأزد، ثم إن مقدار بُعْد السوق عن مكة يقدر بالمراحل ست ليال، والأزد قبيلة ارتبطت بهذه السوق مثلما ارتبطت ببني أسد.