يستمر تأثير الكتلة الهوائية الساخنة في أجواء الساحل الشرقي اليوم، وتسجل درجات الحرارة مستويات مرتفعة للأربعينات المئوية في حواضرالدمام حتى نهاية الأسبوع.
كما يمتد تأثير الموجة الحارة والجافة إلى المنطقة الوسطى، وتبلغ ذروتها خلال اليومين القادمين، ثم تتراجع نسبيا اعتباراً من يوم الجمعة، وسط توقعات بأن تكون هناك حالة من عدم الاستقرار الجوي، تعمل على تشكل سحب رعدية ممطرة في بعض الاجزاء.
فيما يصادف الجمعة المقبل ظهور نجم ( الرشا)، في المنزلة الثانية من نوء الذراعين، ممثلا لبداية موسم (الكنة) وفق التقويم الفلكي للانواء، حيث تعد هذه الفترة الأشد عنفا في الاضطرابات الجوية، التي تكون خلال 40 يوما، قبل الدخول الفعلي لفصل الصيف، وتشهد المنطقة خلالها، متغيرا في حالة الطقس بشكل عام، وخاصة في اشتداد الحر وهبوب الرياح العاصفة. وتبقى الفرص لهطول امطار متفرقة، التي تُسبق في هذه الظروف عادةً، بنشاط الرياح المثيرة للاتربة والغبار، بسبب تشكل السحب الركامية في أوقات واماكن متفرقة، وفي المتابعة يحتمل ان تتهيأ اليوم الاربعاء فرص الامطار بمشيئة الله على الجنوب الغربي، ومنطقتي مكة المكرمة ممتدة الى المدينة النبوية وتبوك.
و يستمر تشكل السحب الركامية الرعدية، خلال 5 أيام القادمة في أجزاء متفرقة، من مناطق الرياض والقصيم وحائل والشرقية، مع تزايد نشاط الرياح وزوابع الغبار.
من جهته، أوضح الباحث العلمي المختص في المناخ والفلك، عبدالعزيز الشمري، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن (كنة الثريا) يستدل بها على اشتداد الحر، متزامنة مع طالع الرشاء في 29 أبريل من كل عام بحسب التقديرات الفلكية، وهي من المواسم التي تتصف بالمفاجآت والتحولات المفاجئة في الطقس، من حر ومطر ورياح وغبار، وضمن هذه الفترة ثلاثة من منازل القمر، وهي ( الرشا، الشرطين، البطين )، تظهر في الأفق الشرقي قبل طلوع الشمس، ومدة كل منها 13 يوماً.
ويقصد بـ(الكنة) اختفاء هذا العنقود النجمي، بسبب الموقع في منطقة توهج أشعة الشمس، حتى تظهر مجددا مع دخول فصل الصيف في الأسبوع الأول من يونيو، حيث يشتد الحر وتكثر العواصف، كما تعرف ( الثريا) بالشقيقات السبع في الميثولوجيا الإغريقية، ضمن مجموعة الثور، وحظيت بالاهتمام العربي الكبير منذ القديم، وتظهر في 6 إلى 7 نجوم تشاهد بالعين المجردة، فيما يحوي العنقود 500 نجم، تبعد عن الأرض قرابة 440 سنة ضوئية، كما تعد ( الكنة ) فترة يستمر خلالها نشاط رياح السرايات (المراويح )، وقد تتشكل السحب الممطرة في أيامها الأخيرة، إن شاء الله تعالى.
ويلفت الفلكي الشمري إلى مقارنة الأحوال الجوية السائدة حاليا مع المواسم الماضية، فيقول: إن هذه السنة تعد استثناء في جميع معايير الطقس المعروفة، والتي بدت متغيرة تماما في حركة المنخفضات والمرتفعات الجوية، وأيضا من ناحية الأمطار والتيارات الهوائية والحرارة ومواعيد الفصول.
وأضاف والمثال اننا الآن في نهاية شهر أبريل، وما زال الطقس شبه معتدل ويميل للاستقرار نسبيا، وقياسا على ذلك كان اشتداد الحر يبدأ في منتصف وأواخر مارس قبل سنوات، متسارعا في سيطرة الخصائص الجوية الصيفية، الذي يعني أن المتغيرات الراهنة، دخلت مرحلة على غير المعتاد في الأنماط المناخية المعتادة سابقا.
ويرجع ذلك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى، إلى تأثير الدورة الشمسية الحالية في الغلاف الجوي للكرة الأرضية، فهناك علاقة مباشرة بين نشاط الشمس والتغيرات المناخية، ونحن جزء من هذه المنظومة، فيتضح الانعكاس في اختلاف طبيعة العناصر الجوية بشكل عام، من حيث زيادة حدّة التقلبات في العناصر الجوية، والمثال الأقرب من ناحية الأمطار المتواصلة وغير المسبوقة في عدد من المناطق، كما يظل الترقب للمزيد من هذه الحالات المضطربة في موسم كنة الثريا.
وفي توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، يشهد اليوم الأربعاء، بمشيئة الله تعالى، هطول الأمطار الرعدية، على جازان ونجران وعسير والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وكذلك على مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية وحائل، تمتد إلى منطقة القصيم، وتكون مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار.
كما تنشط الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبارعلى الأجزاء الغربية من وسط المملكة، وفي البحر الأحمر تكون الرياح السطحية من غربية إلى شمالية غربية بسرعة 15-35كم/ساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف، وحالة المياه في البحر متوسطة الموج.
وفي الخليج العربي متوقع أن يكون اتجاه الرياح، اليوم الأربعاء، أيضا من شرقية إلى جنوبية شرقية بسرعة 15- 35كم/ساعة، وحالة البحر خفيفة إلى متوسطة بارتفاع الأمواج من نصف المتر إلى متر ونصف، كما يشير مؤشر الأرصاد إلى ارتفاع حاد في درجات الحرارة بمستويات أربعينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والدمام.
